«عياد»: الجمع بين الثبات والمرونة قاعدة أصيلة لتحديد ما يقبل التجديد
د. نظير عياد
شارك نظير عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية في فعاليات المؤتمر العلمي الدولي في دورته الأولى بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بدسوق جامعة الأزهر بعنوان «تجديد العلوم العربية والإسلامية بين الأصالة والمعاصرة»، وذلك بمشاركة محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف.
وقال الأمين العام، خلال كلمته، إنَّ الحديث عن موضوع التجديد في الدين يشغل بال الكثير، حيث تعددت المؤتمرات، وتنوعت الرؤى والأطروحات حول هذه القضية، التي أضحت موضوع الساعة، وحديث العلماء والمفكرين والساسة والمصلحين، وإن اختلفت الية العرض، وطرق الطرح، وأساليب المعالجة.
تجديد العلوم العربية والإسلامية
أضاف عياد، أنَّ موضوع التجديد لا يزال الحديث عنه مطلوبا، ويزداد الحديث عنه عندما يكون متعلقا بالإسلام الذي ختم الله به الرسالات، ولاسيما مع سماته التي تدفع إلي التجديد، وخصائصه التي تحتمه، ونصوصه التي توجبه، ولا نغالي إذا قلنا إنها تفرضه.
أوضح الأمين العام، أنَّ أهم خصائص الإسلام وأهم سماته أنه يجمع بين الثبات والمرونة؛ وهذه قاعدة أصيلة يمكن الانطلاق من خلالها لبحث هذا الموضوع، وتحديد ما يقبل التجديد، وما يمكن أن يخضع له، وما ينسجم والياته.
وأشار إلى أنَّ موضوع التجديد يؤكّد عظمة هذا الدين من خلال تجاوزه لحواجز الزمان والمكان؛ فهو صالح لكل الأزمنة مهما تعاقبت، ولكل الأمكنة مهما اختلفت وتنوعت وتباعدت، فهو لا تتسامى عليه الحدود.
مجمع البحوث الإسلامية
أضاف عياد، أنَّ هناك أمورًا عدة تدفع إلى التجديد، بل توجبه وتؤكّده، ومن أهمها، واقع العالم الإسلامي في عصرنا الراهن، والأخطار التي تواجه العالم الإسلامي، والغايات العظيمة التي تنتج عنه، والعمل على قيادة المسيرة الحضارية للأمة، وضرورة توضيح مضامين الدين للمخاطبين، والمشاركة في صنع الحضارة الإنسانية، والتأسيس للعمران.
وختم الأمين العام، كلمته بتأكيد أنَّه رغم أهمية التجديد في الفكر الإسلامي، إلا أن بعضهم لا يزال يتخوف منه، أو يشكك في إمكانية حدوثه، وهو مخطئ من دون شك؛ فنحن -الآن- نعيش في عالمنا العديد من الأحداث المهمة، التي توجب أن يستحدث لها أقضية، وأحكام تتناسب ومتغيرات الزمان والمكان.