أقدم مُريدي الطريقة الحامدية الشاذلية يسرد حكاية البكاء من أول «حضرة»
أحمد المدثر أقدم مريد للطريقة الحامدية الشاذلية
داخل مسجد الشيخ سلامة الراضى، كان المحبون يمكثون بعد صلاة المغرب حتى يأتى موعد صلاة العشاء لإقامة «الحضرة» التى تعد من أبرز الطقوس التى يقوم بها المريدون احتفالاً بمولد مؤسس الطريقة، من بين هؤلاء الذين جاءوا خصيصاً من محافظة الإسماعيلية للمشاركة فى الاحتفال أحمد المدثر، والذى يعد أقدم مريد للطريقة، لكونه أحب التصوف على يد الإمام إبراهيم سلامة الراضى، أول خلفاء الإمام المؤسس.
ذكريات عديدة ما زال يتذكرها «المدثر» بعدما اهتدى على يد الخليفة الأول، لكونه كان فى شك.
قال «المدثر»: «عندما ذهب إلى مدينة بنها بمحافظة القليوبية لأعمل بها فترة من الوقت، هناك تعرفت على أحد المحبين للطريقة الحامدية الشاذلية، والذى أخذ بيدى وشجعنى على التصوف، أحببت الطريقة كثيراً، لأنى وجدت نفسى محباً، وأيقنت أنها الهداية من الله، كنت عايز أوصل للحقيقة ووصلت بالفعل بعد ما تعرفت على أحد المحبين واسمه الحاج عبدالرحمن، وقتها كان معايا كتاب للشيخ سلامة الراضى، اللى كنت معجب جداً به وبدوَّر على المحبين فى كل المساجد علشان أوصل للخليفة، وبالفعل قابلنى وقال لى إنهم رايحين العزيزية، ودى بلد فى الشرقية كانوا رايحين يعملوا حضرة فيها، ومش هتقدر تيجى معانا النهارده علشان المسافة بعيدة عليك».
التقى «المدثر» بالشيخ إبراهيم سلامة، الخليفة الأول للطريقة فى بداية السبعينات، بعدما ساعده الحاج عبدالرحمن فى حضور أول حضرة له، وهناك التقى بالخليفة الأول فى مسجده، وأضاف «المدثر» بقوله: «فى أول حضرة ليّا انهمرت دموعى وكأنى طفل صغير، وشعرت بأن الهداية طريق لا بد من اتباعه والسير فيه، وهنا تخلصت من كل الكتب اللى كانت عندى واحتفظت فقط بكتب سيدى سلامة الراضى اللى أثَّرت فيّا بشكل كبير».
ظل «المدثر» إلى جوار الشيخ إبراهيم سلامة الراضى 6 سنوات حتى انتقل حضرته إلى ربه ودُفن بمنطقة الدراسة قبل أن يتم نقل الجثمان بعد ذلك إلى مسجد الحامدية الشاذلية: «كان دائماً يقول إن المذاكرة القلبية تصل أسرع علشان كده كانت علاقتى به قلبية حتى انتقل فى بيته بالعجوزة وسُجى بمقابر العائلة بالدراسة، وبعد سنوات تم نقل الجثمان إلى المقام الحالى بالمهندسين».
يواصل «المدثر» مشواره مع خلفاء الإمام المؤسس، فيقول: «بعد سيدى إبراهيم، تولى سيدى حامد الراضى إمامة الطريقة، ودائماً كنت بحضر كل الحضرات اللى بتتعمل فى كل مكان، لكن بسبب ظروف مرضى قلّ وجودى، لكن فى المناسبات الكبيرة لازم آجى حتى لو ما كنتش قادر أمشى».