طارق لطفي: العناية الإلهية أنقذتنا في مشاهد انفجارات «القاهرة كابول».. ورفضت أدواراً للحفاظ على «لوك» الشيخ رمزي
تعرّضت لشتائم قبل عرض المسلسل بأيام.. وحسام على مخرج «ديمقراطي»
![مسلسل القاهرة كابول](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/16367058801618942760.jpg)
مسلسل القاهرة كابول
تميز أداؤه بالسهل المُمتنع، تخطى صُعوبات عدّة خلال فترة التصوير، لحيته الطويلة، ونظرته الثاقبة أثرت فى المشاهدين، صورة تدريجية نراها بتسلل واضح من شخص عادى إلى متطرف تحوّل إلى إرهابى، رغم نشأته وسط أسرة سوية، حتى أصبحت الأيديولوجية السياسية الخاصة به بعيدة عن التوجّه السياسى للمجتمع، الفنان طارق لطفى الذى ينافس فى الموسم الرمضانى الحالى بمسلسل «القاهرة كابول»، ويعود للدراما بعد غياب 3 سنوات منذ مسلسل «بين عالمين»، ويعرض لجمهوره قصصاً مثيرة، حول المؤامرات التى تُحاك ضد المنطقة العربية، خاصة مصر، خلال الفترة الأخيرة، مسلطاً الضوء على الأعمال الإرهابية التى تقع فى هذه المنطقة.
ويتحدّث طارق لطفى، فى حواره مع «الوطن»، عن سر تحمّسه لسيناريو مسلسل «القاهرة كابول» مع المؤلف عبدالرحيم كمال والمخرج حسام على، وكواليس التعاون مع خالد الصاوى وفتحى عبدالوهاب وأحمد رزق، وهل تأثرت أحداث المسلسل بتأجيل عرضه عاماً كاملاً، فضلاً عن كشفه حقيقة تجسيده خلال أحداث المسلسل قصة الإرهابى أسامة بن لادن، كما أوضح مصير فيلمه الأخير «حفلة 9» ووقف تصويره، وإلى نص الحوار..
فى البداية، ما الدوافع وراء خوضك تجربة «القاهرة كابول» بعد غيابك ٣ سنوات عن الدراما؟
- الدافع الأكبر هو إعجابى الشديد بالسيناريو، وحماسى للعمل مع المؤلف عبدالرحيم كمال، لذلك لم أتردّد لحظة فى الموافقة على المسلسل، بمجرد أن قرأت الحلقات الأولى من المسلسل، لكون العمل عبارة عن توليفة اجتماعية وطنية، تتخللها بعض المشاعر العاطفية، كما أن العمل يناقش مواضيع شديدة الأهمية، وشخصية «الشيخ رمزى» من الشخصيات الثرية والمهمة التى يجب عرضها من خلال الدراما، علاوة على أن المخرج حسام على واحد من المخرجين المحترفين، فى إدارة إمكانيات الممثل بشكل متميز.
وإلى أى مدى تحمّست لسيناريو عبدالرحيم كمال.. وهل كانت لديك أى ملاحظات على النص؟
- لم يكن لدى أى ملاحظات تخص السيناريو، فتحمّست للنص لأقصى درجة، كون عبدالرحيم كمال، كتب المشروع بتأنٍّ شديد دون استعجال، وكان لديه وقت كافٍ لتقديمه بشكل مُحكم وهادف للجمهور، لذلك أعتبره أحد أبرز المؤلفين المهمين، وأحرص على التعاون معه كلما سمحت الفرصة، فقد كتب الشخصيات الـ4 الرئيسية فى المسلسل بعناية شديدة، سواء كانت شخصية الإرهابى، والضابط والإعلامى والفنان، وشخصية «الشيخ رمزى» مزج بين صفات عدد كبير من الإرهابيين.
تجسيد شخصية الإرهابى من الأشياء الصعبة.. فما مرجعك قبل بداية التصوير؟
- تجسيد شخصية «الشيخ رمزى» من الأعمال الصعبة، واعتمد الكاتب عبدالرحيم كمال، خلال كتابتها على 4 رموز من الإرهابيين، لتكون شخصية شبه مكتملة، لذلك عندما شاهد الجمهور البوستر الخاص بالمسلسل قبل طرحه، توقع البعض أنّ الشخصية تُشبه الإرهابى أسامة بن لادن، لكن بدأت هذه الرؤية تتغيّر بعد عرض الحلقات الأولى، وجرى تشبيهه بإرهابيين آخرين، وهذا ما كان يسعى إليه المؤلف، بأن يصنع شخصية عبارة عن مزيج من صفات شخصيات عدّة، لذلك كان مرجعى الأساسى هو السيناريو فى المقام الأول، وكذلك مراجعة طريقة التحدّث والملابس الخاصة بالـ4 شخصيات.
هل يعنى ذلك أن شخصية الإرهابى مأخوذة عن قصة حقيقية أم أنها من وحى خيال الكاتب؟
- مأخوذة من أكثر من شخصية، فلن نتحدث عن رمز الإرهابى ذاته، من خلال المسلسل، ولم نقصد شخصية بعينها.
وكيف استطعت الحفاظ على شكل الإرهابى طوال فترة التصوير، التى تجاوزت العام تقريباً؟
- بالطبع كان الأمر صعباً، فرفضت أدواراً كثيرة من أجل الحفاظ على شكل الإرهابى، فقد احتفظت بهذه الذقن لنحو 15 شهراً، وقدّمت فى هذه المدة فيلماً واحداً فقط، كونه لا يشترط حلاقتها، ولكن تم تهذيبها بشكل يتناسب مع الدور، وبكل الأحوال كنت مستمتعاً بهذا الشكل، لأنها كانت المرة الأولى التى أطلق فيها لحيتى بهذا الطول.
وهل تأجيل المسلسل تسبب فى تغيير أى شىء بالأحداث؟
- بالعكس، فقد كان ذلك فى صالح العمل، إذ أسهم فى منح الفرصة للمؤلف بكتابة باقى المشروع دون استعجال، والإنجاز فى الحصول على تصاريح التصوير اللازمة، وكذلك تنفيذ مرحلتى المونتاج والجرافيك للمشاهد التى جرى الانتهاء من تصويرها، فأعتقد أننا لم نتأثر سلباً طوال فترة التأجيل.
مشاهد تسلُّق الجبل أجهدتني بدنياً والتأمين العالي حماني من خطرالإصابات.. وتأجيل العرض عاماً كان في صالحنا
مشهد هروب الإرهابى والتفجيرات.. ما مدى خطورة تلك المشاهد؟ وهل تعرضت لإصابات خلال التصوير؟
- كانت بها نسبة خطورة، لكن فى الحقيقة كان مسئولو مشاهد الأكشن بالمسلسل على قدر عالٍ من التميز، والأمر صار أكثر تطوراً فى مصر، لأننا نحسب مسافات تقديرية قبل تصوير المشاهد، ولكن أحياناً كانت تحدث احتمالات غير متوقعة بسبب قوة الانفجار، وكان الله سبحانه وتعالى يسترها معنا فى النهاية، ولم أتعرض لإصابات خلال التصوير بسبب التأمين العالى.
ولكن ظهر خلال الحلقات الأولى تصوير معظم المشاهد فى مواقع ضيقة.
- مقاطعاً، بالفعل، فلقد بذلت مجهوداً كبيراً من أجل التصوير، وكانت معظم الـ«لوكيشن» صعبة وغير مؤهلة، وكان هناك إجهاد بدنى عالٍ جداً، لاسيما مشاهد تسلق الجبل، فكنت أعاود النزول من أجل تغيير الملابس، ووقتها كان لا يمكن الاستعانة بأى شىء من أجل تسهيل تلك المهمة، وذلك وسط درجة حرارة صعبة جداً ما بين السخونة والبرودة الشديدة، كما كانت هناك مشاهد صعبة من حيث العامل النفسى، وسوف تظهر خلال الحلقات المقبلة.
وما كواليس مشهد تفجير السجن الأمريكى لتهريب الإرهابى؟
- أتذكر أن تصوير هذا المشهد استغرق يوماً كاملاً، بين 4 أماكن مختلفة، وكنا ننتظر الغروب بشأن تصوير المشهد بشكل صحيح، وهذا تطلب مجهوداً كبيراً.
هل تعتقد أن العمل يحمل رسائل واضحة للعدو؟
- الرسالة الأساسية فى المسلسل هى تحريك الأفكار لدى الجمهور، ومساعدتهم على التفكير من جديد، وليس هدفنا توجيه رسائل إلى إرهابيين، حيث نعرض كيف يمكن لشخص طبيعى نشأ فى بيئة طبيعية ووسطية، أن يتحول إلى متطرف ثم إرهابى، وما الأسباب وراء ذلك؟
هل يُعتبر المسلسل تأريخاً لفترة ما بعد ثورة يناير؟
- لا توجد علاقة للمسلسل بتأريخ فترة معينة، والدليل على ذلك أننا أنهينا أحداث العمل بعد الثورة مباشرة فى عام 2011، وتحديداً يوم 25 يناير، فالعمل يسلط الضوء على كيفية تحويل أفكار شخص سوى نفسياً إلى إرهابى، يخطط لعمليات إرهابية وتفجيرات خاصة بأشخاص آخرين، فهذه هى المعادلة الصعبة التى يطرحها المسلسل من خلال حلقاته المقبلة.
وماذا عن العمل مع خالد الصاوى وفتحى عبدالوهاب، وكيف جاءت الكواليس؟
- حالة من حالات المتعة، فكنت أستمتع خلال التصوير مع خالد الصاوى، وفتحى عبدالوهاب، وحنان مطاوع وأحمد رزق، فقد استمتعت بالعمل مع أساتذة كبار مثلهم، والجميع داخل الـ«لوكيشن» شعر بأن هناك مجهوداً كبيراً يجب أن يُحترم، وأتذكر أنّ فريق العمل كافة، كان حريصاً على خلق حالة من الفُرجة والصمت للمشاهد خلال التصوير.
وكيف جاء التعاون مع المخرج حسام على وتنفيذ مشاهد الأكشن؟
- المخرج حسام على من أجمل المُخرجين، فقد كان حريصاً على تنفيذ العمل بشكلٍ احترافى، وأحياناً كان ينتهى من تصوير مشاهد صعبة، وسرعان ما يذهب لإجراء معاينة فى أحد أماكن التصوير الصعبة أيضاًً، التى قد تكون بعيدة مئات الكيلومترات، ثم يعود إلى التصوير مرة أخرى، فهو من المخرجين المجتهدين إلى أقصى درجة، وأتمنى تجديد التعاون معه، كونه ديمقراطياً، ويُدرك أن الممثل يكون على دراية كاملة بشخصيته، فهو كان بالنسبة لنا بمثابة مرجع للشخصيات.
هل سبق وتعرضت لانتقادات طوال الأسبوع الأول من رمضان؟
- بالتأكيد، تعرّضت لشتائم وانتقادات بمجرد طرح الأفيشات والبرومو، ولكننى تجاوزت الأمر بمجرد عرض العمل، ومتابعة الجمهور له.
ما رأيك فى المنافسة هذا العام خلال رمضان الحالى؟
- كل الأعمال المعروضة هذا العام ضخمة، والمنافسة كبيرة، وسعيد بها، كونها تُسهم فى عودة الدراما المصرية للريادة مُجدداً، وأتمنى أن يشهد العام المُقبل منافسة أكبر بنجوم أكبر، لأن هذا يساعد على ازدهار الصناعة.
حقيقة الخلاف على التتر
لم يكن هناك أى جدل إطلاقاً، حول ترتيب الأسماء على التتر، لأننى كما ذكرت كانت كواليس العمل مُمتعة، ولى شرف التعاون مع كبار النجوم، مثل خالد الصاوى وفتحى عبدالوهاب، وأحمد رزق، ونبيل الحلفاوى وغيرهم من الفنانين.