«الجابرى» عنده بازار «مهجور» فى جاردن سيتى: «زباينى كانوا رؤساء»
واجهة فرعونية مصنوعة من الحجر المنحوت، كانت مقصداً للعديد من صنّاع الأفلام المصرية والعالمية والتفت العديد من المشاهد لها، تدفعك لدخول المكان الذى يمتد لمساحة 800 متر، ويمتلئ بالنقوش الفرعونية الممزوجة بالتفاصيل الإسلامية التى تُشعرك بمجرد أن تطأ قدمك المكان بحركة عجلة الزمن للوراء.
البازار كان أحد معالم مصر السياحية، وفى نفس الوقت أحد الشواهد على ما آلت إليه السياحة فى مصر من انكماش، وفى أحد أركانه الهادئة تجد صاحبه «هانى الجابرى» جالساً بمفرده أو مع بعض أهالى «جاردن سيتى» يروى حكاية «البازار» الذى كان يكتظ بالسائحين والعمالة التى كانت تزيد على 35 موزعين على ورش الذهب والفضة والصدف الملحقة بالبازار، تبقى منهم اثنان يرفضان مغادرته حتى بعد انخفاض مرتباتهم للنصف.
البازار الذى أسسه الحاج «الجابرى» فى مطلع الخمسينات، وكان صغيراً فى بداية نشأته، أصبح فى غضون سنوات قليلة مقصداً لرؤساء العالم بعد أن نجح فى تنظيم معارض فى معظم دول العالم «أمريكا، أستراليا، اليابان»، بل وكان سبباً فى مرافقة «الجابرى» للفوج الذى سافر مع الرئيس الراحل أنور السادات أثناء إبرام اتفاقية السلام، حيث قام وقتها بتقديم صينية من الفضة للسادات، وأخرى لـ«مناحم بيجين»، احتوت على شرح لعلاقة الأديان السماوية بعضها ببعض.
تبدل الحال، وخفتت أضواء البازار مع انكماش حركة السياحة وفرض مزيد من التعزيزات التأمينية حول السفارة الأمريكية التى تقع إلى جواره، وبعد أن كان يزوره يومياً من 10 إلى 15 فوجاً سياحياً بات لا تطأه قدم، ومع ذلك ظل الوالد يردد: «السياحة تمرض ولا تموت»، لكن الأبناء كانوا يرون غير ذلك، وحين فاتحوا الوالد مؤخراً فى بيع البازار، ما كان منه إلا أن بكى بكاء حاراً ورفض ذلك قائلاً: «أبيع تاريخى؟».