45 منتحرا في 3 أشهر.. "الانتحار" رسالة الفقراء للمسؤولين
لحظة يقرر فيها الشخص إنهاء مدة خدمته في الحياة، يقدم فيها استقالاته بعد الفشل الذي واجهه، هو فقط الذي يرى أنه أصبح غير قادرًا على حل الأزمة التي يواجها، ومن المفترض أنه أجرى تجارب كثيرة لحل الأزمة لكن بائت جميعها بالفشل، فدفعته إلى "الانتحار".
هدف الانتحار لم يكون من وجهة نظر المنتحر هو إيذاء نفسه، فكل ما يفكر فيه وقتها أنه سوف يتخلص من كثرة التفكير والوساوس التي تُسيطر عليه، لا ينظر إلى عواقب هذا العمل، سواء في الدنيا أو عند لقاء ربه.
أغلب حالات الانتحار في مصر تقع نتيجة لأسباب مادية، حسب تقديرات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، التي ذكرت أن عدد قوة العمل في مصر يبلغ 27.2 مليون فرد، وتصل نسبة البطالة بينهم 13.4%، بزيادة تتراوح 5% خاصة في آخر ثلاث سنوات.
[ThirdImage]
11 حالة انتحار في سبتمبر
شهد سبتمبر الماضي انتحار نحو 11 حالة، متوسط محدد للأعمار تلاشى خلال هذا الشهر، حيث انتحرت طفلة لا تتجاوز الثالثة عشر من عمرها نتيجة خلافات مع "زوجة والدها"، فيما أقدم عجوز بمنطقة إمبابة في محافظة الجيزة، على الانتحار بتناول مادة سامة، نتيجة لتدهور صحته مع ضيقه المادي.
وكانت أشهر واقعة انتحار شهدها شهر سبتمبر، حالة المواطن فرج (48 عامًا - سائق)، الذي انتحر شنقًا بلوحة إعلانية بالطريق الصحراوي السريع بين (القاهرة - الإسماعيلية)، وأكدت تحقيقات النيابة العامة أنه تخلص من حياته نتيجة خلافات زوجية شديدة جراء كثرة الديون وزيادة أعباءه المادية.
25 حالة انتحار في أكتوبر
"الفقر، وسوء الظروف المعيشية" سببان رئيسيان وراء ارتفاع أعداد حالات الانتحار، حيث أنهى مجند في الأقصر حياته إثر سوء حالته النفسية نتيجة قلة دخله الشهري الذي لم يمكنه من العيش، وكانت هذه البداية ليتبعها انتحار عامل بمصنع حلوان للحديد والصلب بالغرق في نهر النيل، نتيجة لفصله من عمله.
[SecondImage]
9 حالات في نوفمبر حتى الآن
"الأوضاع السياسية"، إضافة جديدة في قائمة أسباب "لماذا ينتحرون؟" خلال شهر نوفمبر الجاري، حيث وصلت حالات الانتحار في هذا الشهر إلى 9 حالات منهم حالتين لأسباب سياسية، إضافة إلى الأسباب الرئيسية الحالة المادية المتدنية والمشاكل الاجتماعية.
زينب مهدي، فتاة عشرينية، عضو الحملة الرئاسية للإخواني المنشق عبدالمنعم أبوالفتوح، وشنقت نفسها بغرفتها بعد أن تداول أصدقاؤها رسالة تقول فيها "تعبت استهلكت مفيش فايدة، وإحنا بنفحت فى مياه، مفيش قانون خالص هيجيب حق حد بس إحنا بنعمل اللي علينا".
وتصبح آخر صورة عالقة في ذهن المصريين هي انتحار موظف وُجد مشنوقًا على شرفة إحدى العمارات بمنطقة العاشر من رمضان بالشرقية، نتيجة مروره بأزمة مادية بعد أن فٌصل من عمله.