السيدة العذراء «حبيبة المصريين».. مانحة الأمل من رحم الألم
«العذراء» محل تقدير من المصريين جميعا
![احتفالات مصرية للسيدة مريم](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/7023611151671818977.jpg)
احتفالات مصرية للسيدة مريم
ملكت السيدة مريم العذراء قلوب المصريين جميعاً، مسلمين وأقباطاً، لما احتوته قصتها على الكثير من الآلام والأوجاع التى أنهاها الله بمعجزة حديث طفلها عيسى، عليه السلام، فى المهد ليُبرئ ساحتها أمام الجميع ويعلن عن نبوته، ما جعل تلك القصة ترافق أذهان الجميع عندما تواجههم ظروف الحياة، هنا تتجلى سيرة السيدة مريم وصبرها على الألم فتمنح لتربط على قلوبهم، وتخبرهم أن حتماً هناك نهاية سعيدة بعد الصبر وتقبل أمر الله بصدر رحب.
فريدة الشوباشي: مصر مضرب الأمثال في احتضان من يحتمي بها
وحول مكانة السيدة مريم العذراء، قالت الكاتبة والنائبة البرلمانية فريدة الشوباشى إن ارتباط المصريين بالسيدة مريم العذراء يعود إلى قدم الأزل عندما هربت العائلة المقدسة من فلسطين خوفاً من بطش ملك اليهود «هيرودس» الذى أمر بقتل الأطفال دون العامين، حتى لا يُزاحمه أحد فى الحكم، لتكون مصر وأهلها الملاذ الآمن للسيدة مريم ورضيعها، إذ استقبلهم المصريون بحفاوة رغم عدم معرفة الكثير منهم بمعجزة ولادتها لسيدنا عيسى: «مصر كانت وما زالت تضرب أفضل مثال فى احتضان من يلجأ لها ويحتمى بها، بل ويتم تكريمه وحمايته أيضاً».
وأضافت لـ«الوطن»: «قصة السيدة مريم العذراء هى دلالة من الله عز وجل على تكريم المرأة وحمايتها ولذلك هى محل تقديس واحترام من قبل جميع المصريين»، وتابعت مُطالبة بضرورة تنمية روح الصبر والصمود لدى الشباب والأجيال الجديدة باطلاعهم على قصة السيدة مريم، من خلال حكى كيفية تحملها وصبرها على افتراءات البشر حتى برأها الله أمام الجميع لتصبح قصتها معجزة يتداول الجميع الحديث عنها عندما تملأهم الهموم والأحزان.
آمنة نصير: ترافقنا قصتها في الأزمات لتعيننا على مصابنا لأن سيرتها تحمل دعوة للصبر والتسليم
وقالت د. آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إن المسلمين والأقباط اجتمعوا على حب وتقدير مريم العذراء؛ نظراً لاحتفاء الإنجيل والقرآن الكريم بقصتها وسيرتها العطرة، مُضيفة أن الإسلام حفظ مكانتها بتخصيص سورة تحمل اسمها «سورة مريم»، والتى روت لنا الكثير من العبر والعظات.
وتابعت «نصير» قائلة يكفى أنها السيدة الوحيدة التى اختارها الله عن سائر سيدات البشر لتحمل وتلد سيدنا عيسى بأمر منه، وليس عن طريق علاقة بشرية كطبيعة البشر، مثلما ذُكر فى سورة آل عمران: «وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ»، وأضافت أنه دائماً ما ترافقنا قصة السيدة مريم فى الأزمات والمشكلات، لتعيننا على مصابنا؛ لأن سيرتها تحمل دعوة للصبر والتسليم لما قدره الله سبحانه وتعالى: «صبرت وتحملت الكثير على تساؤلات البشر عن كيفية حملها دون زواج، حتى تحدث صغيرها فى المهد قائلاً إنى عبدُ الله، أتانى الكتاب وجعلنى نبياً».
من جانبه، قال الأب بطرس دانيال، رئيس المركز الكاثوليكى للسينما، إن مريم العذراء كانت منتقاة منذ الأزل للقيام بأسمى رسالة ممكنة، ألا وهى الأمومة، وارتبط اسمها فى نفوس المصريين جميعاً بالكثير من المعانى الإنسانية كالحنان والعطف، فضلاً عن بساطة وتواضع صاحبته: «إنه اسم يحكى لنا إيمان العذراء مريم، وكونها امرأة قوية، ويُظهر لنا براءتها ونقاءها».
وعبر الأب بطرس عن حب وتقدير الأقباط للسيدة مريم العذراء، قائلاً: «نحن نكتفى بذكر اسم مريم فى صلاتنا سواء فى الأجبية أو مدائح شهر كيهك (شهر مايو - الشهر المريمى)، لأنه يعبر عن كل شىء»، لذلك أعتبر أن اسمى إكرام يُقدم لمريم العذراء هو ترديد قول الملاك جبرائيل بكل حرارة «السلامُ عليكِ يا ممتلئة نعمة»، فالعذراء مريم تتحنن وتعطف على الجميع، كما تبشر حياتها وقصتها بأن كل ما نطلبه من الله سيكون لنا.
وأضاف رئيس المركز الكاثوليكى أن مريم البتول تُشعر الجميع من خلال معجزتها الإنسانية بأنها فرد من أسرتنا، تحوط الإنسان بجناح حنانها كلما تمعن فى سيرتها؛ ولذلك يحرص المصريون على مخاطبتها والتبرك بها: «كلما نفقد سلامنا الداخلى وسعادتنا، نطرق بابها دائماً لنتعلم منها الصبر والشجاعة»، مؤكداً فى نهاية حديثه أن الأجيال المتعاقبة ستظل تتذكر قصة مريم العذراء وتكرم سيرتها، مثلما جاء فى النص الإنجيلى (لو 48: 1): «لأنه نظر إلى تواضع أَمَته، فها منذ الآن تطوّبنى جميع الأجيال».