بائعو «سوق العريش»: «بقينا زي العتبة ووسط البلد ومش ناقصنا غير زيارات الناس»
محرر «الوطن» مع بائع فى سوق العريش القديم
فى تمام العاشرة مساءً، توجّهت إلى منطقة «السوق القديم»، فى مدينة العريش، القلب النابض بالحياة، الذى كلما زُرت «أرض الفيروز»، يكون بمثابة نبض الشارع، سواء من البائعين أو المواطنين المتجولين فيه.
فى البداية، لدى اقترابك من «السوق»، تجد الشارع مكتظاً بصورة أكبر من زيارتى الأخيرة للعريش فى شهر مايو الماضى، ولا يوجد محل مغلق، مع وجود انتشار أمنى لطمأنة المواطنين؛ فحسبما يروى الباعة والمشترون، عاد الأمن والأمان بشكل كامل.
الغريب فى الأمر أنه بحلول الساعة 11 مساءً، كانت جميع المحال تغلق أبوابها فى انتظام، التزاماً منها بمواعيد الغلق التى حدّدتها الحكومة، مع انضباط فى السوق بالكامل.
«بكر»: «رفع حظر التجول والحد الأقصى لتموين السيارات فرق جداً.. ومبقاش فيه حاجة تخوّف»
ويقول محمد بكر، شاب عشرينى يُدير أحد محال العطارة فى منطقة السوق، إن «فك حظر التجول» أعاد الحياة بصورة كاملة لشوارع العريش؛ حيث اطمأن المواطنون لأن قرار الأجهزة الأمنية فى هذا الصدد لم يكن ليحدث لو أن هناك أى تهديدات أمنية محتملة، مضيفاً: «إحنا فى نعمة الأمن والأمان أفضل من الأول بكتير، بفضل تضحيات رجال القوات المسلحة والشرطة.. فعلاً بدون كذب أو نفاق الوضع كل يوم بيتحسن عن اللى قبله».
ويضيف «بكر» لـ«الوطن»، على هامش جولتنا فى شوارع «سوق العريش»، أن المواطن السيناوى أصبح يتحرك بحرية أكبر فى الشوارع، كما أن التحسّن الأكبر بعد إلغاء حظر التجول، هو عدم وجود حد أقصى لـ«تفويل السيارات بالوقود»، وهو ما يسهّل الحركة بصورة كبيرة.
ويلفت الشاب العشرينى إلى أن أبناء المحافظة يستطيعون حالياً السفر لأى محافظة أخرى، والقدوم فى أى وقت، كما أن حركة البيع لديهم تحسّنت كثيراً، معرباً عن أمله فى استقرار الحياة أكثر وأكثر.
ويلتقط البائع العشرينى أطراف الحديث، مطالباً بضرورة نقل صورة الأمن والأمان التى تعيشها العريش حالياً إلى جميع المواطنين فى مصر، مضيفاً: «نأمل نشوف قريباً ناس بتيجى تتفسح وتستمتع فى العريش من محافظات تانية، زى ما كنا طول عمرنا.. خلاص مابقاش فيه حاجة تخوف حالياً».
أما الحاج عبدالرازق ثابت، بائع شاورما يعمل فى منطقة «السوق» منذ أكثر من 26 عاماً؛ فيصف «سوق العريش» حالياً بأنه «زى سوق العتبة أو أسواق القاهرة»، مضيفاً: «مابقاش فيه مشكلات أو خوف إنك تنزل تشترى وتبيع فى قلب مدينة العريش». ويضيف «الحاج عبدالرازق» لـ«الوطن»: «من 2014 الأمور بتتحسّن كل يوم عن التانى.. واليومين دول مابقيناش حاسين بأى مشكلات فى السوق».
ويوضح أن العناصر التكفيرية والخارجة عن القانون لم تكن تدعو للإسلام بالحُسنى كما كان يصور البعض، ولكن كانت هناك مضايقات منهم، وحالات سطو، ومشكلات كثيرة، مردفاً: «حالياً الأمن فى كل حتة.. والدنيا آمنة ومستقرة».
«إبراهيم»: «كل يوم فيه عربيات بضاعة بتيجى لنا»
ويقول أحمد إبراهيم، مدير محل ملابس فى «السوق القديم»، إن الوضع حالياً أفضل كثيراً من ذى قبل، مضيفاً: «من كام سنة ماكانش فيه بضاعة بتيجى لينا إلا كل فين وفين.. دلوقتى كل يوم بتيجى عربية بشغل جديد، لأننا بقينا فى أمن وأمان، وده خلّى حركة البيع تزيد أكتر وأكتر».
ويضيف «إبراهيم» لـ«الوطن»: «الناس كانت بتخاف تنزل.. دلوقتى اللى عايز ينزل بينزل لحد وش الفجر مفيش مشاكل».
أما أحمد خليل، ابن صاحب محل مفروشات فى «السوق»، فيؤكد لـ«الوطن»، وجود زيادة فى الأفراح خلال الفترة الماضية، مشيراً إلى أنه رغم ارتفاع الأسعار قليلاً بسبب الأزمة العالمية، إلا أن هناك بيعاً وشراءً، والحياة تسير بشكل طبيعى.
ويشير محمود عبدالعزيز، بائع ملابس فى «السوق»، إلى أن الملابس بأحدث الموديلات أصبحت موجودة فى شوارع العريش، بعدما كانوا يعتمدون فى وقت سابق على «الموديلات القديمة»، مشيراً إلى أن الأسعار جيدة، وكل فترة تتحسن الأمور عما سبق.
حديث الباعة توافق مع ما ذكره محمد محمود، من سكان مدينة العريش، خلال تجوله فى السوق، والذى قال إن «كل شىء عايزه المواطن السيناوى بقى موجود، ومفيش نقص فى أى حاجة»، مؤكداً أن الأمور أفضل كثيراً من ذى قبل من حيث الأمن والأمان والاستقرار، وهو ما توافق مع ما ذكرته روميساء عبدالله، شابة فى بداية العشرينات، والتى تحدثت عن نزولها بصحبة أمها وإخوتها دون أى تضييقات عليها.