السفير المغربي بالقاهرة: جامعتا القرويين والأزهر أقدم من أكسفورد
مشاركون بـ أمسية مصر والمغرب: علاقات الدولتين لها جذور تاريخية ممتدة
أمسية "مصر والمغرب.. علاقات ثقافية" بالمجلس الأعلى للثقافة
نظم المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمي، تحت رعاية الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزير الثقاقة، وبالتعاون مع قطاع العلاقات الثقافية الخارجية، برئاسة صبري سعيد، أمسية «مصر والمغرب.. علاقات ثقافية»، وافتتح اللقاء بعرض فيلم تسجيلي قصير عن المملكة المغربية.
وأشار الدكتور هشام عزمي، إلى أن تلك هي الليلة السابعة عشرة من سلسلة مبادرة «الثقافة بين إيديك»، والتي دشنت منذ أشهر عشرة، تلك المبادرة الواعية، بما حققته من نجاحات رغم قصر الفترة، فقد شهدت هذه القاعة مجموعة كبيرة من اللقاءات الثرية خلال الأشهر الماضية، بدأت باحتفالية المكسيك في سبتمبر الماضي مرورًا بدول كثيرة، منها: الصين وروسيا وإندونيسيا واليونان والبحرين والبرتغال وألمانيا، وانتهت بتونس الشقيقة في يونيو الماضي.
وأضاف الدكتور هشام عزمي، أن كل ندوة من تلك الندوات قد ألقت الضوء على جانب أو أكثر من العلاقات الثقافية بين مصر وتلك الدول، ربما لم تكن معروفة للبعض، أو أنها أبرزت تفاصيلها وأهميتها على العلاقات بين الدولتين، ولعل ما كشفت عنه هذه الندوات هو الدور الذي لعبته الثقافة والفنون في دعم العلاقات بين مصر وهذه الدول، بل إن العلاقات الثقافية وبروتوكولات التعاون الثقافي بين مصر وبعض تلك الدول كانت أسبق من العلاقات الدبلوماسية.
وتابع أن دور تلك المبادرة يتجاوز كونها فعالية أو نشاطا ثقافيا فقط، ينحصر تأثيرها على حضورها ومشاهديها، بل الهدف الأهم والأسمى هو أن تعمل على تطوير العلاقات الثقافية بين مصر والدول الصديقة والارتقاء بها ودعم الأواصر بينها، مشيرًا إلى مدى وثاقة العلاقات بين مصر والمغرب، فلا يمكن إنكار الجذور التاريخية للعلاقات بين البلدين، إضافة إلى مدى ارتباط الشعب المغربي بالفن والثقافة المصرية، كما أن التفاعل الثقافي بين الشعبين يعود إلى عصور بعيدة، والثقافة المصرية جزء أصيل من تكوين المغربي.
وأوضح الدكتور هشام عزمي، أن اتفاقية التعاون الثقافي بين مصر والمغرب المنعقدة سنة 1959 قد نظمت تعاون الدولتين في مجال التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي والثقافة بمختلف ألوانها، الكتب والآثار والمتاحف التراثية والحرف التقليدية والمعارض والسينما والمسرح وغيرها، وفي عام 2017، الذي وافق مرور ستين عامًا على الاحتفاء بالعلاقات الدبلوماسية بين البلدين تم تدشين عام الثقافة المغربية بمصر، وكان حقا عام الثقافة المغربية بتكريم عدد من الرموز الثقافية والفكرية والفنية المغربية في مؤتمرات وندوات ومهرجانات احتضنتها مصر في ذلك العام، كاحتفاء مصر في دورتها الثامنة والأربعين بمعرض الكتاب بمشاركة نخبة متميزة تقترب من الخمسين من الرموز المغاربة الذين يتمتعون بإسهامهم الثقافي الكبير، وإسهامات على الساحة الثقافية العربية، وكذلك احتفاء الدورة الرابعة والعشرين لمهرجان المسرح المعاصر والتجريبي بعدد من الفنانين المغاربة.
وأبدى السفير المغربي في مصر السيد أحمد التازي مدى سعادته لحضور ذلك اللقاء، متحدثًا عن رؤيته للعلاقات بين مصر والمغرب كجناحي طائر واحد يحلق في الفضاء، من الشرق إلى الغرب، مشيرًا إلى وجود جامعة القرويين، وهي أقدم حتى من جامعة أكسفورد، وكذلك وجود الأزهر الشريف كقلعتين للعلم والثقافة.
ثم تحدث السفير ياسر عثمان، مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية وسفير مصر القادم لدى المملكة المغربية، حول العلاقات المصرية المغربية وكيف أنها علاقات ممتازة وتتسم بالاستقرار والرقي، كما أشار إلى أن صياغة استراتيجية لتنظيم العلاقات الثقافية المصرية المغربية هي أمر في غاية الأهمية.
جابر عصفور: كتابي الأول بيعت منه ألف نسخة في المغرب وحدها
وأما الدكتور جابر عصفور، الناقد الأدبي الكبير، وزير الثقافة المصري الأسبق، فقد أعرب عن حبه الشديد للمغرب الشقيق، شارحًا أسباب ارتباطه الشديد بالمغرب، وكيف أن علاقته بالمغرب ممتدة منذ طبعة كتابه الأول للمرة الأولى في المغرب، وكيف بيعت ألف نسخة منه في المغرب وحدها، وبعد ذلك ارتبط بالمغرب ارتباطًا علميًّا حين سافر إلى المغرب وقرأ عيون الكتب هناك، كما ألقى الضوء على التنوع الخلاق في الثقافة المغربية، من خلال الاهتمام بكل دروب الثقافة والمعرفة.