أولياء أمور وطلاب عن «التعليم عن بُعد»: لا يمكن الاعتماد عليه
التعليم عن بعد
اتفق عدد من أولياء الأمور والطلاب على أن نظام «الفصل المقلوب» الذى لجأت إليه وزارة التربية والتعليم خلال العام الدراسى الحالى، والذى يعتمد على تلقى الطالب شرح المناهج الدراسية بالتعليم عن بُعد «أونلاين» مع معلمى المدارس إلى جانب المنصات والقنوات التعليمية، استثنائى بسبب جائحة كورونا، ولكن لا يمكن الاعتماد عليه بشكل دائم خلال السنوات الدراسية، مؤكدين أنه لا غنى عن الشرح داخل الفصول.
هند شاهين، 40 عاماً، والدة لطالب فى الصف السادس الابتدائى وأخرى فى الصف الثانى الإعدادى، أوضحت أن هناك بعض المواد من الصعب على الطالب استيعابها بالتعليم عن بُعد أو «أونلاين»، قائلة: «لازم الطالب يبقى واقف قدام المدرس بشكل مباشر ويبقى فيه تفاعل بينهم، علشان لو الطالب حابب يسأل فى أى حاجة مش فاهمها يسأل»، موضحة أن نظام الفصل المقلوب لم يُوفّق خلال العام الدراسى الحالى، ويمكن الاعتماد عليه فقط فى الظروف الاستثنائية، لكن ليس كنظام دائم يتبعه المعلمون فى شرح الدروس والمناهج التعليمية، مضيفة: «الطلاب ماستفادوش منه خالص».
وعن حضور الطلاب فى الأيام المخصّصة لهم فى المدارس فى إطار نظام الفصل المقلوب، تقول «هند» إن غالبية المعلمين كانوا يرفضون شرح أى أجزاء من المنهج أثناء حضور الطلاب فى الأيام المحدّدة لهم فى مدرستهم، وكان المبرر لديهم دائماً هو أن نظام الفصل المقلوب الذى يعتمد على الشرح عن بُعد، وليس داخل الفصول الدراسية، «كان الطلاب بيروحوا يلعبوا ويرسموا ويصححوا الواجب وخلاص على كده».
وأكدت «هند» أن هذا النظام أسهم فى زيادة اعتماد كل من الطلاب وأولياء الأمور على الدروس الخصوصية لتعويض غياب الجزء الخاص بشرح المناهج الدراسية، حتى يتمكن الطالب من فهم واستيعاب المواد، متابعة: «وقفة المدرس فى الفصل قدّام الطالب أهم وأفيد 100 مرة عن أى تعليم أون لاين، لأنه عليه عامل كبير، وكان بيتفاعل مع الطالب ويوضح أى حاجة صعبة، ويتأكد من فهمهم لها».
ومن أجل نجاح تجربة الفصل المقلوب، توضح «هند» أنه يجب شرح المعلمين من خلال الأونلاين جميع التفاصيل المتعلقة بالمادة الدراسية، بحيث يتم تعويض الطلاب عن عدم وجود الحصص داخل الفصول، وأن يكون هناك تفاعل بشكل أكبر من جانب كل من الطلاب والمعلمين أثناء التعليم عن بُعد، منوهة بأنه يجب أن تكون المدرسة والمعلم داخل الفصول شريكاً أساسياً فى العملية التعليمية أثناء التعليم عن بُعد، ولا ينبغى الاستغناء عنها نهائياً، نظراً لأهميتها الكبيرة لمختلف الطلاب وتحصيلهم المواد.
وتتفق معها سلوى صلاح، 48 عاماً، ربة منزل، ووالدة طالبتين فى الصفين الثانى الثانوى والثانى الإعدادى، وطالب فى الصف السادس الابتدائى، موضحة أن مدرسة أبنائها وفّرت لهم بنظام «الفصل المقلوب» مقاطع صوتية وفيديو يتم إرساله على تطبيق «واتس آب»، بحيث يُخصّص جروب لكل طلاب فصل واحد.
وترى «سلوى» أنه كان ينبغى عند تطبيق نظام «الفصل المقلوب»، أن يتم تطبيقه مع الطلاب بداية من مرحلة رياض الأطفال حتى يتعود الطلاب على هذا النظام الجديد، مضيفة: «لكن مايخدوهوش وهما كبار ومش متعودين عليه، لأن الطلاب كلهم متعودين إنهم يسمعوا الشرح والمدرس واقف قدامهم ويقدروا يسألوه ويتفاعلوا معاه، لكن الطريقة الجديدة دى مش نافعة معاهم».
وأكدت أن الاعتماد على نظام الفصل المقلوب لم يستفِد منه الطلاب بالشكل الكامل، قائلة: «المدرس قاعد بيشرح فى فيديو أو مقطع صوتى والطلاب قاعدة بتسمع وخلاص، من غير أى تفاعل، وبعدها يبعت الأسئلة أو الواجب والطلاب بتحله، وهو يقول لهم الإجابات الصح والخطأ، لكن بدون توضيح أى طريقة حل».
وطرحت بعض الحلول لتحقيق أكبر استفادة من نظام الفصل المقلوب، وهى وفقاً لحديثها: «أولاً لازم المدرس يشرح أى مادة من خلال فيديو ويكون وراه سبورة يشرح عليها، كأنه موجود فى الفصل بالظبط، وتانى حاجة لازم يبقى فيه إمكانية إن الطالب يسأل فى أى وقت، والمدرس يرد عليه ويتفاعلوا مع بعض بشكل أكبر من كده، لكن مش مجرد توفير المعلومة وخلاص».
وقالت نهى أحمد، طالبة فى الصف الأول الثانوى، إن هذا النظام الجديد فى التعليم هو الحل الوحيد لاستكمال العام الدراسى، ولكن لم نستفِد منه بشكل كبير، مضيفة: «عارفين إنه نظام استثنائى، لكن إحنا بصراحة كان اعتمادنا الأساسى فى المذاكرة على الدروس الخصوصية، وده نظام جديد إحنا مش متعودين عليه لسه، وكلنا محتاجين وقت علشان نتعود على النظام ده».