«الشيخة أنوار» أقدم قارئة في كفر الشيخ.. أحيت مآتم وموالد وعلمّت القرآن حتى وفاتها
![القارئة الشيخة أنوار عجاج](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/15341449681680524551.jpg)
القارئة الشيخة أنوار عجاج
تحل اليوم، الذكري الثامنة علي رحيل القارئة الشيخة أنوار عجاج، ابنة محافظة كفر الشيخ، إحدي السيّدات التي اشتهرن بترتيل القرآن الكريم فى المناسبات المختلفة.
تُعد الشيخة «أنوار»، من الأصوات النسائية القلائل اللاتى قرأن القرآن الكريم فى الحفلات والمآتم، بجانب إلقاء القصائد والمداح النبوية فى الموالد والمُناسبات الدينية المُختلفة، واسمها بالكامل «أنوار عبد الهادى منصور عجاج»، وُلدت عام 1935، بمدينة بيلا، التابعة لمحافظة كفر الشيخ، وحفظت القرآن الكريم فى كُتّاب الشيخ يوسف شتا، فى سن السابعة حتى أتمت حفظه فى سن الثالثة عشر من عُمرها، وظهرت موهبتها في ترتيل القرآن الكريم والمداح النبوية.
قصة الشيخة أنوار أقدم قارئة قرآن فى كفر الشيخ
التحقت «عجاج»، بالمعهد الدينى الأزهرى فى بيلا، وحصلت على الشهادة الابتدائية، ثم الشهادة الإعدادية، ثم خرجت من التعليم بناءً على رغبة والدها الذى كان يعمل تاجر أخشاب، حتي تزوجت فى سن الخامسة عشر، ويُثمر هذا الزواج عن إنجاب 8 من الأبناء عبارة عن 5 أولاد و3 بنات.
عقب زواجها، انطلقت «عجاج»، إلي ترتيل القرآن الكريم والتواشيح فى الاحتفالات العامة، والمُناسبات الدينية، والمآتم، وأصبح لها شأن كبير، وحظيت بشُهرة واسعة فى مركز ومدينة بيلا بصفة خاصة ومحافظة كفر الشيخ والمحافظات المُجاورة بصفة عامة، حتى أنها شاركت فى إحياء مآتم السياسى المعروف حافظ بدوى، رئيس مجلس الشعب الأسبق، وكانت تقرأ للسيّدات في عزائه.
اعتزلت «عجاج»، قراءة القرآن الكريم والتواشيح والقصائد الدينية فى المُناسبات المُختلفة فى عام 2004، وأخذت فى تعليم وتحفيظ القرآن الكريم لأهالى مركز ومدينة بيلا وأطفالهم، حتى استطاعت تحفيظ القرآن لعدد كبير من الأطفال والنساء، حتي رحلت عن عالمنا فى مثل هذا اليوم 3 إبريل عام 2015، عن عُمر ناهز الـ80 عاما، وشُيع جُثمانها فى جنازة مهيبة، شارك بها أهالى مركز ومدينة بيلا، وتركت بعض التسجيلات النادرة لقراءة القرآن، وأخرى لبعض التواشيح والقصائد النبوية.
حفيد الشيخة أنوار: كُنا نتجمع حينما تقرأ القرآن الكريم لسماع صوتها العذب
ووفقاً لما رواه محمد حسام البيومي، حفيد الشيخة أنوار، لـ«الوطن»، عن جدته الراحلة، فإنها كانت تقية، ورعة، وعلمت أحفادها الـ19 كتاب الله، مضيفاً: «كانت تقوم بتحفيظنا القرآن الكريم، كما كانت تتحدث معنا دائماً عن تقوى الله، والاهتمام بدراستنا، وعلمتنا كيفية التعايش مع الآخرين»
ويتابع «البيومي»، «جدتي كانت تقوم بإحياء الليالي القرآنية في جميع المناسبات، وأذكر أنها حكت لي مرة إنها كانت صديقة شخصية للشيخة هنيات شعبان، مداحة الرسول، والملقبة بأم كلثوم الثانية، وفى يوم من الأيام قامت الشيخة هنيات بزيارة إلى مدينة بيلا لإحياء مولد سيدى سالم البيلى أبو غنام، وطلبت مقابلة جدتي الشيخة أنوار، وطلبت منها أن تفتتح الحفل، وافتتحت الحفل، وقامت بقراءة ما تيسر من القرآن الكريم، وانبهر بها الجميع حتى أنهم من شدة انبهارهم بجمال صوتها وأدائها العذب أصر الجميع أن تقرأ حتى الصباح لتنتهى عند طلوع الشمس وتختم بقراءة سورة الضحى».
ويوضح «البيومي»، «جدتي أنوار كانت كريمة ومحبوبة من الجميع، ونفتقدها جميعاً لأنها كانت بمثابة أم لنا، وكانت بركة ونور حياتنا، لأنها كانت حاملة لكتاب الله، وكُنا نتجمع حينما تقرأ القرآن الكريم لسماع صوتها العذب، وأسأل الله أن يتغمدها بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته».