ليلة سقوط نتنياهو.. مقامرة منصور عباس الكبرى بين الفشل والنجاح «تحليل»
منصور عباس
واحدة من أكثر الصفقات تبعية وإثارة للجدل، لا تزال الصفقة التي جرى التوصل إليها بين القائمة العربية الموحدة وبقية الأحزاب الأعضاء، كان الاتفاق النهائي الذي جرى التوصل إليه الأسبوع الماضي بشكل عام، مع بقاء دقائق فقط قبل انتهاء الموعد النهائي لتشكيل الائتلاف الحكومي في إسرائيل للإطاحة ببنيامين نتنياهو.
«هذا يعني أن الحكومة الإسرائيلية السادسة والثلاثين ستكون أول من يدمج في صفوفها حزبا عربيا مستقلا بالكامل، الاتفاق الائتلافي الموقع بين منصور عباس ورئيس الوزراء المكلف نفتالي بينيت ويائير لابيد زعيم حزب يش عتيد الذي سيصبح رئيس الوزراء بعد عامين ، ينص على سلسلة من التغييرات السياسية والاستثمارات الضخمة في الميزانية في المنطقة العربية، والمجتمعات البدوية في إسرائيل»، بحسب تحليل نشره الكاتب الإسرائيلي يوري كوهين في صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية.
وأضاف «كوهين»: «من بين مختلف المشاريع الحكومية المفصلة في الاتفاقية ، تم التعهد بأكثر من 15 مليار دولار للبنية التحتية والتعليم ومبادرات للحد من الجريمة، ستعترف إسرائيل على الفور بثلاث قرى بدوية غير مصرح بها في صحراء النقب الجنوبي ، وتمدد لمدة ثلاث سنوات التجميد الذي فرضته الحكومة المنتهية ولايتها على هدم المساكن غير القانونية في المجتمع العربي، وستقدم في غضون تسعة أشهر اقتراحا لإضفاء الشرعية على جميع البدو في القرى».
«وعد عباس ناخبيه، الذين يأتون في الغالب من النقب ، بجعل مشاكلهم على رأس أولوياته ، وقد فعل ذلك»، حيث ينقل «كوهين» عن الدكتور ثابت أبو راس، المدير التنفيذي المشارك لمنظمة مبادرات أبراهام، إن السؤال الآن هو ما إذا كان سينجح بالفعل في متابعة ذلك؟.
وتابع «ثابت» أن التعرف على هذه القرى غير المرخصة يعتبر عملية طويلة، وحاولت الحكومات في الماضي التعامل معها، لقد جاؤوا وذهبوا لكن هذا ظل يمثل مشكلة، إنه جهاز قوي للغاية يعمل ببطء شديد .
ويواصل «كوهين» تحليله: «هذه المرة، لن تنجح التصريحات الرمزية، البدو يريدون حزمة تشريعية من شأنها أن تغير حياتهم في الصحراء، فاجأ الاتفاق التاريخي بين اليمين المتطرف والقائمة العربية الموحدة الكثيرين، بعد أن أشار رئيس الوزراء الذي سيصبح قريبا إلى عباس وزملائه قبل شهرين فقط، اعترف بينيت بعد أن حصل على دعم الأخير الأسبوع الماضي: لقد وجدت زعيما شجاعا في عباس».
ورأى أنه بعد إعلان بينيت ولابيد أنهما نجحا في تشكيل حكومة، انتقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الصفقة المذكورة، واتهم منافسيه بـ «بيع جنوب إسرائيل لمن يدفع أكثر» و«تعريض المواطنين الإسرائيليين للخطر والتنازل عن سيادتنا».
واختتم: «إذا تم الوفاء بالوعود المنصوص عليها في الاتفاق بالفعل ، فإن إنجاز عباس سيكون غير مسبوق، وإذا لم يكن لديه أي إنجازات يظهرها بحلول الوقت الذي تتشتت فيه هذه الحكومة ، والتي أعتقد أنها ستكون في غضون عام تقريبًا ، فلن يتم إعادة انتخابه ، وسيتعين عليه التنحي كزعيم للحزب».