رواد المسرح: المسرح الشعبي هو المحافظ على الهوية المصرية
![جانب من ندوة 150 سنة مسرح](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/9915414471608813266.jpg)
جانب من ندوة 150 سنة مسرح
انطلقت صباح اليوم الخميس ثاني أيام الملتقى الفكري «150 عاما على المسرح المصري» والذي يقام ضمن فعاليات المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته الـ ١٣ «دورة الآباء» برئاسة الفنان القدير يوسف اسماعيل، وأدار الملتقى الناقد جرجس شكري عضو اللجنة العليا للمهرجان.
وبدأت الجلسة الأولى بكلمة للناقد جرجس شكرى الذي أوضح خلالها عن أشكال وأنماط المسرح المصري المتعارف عليها خلال ١٥٠ عاماً ومنها المسرح الشعبي والمسرح الكوميدي ومسرح المونودراما مؤكد على أن الظواهر الشعبية في مصر كان لها تأثير كبيراً في المسرح المصري.
واستشهد بكلام على الراعي حينما قال: «إن يعقوب صنوع كان يقف في منتصف الطريق بين أشكال المسرح القديم والجديد وبين أشكال المسرح الشعبي والشكل الأوروبي ، فلم يتخلى أبدا عن تأثيره بالمسرح الشعبي، كما استطاع أن يوحد ما يسمى بالنص المسرحي المكتوب».
كما تحدث الناقد الكبير أحمد عبد الرازق خلال ورقته البحثية التي حملت عنوان الإرهاصات الأولى عن المسرح الشعبي في مصر قائلا :«أن البحث مكون من خمسة أجزاء وأن الجزء الأول منه بدء من حيث يجب أن إنتهى، وتعتمد تلك المسألة وذلك من أجل أن أوضح أن لدينا مسرحا شعبيا بالفعل، له خصائصه وسمات تميزه عن غيره من أنواع المسرح المتعارف عليها والتي نجدها في أعمال توفيق الحكيم ويسري الجندي ورأفت الدويري ومحمد أبو العلا السلاموني ونجيب سرور وعبد الغني داوود وسمير عبد الباقي وشوقي خميس وغيرهم وهناك عدد قليل من الذين جاءوا بعد ذلك».
واتفق الناقد أحمد عبدالرازق أبوالعلا مع فاروق خورشيد في أنه لا يمكن أن نخلق مسرحا شعبيا مصريا مكتفين بترجمة معتقداته وحكاياته إلي أشكال مسرحية تقليدية، ويمكن أن نقول إن شوقي عبد الحكيم استلهم الموال المصري «حسن ونعيمة» كعملا مسرحيا تقليديا.
ومن جانبها قدمت الدكتورة نجوى عانوس بانوراما للعروض المسرحية الخاصة بيعقوب صنوع وشرحت ما يسمي باللعبات التياتريه وحوارياته التي كتبها في مجلة ابونضارة، وكيف كان يعقوب صنوع يستلهم من التراث وألف ليلة ويقوم بعمل اسقاط على الواقع السياسي المصري وذلك من خلال مجموعة من الرسومات الخاصة بالعروض المسرحية لطقس الزار.
وأضافت: «هي لوحة تجسد فيها "الخديوي"وهو يقوم بعمل طقس الزار ومشهد خروج الجن من جسده وغيرها من المشاهد التي رسمها يعقوب صنوع ومنها استلهماته أيضا من الحضارة المصرية القديمة مثل مشهد البقرة الموجودة في معبد حتحور كما اسلتهم صنوع من المسرح الشعبي وشخصياته ومنها شخصية الأراجوز».
كما قام بعمل دمج بين الشخصيات الشعبية والشخصيات الأوروبية مثل الدمج الذي قام به بين مسرحية مريض الوهم وربطها بعناصر من التراث والشخصيات الشعبية والنكت الشعبية، مشيرة الى ان يعقوب صنوع عندما قام بتمصير العروض المسرحية حولها الى مسرح شعبي.
وأكدت «عانوس» على أن يعقوب صنوع كان مصريا بامتياز ومعتزا بمصريته بل كان يحمل هموم مصر والتى جسدها في اعماله المسرحية بل أنه وهب قلمه للدفاع عن القضية المصرية ضد السيطرة العثمانية والإحتلال الانجليزي، وهو ما يتضح من خلال اعماله المسرحية، ومن خلال اسهاماته من التراث مثل ألف ليلة وليلة وطقوس الزار وعروض الأراجوز والقرداتي والحكواتى وعرافة الودع وغيرها .
واختتمت «عانوس» كلمتها بالتأكد على ريادة يعقوب صنوع للمسرح المصري مشيرة إلى أن هناك العديد من الرواد الاخرين مثل: إبراهيم رمزي والذي قدم لنا الترجمات المسرحية ليسجل ريادة جديدة في هذا المجال وقدم ما يسمي بالترجمة الدرامية، مناشدة بضرورة إعادة قراءة أعماله ودراستها.