"تهريب النطف".. أسير فلسطيني ينجب "طفلة" من داخل سجون الاحتلال
في غيابات زنازين الاحتلال قُيد الثائرون المدافعون عن أقصاهم، في بلد سلب العدو المستبد منها وطمس كل جميل، فلم تعد رائحة المدينة القديمة كما كانت، وأضحى شجر الزيتون يبكي زارعيه القابعون خلف القضبان.. لم يقف جهاد أسرى فلسطين بإيداعهم السجن ففكروا في تهريب "نطفهم" إلى زوجاتهم كي ينجبوا أطفالًا يحاربون من أسرهم، عندما تشتد ظهورهم.
طفل يولد على يد أمه، وخلفهما صورة الأب الأسير، الذي يأمل في أن يكون وليده "صلاح الدين"، الواقف على أبواب القدس، حاشد جيوشه لتحرير الأرض من قبضة جيش الاحتلال، يدخلون الأقصى، ويصلون بثالث الحرمين، في مشهد يأمل رؤيته، كل أم وأب فقده ولده.
لم تمنع سجون الاحتلال الإسرائيلي، الأسير يحيى النمر، من إنجاب طفلة، بعد تهريب نطفته من داخل السجن إلى زوجته المتواجدة في مدينة نابلس بالضفة الغربية، بعد إجراءها عملية تلقيح صناعي بأحد المستشفيات.
طريقة فلسطينية تستخدم للمرة الثالثة بين الأسرى، فلم تكن زوجة "النمر" هي الأولى التي تحمل وتلد بنفس الطريقة، فسبقها في ذلك زوجة الأسير تامر خضر الزعانين، ومن قبلهما زوجة الأسير عمار الزبن.
أسرى لم يعرف الاستسلام طريقًا لقلوبهم، فرغم الحكم بالسجن مدى الحياة على الأسير "النمر" في سجن إسرائيلي غير مسموح فيه بزيارة الزوجات لأزواجهن، كان ينعى هم وجود طفل يحمل اسمه في الحياة.
وفي الوقت الذي أكدت فيه متحدثة باسم مصلحة السجون الإسرائيلية لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن السجناء الأمنيين لا يسمح لهم بالخلوة مع زوجاتهم، وهي معلومات أكدها نادي الأسير الفلسطيني، تبقى تفاصيل عملية تهريب الحيوانات المنوية المستخدمة لعملية التلقيح الصناعي سرية.
أسرى يصلون بين قبضة العدو، من أجل تحرير مدينة الصلاة، رافعون أيديهم بدعوات تعانق الكنائس القديمة وتمسح الحزن عن المساجد، يحلمون بيوم تُحطم فيه قضبان السجن، وتعود إليهم زهرة المدائن.