نص مرافعة النيابة في قضية مقتل الطفل إبشان بعد إلقائه مقيدا بترعة
أبو حسين:« صيادان بارعان تمكنا من اصطياد فريستهما دون شفقة أو رحمة»
جلسة محاكمة قاتلي طفل كفر الشيخ
مرافعة أبكت الموجودين في قاعة محكمة جنايات كفر الشيخ، خلال جلسة محاكمة قاتلي الطفل عبد الرحمن فاروق، المعروف إعلاميا بـ«طفل إبشان»، قال خلالها المستشار أحمد أبو حسين، مدير نيابة مركز بيلا، إن «جريمة اليوم هي فساد في الأرض وغدر وخيانة ودهاء وخديعة، اقترفها المتهمان بنفس هادئة مطمئنة، ولم تشفع استغاثات الطفل الصغير الذي لم يتجاوز عمره الـ12 عاما، له، حيث ألقياه حيا في مجرى مائي وهو مُكبل اليدين والقدمين وعلى فمه شريط لاصق.
وأضاف مدير نيابة مركز بيلا، قائلا، «هي جريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد، فالنيابة العامة استجوبت المتهمين وسألت الأول هل قام الطفل بالإستغاثة، فرد بالإيجاب قائلاً: «هو صرخ مرة واحدة ساعة ما زقيناه وبعدها مشينا كان عمال بيحاول يسبح في المياه»، مشيرا إلى أنهما لم يستجيبا لاستغاثات الصغير، مشيرا إلى أن المتهم الثاني هو عم المتهم الأول وحين استجوابه قال: «ساعتها جاب حتة مشمع وأنا وهو ربطناه من ظهره ونيمناه على بطنه وشيلنا الشيكارة ورميناها، وحاول يطلع ومعرفش ووقفنا لحد ما غطس ومطلعش تاني ربطناه من إيديه ورجله ومن فمه».
وتابع مدير النيابة قائلاً، «يا الله أي مشهد كهذا طفلا يغرق أمام أعينهم ولم يغيثوه، فليتقبلك الله ياصغير من الشهداء، ولنطالب نحن بالقصاص، فجئنا اليوم إلى ساحة محرابكم المقدس لا لنؤثر على عدالتكم فخشانا أن نفعل وخشاكم أن تأخذوا بذلك، جئنا اليوم بدعوة تقشعر لها الأبدان، جئنا إليكم بأب مكلوم وأم ثكلى، جئنا الى عدالتكم لأمانة حملنا إياها مجتمعنا، أبت عن حملها الجبال، جئنا بنفس بشرية اتبعت شيطانها فضل سعيها، جئنا بجريمة قلما تحدث في مجتمعنا الإنساني لكونها بعيدة الصلة عن الإنسانية ، وأن ذلك الجرم يدل على نفس شيطانية وصدق المولى حين قال« ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ».
مدير النيابة: «عبد الرحمن وثق بطفولته البريئة في ذئبين بشريين»
واستكمل أبو حسين قائلاً، «سيدي الرئيس، جئنا من وقيعة دعوانا في جريمة الأرض تشققت من هولها، عشنا فيها أيام وليلي طوال، البسنا فيها الحق سعياً للحقيقة حتى يخلص لنا البرهان الصادق والدليل القاطع على اعتراف المتهمان بالواقعة جئنا بمجرمان سلما نفسيهما لشيطانهما فظل سعيهما وإني لست مبالغا أن قولت إن شيطانهما لم يجرؤ على ما فعلاه من جرم، فالمجني عليه هو طفل كان يحلم بالتمتع بطفولته، كان يلهو، طفلا كان سيصبح في الغد القريب رجلا يعتمد عليه، طفلا كان يحلم أبيه ان يتكأ عليه، طفلا من هول ما رأى شاب قبل الآوان، طفلا اسمه عبد الرحمن ، طفلا قتل بيد الغدر والخسة، طفلا وثق بطفولته البرئية فى ذئبين بشريين، فكانا شيطانان».
استطرد، «جريمة اليوم هي فساد في الأرض وغدر وخيانة، اقترفها المتهمان بنفس هادئة مطمئنة لا ريب في ثباتهما، خطفاه وقتلاه وطلبا فدية ، وانطبقت عليهما مواد القانون من قانون العقوبات، لأنهما في 29 من أكتوبر 2020 حين أبلغت أمه ان نجلها خرج لتلقي الدرس ولم يعد، وتواصل معها المتهمان وطلبا منها 500 آلاف لإطلاق سراح المجني عليه، فإذا بالذئبيين قد اقترفا جرمهما وارتكبا جريمتهما، بعدما استدرجاه بحجة تعليمه صيد الأسماك، وهما صيادان بارعان تمكنا من اصطياد فريستهما دون شفقة أو رحمة، وخططا على ارتكاب جرمهما بأسبوعين بعدما تعرفا على المجني عليه، وعلما أن والده مسافرا للسعوةدية وميسور الحال».
النيابة: «المتهمان استدرجا الطفل بحجة تعليمه الصيد وكل الأدلة ضدهما»
وتابع، «قالوله روح هات السنارة بتاعتك وقابلنا على البر التاني، ففرح الطفل بممارسة هوايته المفضلة واطمئن الطفل خاصة أن المتهم الثاني أستاذه، فتجسد الشيطان في شخص المتهمان فكبلاه واخذاه إلى إحدى قرى الدقهلية، واتصلا بوالدة الطفل، إلا انهما لم ينتظرا فألقيا الطفل في المياه حيا، وما أن شرعت النيابة العامة بالتحقيقات، انهال عليها سيل الأدلة، حيث انقسمت الأدلة إلى ثلاث، قولية ومادية وفنية، ولا نستطيع فصلها عن بعضها البعض فقد جاءت متناسقة مع بعضها كالبنيان المرصوص يشد بعضها البعض، فثبتت بمقاطع الفيديو المأخوذة من كاميرات المراقبة والتي ثبت تقابل المتهمان بالمجني عليه واستدراجه، ولم ينكر المتهمان، كما أنهما أقرا بارتكابهما الواقعة، بوحشية فكان لزاما علينا استعراض أمام سيادتكم أمانة المجتمع تقتضي ذلك حين سال المتهم الأول بالاستغاثة فأجاب بالإيجاب ، فيالها من قلوب غليظة وحشية».
وأوضح ممثل النيابة،« أن تلك الأقوال سيدي الرئيس تدل على نفس شيطانية تتبع هواها تعيش في الأرض فسادا، فضلا عن كامل الاعترافات الخاصة بهم، والمتهم الثاني اقر حين استجوابه، أنه لم يستجب لإستغاثة الطفل، يا الله اي مشهد كهذا طفلا يستغيث ولا مغيث، واعترافات المتهمان تطابقت مع المعاينة التمثيلية والتصويرية، وأيدتها مناظرة النيابة العامة لجثمان الطفل، وشهد الشهود طالبا وتواصلا مع الشاهدان مبلغ 500 الف جنيها، كما أثبتت تحريات الرائد أحمد قطاطو، رئيس المباحث حينها، أن المتهم الأول هو من ارشده عن مكان التوك توك، وتحريات البحث الجنائي ما ثبت بمعاينة النيابة للدراجة النارية كانت ملصقات هناك على الزجاج والجانبين ، وكذلك تقرير الصفة التشريحية وما انتهى إلبه من وجود إصابة في الكاحلين، وأن سبب الوفاة اسفكسيا الغرق، وكل الأدلة جاءت متطابقة مع بعضها».
النيابة تطالب بتوقيع أقصة عقوبة على المتهمين
واستكمل، «حضرات المستشارين، أن حكمكما سيكون استكمالا لأحكامكم المُسطرة بأحرف من نور، وفي هذه الدعوة فهو حكم لم يشهد به العقل وحده إنما ستتفاعل معه كل قطرة دم تسري في أجسادكم ، ستستأصلون خلايا سرطانية تعيش في المجتمع فسادا، ونطالب بالقصاص ورفع الهم والغم عن مجتمعنا، نطالبكم بمداواة جروحنا، وإاثلاج صدورنا، ولا تأخذكم بهما شفقه أو رحمة، ونطالب بتوقيع أقصى عقوبة وبالقصاص العادل».
وكانت الدائرة الرابعة بمحكمة جنايات كفر الشيخ، برئاسة المستشار حسام محمد صالح، رئيس الدائرة، وعضوية المستشارين محمد السيد عبده، وعصام خليفة، وسكرتارية محمد خليفة، ومحمد صبحي، وبحضور المستشار أحمد أبو حسين، مدير نيابة بيلا، وعلي الشرقاوي، وكيل نيابة بندر كفر الشيخ، قد أحالت اوراق المتههمين إلى فضيلة المفتي لأخذ الرأي الشرعي في إعدامهما.