رئيس «دار الكتب والوثائق»: نحتاج 43 مليون جنيه.. ولا نستطيع تدبيرها
قال الكاتب حلمى النمنم، رئيس «دار الكتب والوثائق القومية»، إن الوضع فى الدار لا يزال على ما كان عليه منذ حادث التفجير الإرهابى الذى استهدف مديرية أمن القاهرة والدار ومتحف الفن الإسلامى فى 24 يناير الماضى، مشيراً إلى أن الدار تحتاج إلى 43 مليون جنيه لإعادتها إلى ما كانت عليه قبل هذا الحادث الإجرامى، وهو مبلغ لا تستطيع وزارة الثقافة تدبيره فى الوقت الراهن.[FirstQuote]
■ ما الوضع الآن فى «دار الوثائق» بعدما أضيرت جراء الحادث الإرهابى الذى استهدف مديرية أمن القاهرة قبل عدة أشهر؟
- للأسف ما زال الوضع على ما هو عليه، وكل ما تمكنا من فعله هو رفع الأنقاض من الأجزاء المتضررة، حيث تسبب الانفجار فى تدمير كامل لأعمال التطوير والترميم التى أجريت بالدار فى 2009، ومنها ترميمات قاعة العرض المتحفى من أسقف معلقة وزخارف ومركز للتدريب.
كما تسبب الانفجار أيضاً فى تهشم الواجهة الخارجية والجسر الذى يربط بين جانبى المبنى وفتارين العرض، بالإضافة إلى تدمير بعض من مقتنيات الزعيم الراحل جمال عبدالناصر الموجودة فى معرض مؤقت بالدار لترميمها وحفظها انتظاراً للانتهاء من متحف «عبدالناصر» فى منشية البكرى، حيث لحق الضرر بتمثالين نادرين للزعيم وببعض ملابسه، وقد انتهينا أيضاً من ترميمهما مؤخراً بالجهود الذاتية، فضلاً عن تضرر 7 مخطوطات تمكنا من ترميمها وإعادتها إلى حالتها الأولى بجهود مرممى الدار.
■ وما السبب فى تأخر ترميم المبنى وإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل التفجير؟
- الحقيقة أن ترميم المبنى وما يحتويه من مقتنيات نادرة ومخطوطات وتحف يحتاج إلى مبالغ طائلة، حيث تتراوح التكلفة التقديرية ما بين 33 إلى 43 مليون جنيه وهى ميزانية كبيرة لا نستطيع تحملها فى الوقت الراهن خاصة فى ظل الوضع الاقتصادى الحرج الذى نعانى منه، والحل الوحيد كان إنشاء صندوق لجمع تبرعات لإعادة ترميم المبنى، وهو ما لم يحدث للأسف.
■ ألم تعرض أى جهة المساهمة فى ترميم المبنى؟
- حصلنا على عرضين للترميم أحدهما من السعودية، حيث وصل إلى القاهرة وفد من وزارة الثقافة السعودية لتقديم عرض كريم بترميم الدار، كما أبلغنى الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة، بوجود عرض آخر من دولة الإمارات وآخر من «مؤسسة المكنز الإسلامى»، وهى مؤسسة علمية غير هادفة للربح أنشئت من أجل دعم التراث الفكرى والثقافى والفنى الإسلامى وحمايته ونشره بكل السبل.
■ وماذا عن المؤسسات الثقافية الدولية.. وأين «اليونيسكو» مما حدث؟
- للأسف، فإن وسائل الإعلام روجت للحادث الإجرامى فى حينه على أنه تفجير استهدف مديرية أمن القاهرة فحسب، لذا فإن أياً من المؤسسات الثقافية الكبرى لم تلتفت إلى كارثة متحف الفن الإسلامى ودار الكتب، وحتى حينما تحركت بعض الجهات كان التحرك لمصلحة المتحف فقط، لذلك لم تسهم أى من تلك الجهات فى إزالة آثار ما حدث للدار.
وفى ذلك الوقت، حاولت من خلال مقالاتى أن ألفت الأنظار إلى أن التفجير لم يكن يستهدف مديرية الأمن وحدها، بقدر ما كان يستهدف تاريخ وثقافة وهوية مصر برمتها.
■ وهل ترى أن المسئولين بوزارة الثقافة قاموا بدورهم فى محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟
- السيدة إيمان عز الدين، مدير دار الوثائق، قامت بجولات مكوكية لإقناع المسئولين والمستثمرين بالمساهمة فى أعمال الترميم، كما لا يمكننا إنكار ما بذله الدكتور عبدالناصر حسن، رئيس دار الوثائق السابق من جهود.