صانعو الملحمة: «9 يناير يوم يتعد.. يوم ما وضعنا أساس السد»
محمد عبدالله أحد المشاركين في بناء السد العالي
«9 يناير يوم يتعد.. يوم ما وضعنا أساس السد»، هكذا تغنّى عمال السد العالى حينما وضع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر حجر الأساس لبناء السد العالى، 9 يناير 1960، بعد إقراض الاتحاد السوفيتى لمصر 100 مليون دولار، ليتغنى الكبار والصغار بهذه الملحمة التاريخية. عمال السد العالى الذين سطروا تاريخاً عظيماً يُروى لأجيال وأجيال، رووا، وما زالوا يروون، هذا التاريخ لأبنائهم وأحفادهم حول كيفية ترويض الطبيعة الصخرية فى أقصى جنوب مصر ليبنوا سداً عالياً فى أسوان.
أحد بناة السد العالى: روّضنا الطبيعة الصخرية لنسطر التاريخ
محمد عبدالله محمد، أحد العاملين الذين شاركوا فى بناء السد، مواليد 26 أبريل 1945، يروى لـ«الوطن» تفاصيل الملحمة: «كان همنا فى الوقت ده البناء وبس، ليس عندنا أى مانع فى ترويض الطبيعة الصخرية فى الجنوب، وكنا ننفذ كل ما يُطلب منا على وجه السرعة، نافسنا الآلات الحديدية فى العمل وتفوقنا عليها»، وأضاف: «تسلمت عملى فى السد العالى فى اليوم اللى تخرجت فيه من المدرسة، واشتغلت فنى تركيبات كهربائية وتجهيز الأماكن التى يتم فيها استيراد المعدات من الاتحاد السوفيتى، كل اللى تعلمناه فى المدارس كان نظرى واتعلمناه مرة أخرى على أرض الواقع، وتم تدريبنا لمدة 6 شهور فى مركز التدريب بحى شرق مدينة أسوان، ونزلنا على أرض الواقع لتطبيقه، كان مرتبى لا يتجاوز الـ15 جنيهاً».
وتابع: «ذكرياتنا مستمرة مع رفقاء النجاح فى بناء السد العالى، لا أنساهم، وبنتواصل لغاية الآن فى المنيا والمنوفية وبورسعيد وبزورهم وبيزورونى، وكمان أصدقاءنا المهندسين لهم بصمات كبيرة فى مرحلة البناء، وكانت لنا صداقات مع الخبراء السوفيت». وقال محمد: علينا فى هذه المرحلة أن نتكاتف ونواجه أى خطر ومنها «الكورونا» وأن نتخذ من السد العالى درساً كبيراً فى تنفيذ المطلوب منا كشعب.