حكاية شجرة مريم بالمطرية.. هنا مرت العائلة المقدسة قبل أكثر من ألفي عام
حفر الجنود الفرنسيون أسماءهم عليها وتحولت إلى مزار قبطي
شجرة مريم بالمطرية
شجرة أثرية قديمة يبلغ عمرها نحو 3 آلاف عام، يجاورها بئر مياه شربت منه السيدة مريم وغسلت ملابس سيدنا عيسى، يحيط بها الكثير من الرسومات التي تشرح مسار رحلة العائلة المقدسة في في مصر، بينما تفوح رائحة عطرة بالمكان تأتي من نبات البلسان الذي ينبت تلقائياً حول الشجرة، هنا استظلت السيدة العذراء وسيدنا عيسى ويوسف النجار قبل أكثر من ألفي عام.
وحازت شجرة مريم على اهتمام الكثير من مؤرخي العثور الوسطى، أبرزهم المقريزي والإمام الأسيوطي، فضلاً عن عدد من الرحالة مثل أوجيني إمبراطورة فرنسا، وستانلي لين المستشرق الإنجليزي.
حكاية شجرة مريم
وبحسب موقع وزارة السياحة والآثار، فإنّ شجرة مريم بالمطرية، أحد أهم المعالم الأثرية القبطية، حيث استظلت العائلة المقدسة تحت شجرة في مدينة هليوبوليس قديماً، والتي عُرفت بشجرة مريم فيما بعد، وأصبحت بعد ذلك مزار ديني وثقافي للكثير من الزوار والحجاج من مختلف أنحاء العالم طوال القرون الماضية.
وأصيبت شجرة مريم الأصلية بحالة من الضعف والوهن وسقطت عام 1656 ميلادية، فجمع مجموعة من الآباء الفرنسيسكان الموجودين في الكنيسة المجاورة والتي تعرف الآن بـ كنيسة شجرة مريم، الفروع والأغصان وزرعوها مرة أخرى ونمت بالفعل من جديد وتفرعت فروعها وأغصانها.
الجنود الفرنسيين وشجرة مريم
ووفقاً لموقع وزارة السياحة والآثار، فإنّ مجموعة من الجنود الفرنسيين، كانوا قد عرجوا إلى الشجرة في عام 1800، وحفروا أسمائهم على فروع شجرة مريم بأسنة سيوفهم خلال معركة عين شمس بين الجنود الأتراك وكليبر قائد الحملة الفرنسية، ولا تزال أسماؤهم محفورة على الشجرة حتى الآن.
عنوان شجرة مريم المطرية
وفيما يخص مكان شجرة مريم المطرية، فإنّها تقع في أقصى شمال محافظة القاهرة، بمدينة المطرية قرب مسلة سنوسرت، ويسمى الشارع الذي تقع فيه بشارع مساكن مريم، وهو متفرح من شارع المطراوي.
جامعات للكهنة المصريين
وكانت منطقة شجرة مريم قديماً تضم جامعات خاصة بالكهنة المصريين العلماء، والذين اشتهروا في مختلف أنحاء العالم بتدريس مختلف أنواع علوم العلم والمعرفة، ثم ذاع صيت هذه البقعة بشجرة مريم بعد مجئ العائلة المقدسة إلى مصر، واستظلالها بتلك الشجرة.
رحلة العائلة المقدسة لمصر
واستضافت مصر العائلة المقدسة «السيدة مريم وسيدنا عيسى ويوسف النجار»، عقب هروبهم من هيرودس ملك اليهود الروماني، حتى لا يقتل المسيح، بعدما علم أنّ هناك مولود قد وُلد وسيكون ملكاً عظيماً على اليهود فخشي على مملكته فقرر قتل جميع الأطفال الذين ولدوا في منطقة بيت لحم بفلسطين وحدودها، فهربت العائلة المقدسة منه وجاءت إلى مصر في رحلة استغرقت 4 أعوام، بدأت من سيناء، ومرت بمناطق الدلتا ووادي النيل، وحتى أوساط الصعيد.
استظلت العائلة المقدسة بها
وأرسل هيرودس جنوده إلى مصر ليتتبعوا العائلة المقدسة بعدما انتشرت أقاويل عن معجزات الطفل الصغير، فاختبأت العائلة المقدسة أسفل الشجرة التي انحنت أغصانها عليهم وأخفتهم عن أعين جنود هيرودوس.
المقريزي وشجرة مريم
وذكر المقريزي المؤرخ الإسلامي، أنّ العائلة المقدسة استراحت بجوار عين ماء ناحية المطرية، وغسلت فيها السيدة العذراء ثياب السيد المسيح، وصبت تلك المياه في الأراضي المحيطة بالبئر، فنبت نبات البلسان الذي لا يوجد سوى هناك، وهو عطر الرائحة ويستخرج منه عطر البلسم.
واشتهرت حديقة المطرية طوال قرون كأحد الأماكن المقدسة، ولا تزال الكنيسة القبطية تحتفل بذكرى رحلة العائلة المقدسة إلى مصر في مطلع يونيو من كل عام.
شجرة مريم وفوائدها
وشجرة مريم الحالية مثمرة بالجميز، ويتبرك بها الأقباط حيث يعتقدون أنّها تشفي السيدة العقيم وتجعلها تحمل.