نادية عمارة عبر قناة الناس: يعقوب تحمل فقد يوسف بالاستعانة بالله والصبر معا
الدكتورة نادية عمارة الداعية الإسلامية
قالت الدكتورة نادية عمارة الداعية الإسلامية، إنَّ الله سبحانه وتعالى يمكن الطلب منه في كل حال، وهو سبحانه الوحيد الذي يطلب منه الإنسان المعونة ويستمد منه مدد المعونة، وهو وحده المستعان على طلب الحقيقة من قوله تعالى، في سورة يوسف على لسان سيدنا يعقوب عليه السلام، (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ).
المقصود بـ«الله المستعان» لغويًا
وأضافت نادية عمارة في حديثها ببرنامج «قلوب عامرة» على قناة «الناس»، أنه لا ينبغي الاستعانة بغيره سبحانه وتعالى على ما يريده الإنسان، وهو بالآية الكريمة ما يصفون والمقصود به إخبار أبناء يعقوب لأبيهم أنَّ يوسف قد أكله الذئب، فاستعان على تحمل ما جاءوا به بجملة «الله المستعان»، فجاء التعبير هنا ما يطلق عليه باللغة العربية بـ«تعريف طرفي الجملة»، وهو ما يفيد القصر باللغة، فطرفي الجملة الله سبحانه وتعالى معرف وكلمة المستعان معرفة بالألف واللام، أي أن طرفي الجملة معرفين وليسوا نكرة، وهو ما يفيد تخصيص المعنى بطرفي الجملة على من أريد أن أقصر المعنى عليه.
علاقة الاستعانة بالله بالصبر
وأشارت إلى قوله تعالى (وَجَآءُو عَلَىٰ قَمِيصِهِۦ بِدَمٍۢ كَذِبٍۢ ۚ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَٱللَّهُ ٱلْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ)، وهنا سبق ذكر الاستعانة بالصبر، وهو ما أفاد أن سيدنا يعقوب عليه السلام ما كان يقدر على الصبر في فجيعة فقده يوسف عليه السلام لولا إعانة الله سبحانه وتعالى له.
لم يتخط يعقوب فقد يوسف غير باقتران الصبر بالاستعانة بالله
وتابعت أن إقدام سيدنا يعقوب على الصبر في هذه الفجيعة كان لا يمكن أن يتم دون الاستعانة بالله سبحانه وتعالى، لأن سيدنا يعقوب عليه السلام كان بين صراعين، صراع النفس الذي تدعوه إلى الجذع وهي عنيفة وقوية بالموقف الذي يمر به وهو فقد أبنه، فنفسه تدعوه إلى الجذع والهلع والخوف، والصراع بين دواعي الإيمان الذي تدعوه إلى الصبر والرضا والحمد على كل حال.
لولا إعانة الله لسيدنا يعقوب لما تمكن من الصبر على فقد يوسف
وأكملت الدكتورة نادية عمارة أنَّه لولا أتته إعانة من الله سبحانه وتعالى، لم تحصل غلبة لمراد الله على مراد نفسه، ليكون سيدنا يعقوب عليه السلام من الصابرين القانتين، وربنا يرزقه الفرج حتى لو جاء بعد سنين، مبينة أنَّ الله سبحانه وتعالى هو المعين لعباده، فلا يطلب العون ولا القوة المطلقة إلا منه سبحانه وتعالى، لأنه صاحب القوة العظمى له كمال القوة والعظمة فذ ذاته وأسماءه وصفاته، فكل من في الأرض والسماء دونه عاجز، فالكل محتاج إلى معونة الله تعالى.
وأضافت أن الله سبحانه وتعالى هو النافع الضار، المعطي المانع، لا أحد إلا الله، مشيرة إلى قوله تعالى (وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ ۚ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۚ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).
وبينت أن ما يمس العباد من فقر ومرض وعوز وضيق وقلة وأوجاع وآلام، لا يرفعه إلا الله، وهو ما يستوجب أن يكون الإنسان لديه دوام الاستعانة بالله جل وعلى، فمن عرف أن الله سبحانه وتعالى هو المستعان لابد وأن يطلب الإعانة من الله تعالى، ولابد أن يتخلق بأن يكون معين لخلق الله، معين للعباد، فأنه كلما كان الإنسان للعباد عونًا يكون الله تعالى له عونًا.