رئيس محكمة الأسرة بالقاهرة: القضاء حقق عدة مكتسبات بـ«الجمهورية الجديدة»
«عبدالكريم»: توفير مقومات عصرية لعمل القاضي يسهم في ترسيخ العدالة
المستشار يسري عبدالكريم
أكد المستشار يسرى عبدالكريم، رئيس محكمة الأسرة باستئناف القاهرة، أن الاحتفال بيوم القضاء بمصر يؤكد مدى وعى الدولة وتقديرها للقضاة، ولفت «عبدالكريم» فى حواره لـ«الوطن» إلى وجود استراتيجية كاملة لتطوير منظومة العدالة يتم من خلالها تحقيق العدالة الناجزة، ضمن مكتسبات عديدة للقضاء فى الجمهورية الجديدة.. وإلى نص الحوار:
يمر اليوم ذكرى يوم القضاء المصرى.. كيف ترى حال المنظومة القضائية فى مصر؟
- أذكر هنا قول القاضى العادل من فوق سبع سماوات وهو أحكم الحاكمين «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ» صدق الله العظيم، واليوم العالمى للقضاء يعنى بوجه عام تقدير العالم أجمع، خاصة المتحضر منه، للدور المهم والضرورى للقضاء فى حياة الشعوب، التى لا يمكن أن تحيا أو يكتب لها الاستقرار بدونه، وقضاة مصر العظام هم سند العدالة فى هذا الوطن.
كيف نستطيع تحقيق العدالة الناجزة بالمحاكم؟
- تطوير منظومة العدالة ضرورة بما تشمله من قوانين وأفراد وأبنية وكافة الوسائل اللوجيستية، وهو ما تسير فيه الدولة المصرية وتتطلع إليه، لذلك هناك حلول كثيرة يستطيع كل منا بما له من خبرة، سواء اكتسبها من داخل البلاد أو خارجها، أن يسهم بها فى هذا المجال حتى يتحقق الهدف الذى يتمناه الجميع.
وما أهم مكتسبات القضاء المصرى من الجمهورية الجديدة؟
- مكتسبات عديدة للقضاء المصرى فى الجمهورية الجديدة، فكل ما يعود على المواطن من تطوير لفكره وحياته والبيئة التى يعيش فيها ينعكس أثره على القضاة والقضاء، كون القاضى أولاً هو مواطن مصرى بالدرجة الأولى.
وثانياً باعتبار القضاء هو مؤسسة من مؤسسات الدولة المصرية وفى القلب منها، وحينما يتوافر للقاضى فى عمله وللقضاء فى محاكمه والأجهزة المعاونة له كافة المقومات العصرية التى تقوم عليها الجمهورية الجديدة، سيكون هناك العدالة الناجزة التى نطمح إليها فى المرحلة المقبلة.
يجب تفعيل مكاتب التسوية الودية بمحاكم الأسرة.. وأقترح أن يكون على رأس كل مكتب قاض
تتولى مسئولية محكمة الأسرة.. من وجهة نظرك كيف يتم إقرار قانون جديد للأحوال الشخصية؟
- يجب التوازن بين حقوق جميع الأطراف فى العلاقة الأسرية أو الزوجية دون مغالاة لصالح طرف على آخر حتى لا ننتهى إلى نتيجة أسوأ إما بالعزوف عن الزواج أو زيادة حالات الطلاق والتفسخ الأسرى، كذلك يجب تفادى أهم السلبيات وهى العقم الذى لحق بمكاتب التسوية، بمعنى أنها أصبحت غير فاعلة بل ومعطلة، ويرجع ذلك إلى أن رؤساء تلك المكاتب إما تنقصهم المعلومة أو الخبرة والتدريب أو الهيبة، ولعلاج ذلك أرى أن يكون على رأس كل مكتب قاض للتسوية الودية، وهو معمول به فى أرقى دول العالم فى كل القضايا المدنية وليس فى قضايا الأسرة فقط، ورأيت ذلك بمحكمة البداية بمدينة فرفاكس بولاية فرجينيا أثناء تطويرى لمحكمة المنصورة سنة 2006 وتقوم تلك المكاتب هناك بتسوية وإنهاء النزاع.
ضرورة تفعيل دور نادي القضاة
وما الذى يحتاج إليه القضاة لتسهيل مهمتهم المقدسة فى حماية العدالة وترسيخها؟
- يجب العمل والتواصل مع كافة سلطات الدولة لتحقيق ما يوفر للقاضى وعضو النيابة العامة الاستقرار والطمأنينة والراحة المادية والمعنوية، خاصة الشباب منهم باعتبارهم القوة الحاملة فى جسد القضاء المصرى والمؤسسة لقراراته وأحكامه حتى يتفرغوا تفرغاً كاملاً لأداء رسالتهم السامية، لذلك أرى ضرورة تفعيل دور نادى القضاة فى أداء الخدمات المتكاملة لأعضاء النادى وأسرهم فى كل المجالات.
ويجب العمل على إنهاء كافة المشاريع السكنية العالقة للقضاة، والتى تم البدء فى تنفيذها فى فترات سابقة بما يحافظ على حقوقهم والسعى نحو إقامة مشروعات جديدة فى العديد من محافظات الجمهورية وإقامة أو تخصيص مستشفى تخصصى لهم، ولو تكون البداية من القاهرة وكذلك دار للمناسبات، وغيرها.
القاضي ميزان العدل.. وتحضُّر المجتمع يكون بتنفيذه للقوانين وأحكام القضاء
القاضى هو ميزان العدل فى المجتمع ومن خلال عمل القضاة يتم قياس العدالة واحترام حقوق الإنسان، ومدى تحضر المجتمع يكون بتنفيذه للقوانين وأحكام القضاء، لذلك فإن كل المجتمعات المتحضرة توفر للقضاة العوامل الكاملة والمناسبة لقيامهم بعملهم، وبما يحقق ويصل إلى أحكام عادلة فى القضايا المطروحة أمامهم، دون التأثر بكل ما يعيق تحقيق العدالة ومن ثم تتحقق العدالة لكل من يلجأ للقضاء.