بروفايل| إبراهيم سمك.. "فرعون" مصري أضاء ألمانيا
قرص الشمس يطل في زهاء على أحياء مدينة برلين، ينظر إليه الفرعون المصري، بطريقة لم يعتادها قرص الشمس من ناظريه، يدرك لماذا ترك بلاده في أقصى صعيد مصر وجاء إلى هنا، وكيف سيطبق ما درسه في أعوام، ليحشر اسمه وسط أشهر العلماء والمخترعين في العالم، بعد أن طور ما بدأه جده في العلم "إيديسون"، باختراعه مصباحا كهربائيا، يعمل بالطاقة الضوئية لمدة خمسة أيام متتالية دون احتياج إلى الشمس.
منذ أن حصل العالم المصري إبراهيم سمك، على بكالوريوس الهندسة من جامعة أسيوط عام 1962، وهو يدرك غايته وهدفه، ويرى مقعده وسط كبار العلماء والمخترعين في العالم، فاجتهد ليعمل في العديد من المراكز التي تهتم باستغلال الطاقة الشمسية، ليكتسب الخبرة اللازمة قبل الانطلاق لرحلة المجد، ثم يقرر الهجرة إلى ألمانيا، بعد أن أدرك أنها المكان المناسب لدعم اخترعاته، فهي دولة تعاني من ضعف في موارد الطاقة، وتحرم استخدام العديد من المواد في توليد الطاقة وتوفيرها، التي تتعارض مع القانون الألماني، وهنا أدرك العالم المصري صواب اختياره.
أكثر من 30 عاما مضت على هجرة سمك لألمانيا، أنشأ خلالها شركة هندسية صغيرة في شتوتغارت، واتجهت شركته للاستثمار في مجال الطاقة الشمسية، وأنجزت بحث استغرق عامين لتطوير نظام لإنارة الشوارع الألمانية، نجح من خلاله في اختراع اللمبة الذكية، حيث يمكنها العمل لمدة خمس أيام بدون إعادة شحن -وهي أقصى مدة لا تشرق فيها الشمس بألمانيا- يعتمد هذا النظام على الحركة في الشارع، حيث تنطفئ المصابيح أوتماتيكياً في حال عدم وجود حركة في مجال 300 متر، كما أنها مزودة بخاصية تخفيف الإضاءة إذا اقترب منها جسم متحرك علي مسافة 40 متر، وانتشر هذا الابتكار في 250 بلدية.
أصبح سمك رئيسا لمجلس الاتحاد الأوربي لصناعات الطاقة الشمسة، لدورتين متتاليتين فاز بها بعد منافسة شرسة مع ممثلي 45 شركة متخصصة في هذا المجال، حيث حصل علي المنصب لمدة ثلاث سنوات بإجماع معظم المشاركين في التقييم، وحصل علـى وسام رئيس الحكـومة الألمانية، "صليب الاستحقاق" وشهادة تقدير من نقابة المهندسين، ولقبته إحدى المجلات الألمانية بأنه "فرعون مصري" على أرض أوربية.
حصلت اللمبة الذكية، علي شهادة من معهد البحوث الألماني، ليؤكد على قدرتها وفاعليتها ومن ثم تم الاعتماد عليها تماما في جميع أنحاء ألمانيا، وحتي في الطرق الواصلة بين المدن، قبل أن توكل إليه مهمة أخرى وهي وضع خلية الطاقة الشمسية لمحطة قطار برلين أكبر محطة قطار في العالم بالمشاركة مع هاني عازر المهندس المصري، كما نجح في عمل خلية الطاقة الشمسة لمبنى المستشارية الألماني، والبرلمان الألماني، خلية الطاقة المشية في أكبر مصنع سيارات في العالم "مصنع القرن".
أعلى وسام ألماني، بالإضافة إلى اختياره ضمن أفضل 100 مهاجر أفريقي، وضمن 50 شخصية في ألمانيا، كان هذا التكريم المناسب للعالم المصري، ليصبح من أشهر رجال الصناعة والأعمال فى ألمانيا بعد ابتكاره اللمبة الذكية "الفوتو فليتك" التى تخزن الشمس نهارا وتستهلكها ليلا، ليضيئ 250 بلدية وجميع طرق ألمانيا.