تقرير إسرائيلي يحذر من «تسرب نفطي» بالبحر الأحمر ينذر بكارثة
خزان النفط "صافر"
حذر خبراء بحريون إسرائيليون من أن تسربا نفطيا يمكن تفاديه في البحر الأحمر على وشك أن يحدث ما لم يتعاون المجتمع الدولي لإخلاء مليون برميل نفط من ناقلة في حالة تآكل قبالة السواحل اليمنية منذ خمس سنوات، وأنذروا من كارثة إنسانية وبيئية في المنطقة.
التسرب المحتمل لمليون برميل نفط من الناقلة صافر التي يعاني هيكلها من حالة تآكل قد يدمر صحة وسبل عيش الملايين من الأشخاص في المنطقة ويتسبب بأضرار جسيمة لآلاف الكيلومترات من الشعاب المرجانية، بما في ذلك تلك الموجودة في شمال البحر الأحمر وخليج إيلات - العقبة، التي يبدو أنها الأقوى في مواجهة تغير المناخ، كما كتب ستة خبراء من إسرائيل والعالم في نداء صحوة نُشر في مجلة Frontiers in Marine Science.
ولقد حاولت الأمم المتحدة منذ سنوات وضع المفتشين على متن السفينة، دون جدوى، حتى قبل أسبوعين، عندما تراجع الحوثيون اليمنيون المدعومون من إيران، والذين يتحكمون في سبل الوصول إلى الناقلة، عن رفضهم الثابت للسماح لأي شخص بالاقتراب منها.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك للصحفيين، إن الموظفين والمعدات قد يكونوا جاهزين بحلول أواخر يناير أو أوائل فبراير.
وقال البروفيسور ماعوز فاين، أحد واضعي التقرير الإسرائيليين، لـ«تايمز أوف إسرائيل» إن المقال تم تقديمه قبل أن يذعن الحوثيون قبل أسبوعين.
وقال «لقد أعطوا الإذن، الذي أعطوه وسحبوه في الماضي، نحن بحاجة إلى أن نرى أن الأمور تحدث بالفعل الآن وأن النفط يُنقل ويتم سحب الناقلة إلى الشاطئ لتفكيكها».
ليس من الواضح كم باق من الوقت قبل وقوع الكارثة، لكن العلامات تشير إلى أن الوقت ينفد بسرعة.
في مايو، اخترقت مياه البحر هيكل السفينة ودخلت مقصورة المحرك، مما تسبب في تلف خطوط الأنابيب وزيادة خطر الغرق. في سبتمبر، أفادت تقارير بأن المملكة العربية السعودية رصدت بقعة نفطية في منطقة قريبة.
وجاء في التقرير: لقد تقطعت الطرق بصافر قبالة سواحل اليمن وحالتها آخذة بالتردي منذ 2015، مما أعطى العالم تحذيرا الأكثر تقدما على الإطلاق من حدوث تسرب نفطي كبير. ولكن يتم تبديد هذه الفرصة. إن تسرب مليون برميل يضمن كارثة بيئية وإنسانية في المنطقة والدمار لصحة وسبل عيش ملايين الأشخاص الذين يعيشون في ستة بلدان على طول ساحل البحر الأحمر، إن الهواء الذي يتنفسونه، والطعام الذي يصيدونه في البحر، وتحلية المياه، كلهم في خطر مباشر.
وأضافوا محذرين «بالإضافة إلى ذلك، سيؤثر التسرب على بقية المجتمع الدولي من خلال تدهور مورد عالمي بالغ الأهمية. من المفهوم أن الشعاب المرجانية في شمال البحر الأحمر وخليج العقبة من بين آخر النظم البيئية للشعاب المرجانية في العالم التي تزدهر بعد منتصف القرن. إن فرصتنا الأخيرة لضخ النفط في السفينة وتكديس الحواجز العائمة على مستوى المنطقة لاحتواء التسرب الوشيك تزول بسرعة».
ويشير التقرير إلى أن الشعاب المرجانية تصطف على امتداد 4,000 كيلومتر تقريبا من ساحل البحر الأحمر وتلتف أيضا حول العديد من الجزر، مضيفا أن الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات تدعمها نماذج توضح أن التسرب خلال فصل الشتاء قد يؤدي إلى انتشار النفط إلى الشمال أكثر من انتشاره إذا حدث خلال فصل الصيف بسبب تيارات المحيط.
من وجهة نظر الباحثين، فإن «التهديد الوشيك لمورد طبيعي عالمي وفريد» يبرر الوصول إلى الناقلة لضخ النفط بكل الوسائل الضرورية.
ودعا الخبراء إلى وضع استراتيجية إقليمية للتعامل مع التسربات النفطية، بالنظر إلى مرور 4.8 مليون برميل من النفط الخام والمنتجات البترولية المكررة يوميا عبر مضيق باب المندب – بين اليمن في شبه الجزيرة العربية ، وجيبوتي وإريتريا في القرن الأفريقي – في البحر الأحمر في طريقها إلى أوروبا والولايات المتحدة وآسيا عبر قناة السويس.
شركات النفط ملزمة بالتبرع لصندوق حاصل على تفويض من الأمم المتحدة وخاضع لتنظيم المنظمة لتخفيف التسرب النفطي وإنشاء نظام إبلاغ عن حالات تلوث بحرية عبر الإنترنت مشابة لذلك الذي يعمل بين البلدان في شمال غرب المحيط الهادئ.
ثلاثة من واضعي التقرير من إسرائيل وهم ياعيل عميتاي من مختبر بيئات المياه العذبة كينيرت، وهو جزء من معهد أبحاث علم المحيطات وبيئات المياه العذبة الإسرائيلي؛ وحيزي جيلمور من معهد علوم الأرض في الجامعة العبرية في القدس؛ وفاين من قسم علوم الحياة في جامعة بار إيلات والمعهد المشترك بين الجامعات للعلوم البحرية في إيلات على ضفاف البحر الأحمر.