«حميدة» تبيع الممبار في «سوق التلات» بصحبة سيدات «أبوقتاتة»: بنسلّي وقتنا بالهزار والضحك
«حميدة» بصحبة سيدات «أبوقتاتة»
فى كل يوم تتفق مع الجزار لشراء كمية من «الممبار»، لتمضى به إلى سوق أبوقتاتة بالجيزة، كانت طريقة حميدة عبدالعزيز بعد وفاة زوجها للتخلص من وحدتها، إذ وجدت الونس بين سيدات السوق وكوّنت صداقات قوية معهن، رحلة شاقة بدأتها المرأة الخمسينية منذ 20 عاماً.
تعيش حميدة عبدالعزيز، 55 عاماً فى بنى سويف، وسيطرت عليها الوحدة بعد وفاة زوجها وزواج أبنائها الـ4، وما كان منها إلا أن تهوّن على نفسها بالعمل فى «سوق التلات» بالجيزة، لأنه يمتاز بحركة بيع وشراء جيدة وزبائنه كثيرون من مختلف القرى والمدن، ويزداد الطلب على المنتجات فى شهر رمضان والأعياد وغيرهما من المواسم، بحسب حديثها لـ«الوطن»: «دايماً بسمع إن سوق التلات مفيش زيه لأن الحركة فيه كويسة خاصة لو فيه موسم».
بائعة الممبار في سوق التلات منذ 20 عاما: باحصل على معاش 800 جنيه.. وزوَّجت ولادي الأربعة
تبدأ «حميدة» فى الصباح بالذهاب إلى أحد الجزارين لشراء كمية كبيرة من «الممبار»، وتحمله على رأسها وتستقل القطار أو «الميكروباص» حتى تصل إلى السوق، تجلس فى مكانها المخصص الذى اعتاد الزبائن عليه: «بجيب الممبار أحطه فى حلة كبيرة وأنزّل عليه مية وبعدين أشيله على دماغى وساعات كتير باجى فى ميكروباص وبياخد منى 100 جنيه».
تحصل «حميدة» على معاش 800 جنيه، وتأتى إلى السوق يومى الثلاثاء والخميس، من أجل التغلب على وحدتها ومساعدة أبنائها فى الإنفاق، تبيع كيلو «الممبار» بـ50 جنيهاً إذ يعد سعرها فى المتناول، مقارنة بالمنتجات الأخرى: «بقالى 20 سنة فى السوق كنت بقعد شوية فى البيت وأرجع، لكن لما ولادى كلهم اتجوزوا بقيت باجى يومين فى الأسبوع على طول ومش بغيّر مكانى خالص».
حميدة: أتمنى ربنا يحقق لي حلم العمر
كوّنت «حميدة» صداقات كثيرة مع النساء الأخريات فى السوق، إذ جمعهن طريق السفر الذى يهون عليهن متاعب الحياة، يضحكن ويثرثرن وتجمعهن أحلام واحدة هى الستر والصحة وزيارة بيت الله الحرام: «لقيت نفسى فى السوق وبتمنّى من ربنا يحقق لى حلمى وأعمل عمرة، بس تكاليفها فى الوقت الحالى كبيرة عليّا، بس إن شاء الله هروح».