سر الخلطة الزوجية
![سر الخلطة الزوجية](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/267984_Large_20140914083132_19.jpg)
احتار عقلى كثيراً، لفهم هذا التناقض بين آدم وحواء، فبالرغم من أن الله خلقنا لبعضنا البعض، إلا أننا مختلفون، فتجرّأت وسألت كيف يقيم الله الحياة بيننا على المودة والرحمة وبيننا هذا الاختلاف العميق؟ تعالوا معى فى رحلة قصيرة ندخل بيت آدم وحواء، ونرى هذا الاختلاف من قريب، إنه يفضل الوحدة، ولو حاولت حواء اختراق هذا الكهف للفضول الذى يمزقها سيؤذى هذا آدم جداً ويحاول أن يبعدها عن كهفه بقسوة، ويستحيل أن يعلم آدم ما يدور فى عقل حواء فى هذا الوقت من أفكار سوداء شيطانية تمزق كل ما هو جميل داخلها، فتفسيرها لبُعد آدم دائماً يكون فى غير صالحها إما أنه يحب أخرى أو بدأ ينفر لوجودها فى حياته، وحين يعود سيجدها كائناً حزيناً مجروحاً تخطط للهروب من هذه الحياة، وفى مشهد آخر تبدأ حواء دورتها النفسية التى تطاردها كثيراً نتيجة للضغوط الشديدة التى وضعتها على أكتافها الحياة، وماذا تريد حواء لكى تستقر وتهدأ، تريد أن ترنو إلى قوقعتها، لا تتعجبوا عندما تعلموا أنها تريد آدم فقط داخل هذه القوقعة، ولكن آدم حنون رؤوف يستوعب كل آلامها وحزنها، فقط تريد من يشعر بها ويعلم ما بداخلها ويقدّر حالها، وترى هل هذا هو الاختلاف الوحيد بينهما؟ لا فآدم يفضّل الصمت وحواء ثرثارة، آدم كتوم وحواء فضفاضة، آدم عقلانى وحواء عاطفية، آدم يفكر فى شىء واحد وحواء تفكر وتفعل أشياء كثيرة فى الوقت نفسه، آدم لا يكتفى بحواء واحدة، لأنه خُلق على التعدد، وحواء لا تحيا إلا بآدمها فقط، ولو ظللت أسرد لن أنتهى، وهنا وجدت الإجابة عن حيرتى فمن اختلافنا تنشأ بيننا المودة والرحمة، فالأشياء المتشابهة متنافرة والأشياء المختلفة متجاذبة، ليتك تفهم آدم، ليتكِ تعلمين حواء.