العميد مصطفى العطار: الشهيد الصائم
![العميد مصطفى العطار](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/9830207521625085729.jpg)
العميد مصطفى العطار
فى مركز مطاى بمحافظة المنيا فى صعيد مصر.. الساعة تشير إلى السابعة من صباح يوم 14 أغسطس 2013، وهو اليوم الذى حددته الأجهزة الأمنية لفض اعتصامى «رابعة والنهضة» المسلحين، اللذين دبرهما قيادات وعناصر جماعة الإخوان الإرهابية احتجاجاً على عزل المتخابر محمد مرسى، وحينها هاجمت العناصر منشآت عدة فى مختلف المحافظات.. وبالعودة إلى مطاى مجدداً، كان العميد مصطفى العطار، نائب مأمور مركز الشرطة، يتصدى لهجوم ضارٍ شنّته العناصر الإخوانية على ديوان المركز، ومعه عدد من الضباط والأفراد، بالتزامن مع فض الاعتصامين بالقاهرة والجيزة، حتى أُصيب نتيجة الاعتداء عليه بمياه النار والحجارة، ونُقل إلى المستشفى، واعتدوا عليه هناك أيضاً ووثقوا جريمتهم وصوروها، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة متأثراً بجراحه.
العميد مصطفى رجب محمد أحمد العطار، نائب مأمور مركز شرطة مطاى بالمنيا، البشوش المتواضع، الذى كان مقرراً له الالتحاق بالجوازات فى القاهرة، فى حركة الضباط التى تحدث فى أغسطس من كل عام، إلا أن ترتيب القدر كان مخالفاً لذلك، والشهادة كانت الأقرب له من تنفيذ قرار النقل. وُلد الشهيد بمحافظة المنيا يوم 17 سبتمبر 1963، وأتم مراحل دراسته حتى وصل للثانوية، وحصل على شهادتها من مدرسة الاتحاد الثانوية، وفى صيف 1985 التحق بكلية الشرطة وتخرج فيها عام 1989، وتزوج ورُزق بـ3 بنات هن «دينا، وياسمين، ومنة الله»، وعُين بعد تخرجه فى الكلية فى قطاع الأمن المركزى، وتقلد عدداً من المناصب وصعد سلم الترقيات بجهده وتميزه فى أداء عمله.. بدأ الشهيد حياته العملية فى قطاع الأمن المركزى بسوهاج، ثم الأمن المركزى فى أسيوط وتلاهما أحد معسكرات القطاع فى محافظة المنيا التى عاد لها، فيما بعد، مختتماً حياته.
وبتاريخ 14 أغسطس 2013، أبلغت خدمات تأمين مركز شرطة مطاى الشهيد العطار بوجود تجمعات بالقرب من ديوان المركز، توجه إلى هناك على الفور، وحاول التحدث معهم، لكنهم بادلوا سلميته بالحجارة والمواد الحارقة، وأحرقوا سيارته واعتدوا عليه حتى سقط مغشياً عليه.. ولم يكتفِ عناصر الإخوان بهذا بل تتبعوه إلى المستشفى وهو يصارع الموت نتيجة جراحه، وأجهزوا عليه وهو أعزل وشاركهم الطبيب بالمستشفى، حتى فاضت روحه إلى بارئها.. مات «العطار» شهيداً كما كان يمنى نفسه ويدعو ربه، استشهد وهو صائم سُنة الـ6 أيام من شهر شوال، صدق الله ما عاهده عليه، فكتب له ربه شهادة فاز بها، وأصبحت كل نقطة من دمه لعنة على قاتليه، الذين تمكنت الشرطة من القبض عليهم، وتقديمهم للمحاكمة الجنائية.