أمين مركز «آفاق»: «مصر السيسي» دولة محورية قادرة على حماية أبنائها وممتلكاتها وثرواتها
![اللواء محمد الغباشي](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/2305569701682354637.jpg)
اللواء محمد الغباشي
أشاد اللواء محمد الغباشى، أمين مركز آفاق للدراسات الاستراتيجية، بالموقف المصرى تجاه الأوضاع السودانية، موضحاً أن الدولة القوية التى تمثلها مصر لها ركائز أساسية، أولها قدرتها على الحفاظ على أمنها القومى وممتلكاتها، ثم اقتصادها القوى. وقال «الغباشى»، فى حواره لـ«الوطن»، إن مصر تعمل على حماية أمن مواطنيها فى كل مكان بالعالم، وتستخدم قوتها الشاملة للحفاظ على أمنها القومى.
اللواء محمد الغباشي: الدولة تستخدم قوتها الشاملة للحفاظ على أمنها القومي
ما مفهوم الدولة القوية فى علم السياسة؟
- يتحقق مفهوم الدولة القوية عند توافر عدد من الاشتراطات، والتى حافظت عليها مصر بشكل جيد، أولها الحفاظ على أمنها القومى، أى أن تكون أركان الدولة فى وضع يسمح لها بأن تتحدث بشكل قوى وواضح للحفاظ على أمنها القومى وعلى الأرض والشعب والثروات الخاصة بها، وبالنسبة للدولة المصرية جرى تدعيمها بشكل كبير فى الجمهورية الجديدة، ويُحسب للرئيس عبدالفتاح السيسى أنه اهتم بالقوات المسلحة من خلال تنويع مصادر السلاح وعدم الاعتماد على مصدر واحد «اعتمدنا 4 عقود على جهة واحدة كمصدر للسلاح»، ما كان يمكن أن يمثل نقطة ضغط على الدولة فى القرار السياسى بمنع السلاح وقطع الغيار لفرض شروط محددة وإملاءات سياسية على الدولة، لذلك فإنه بفضل تنويع مصادر السلاح أصبحت مصر قادرة على إبداء رأيها السياسى «لدينا حرية كاملة فى القرار السيادى المصرى».
القوى الدولية ثمّنت الدور المصري تجاه الأزمة السودانية
وكذلك تمكنت الدولة من تحقيق مفهوم الدولة القوية، وذلك من خلال الإصلاحات الاقتصادية، حيث تم إنشاء الكثير من البنية التحتية والمشروعات القومية العملاقة التى أعادت الاتزان للاقتصاد المصرى والدولة المصرى. أما الركن الثالث فى مفهوم الدولة القوية فهو الركن المعنوى والشعبى، فهناك التفاف من المواطنين حول القيادة السياسية نتيجة وضوح الرؤية، فرغم الكثير من الصعوبات التى تواجه المواطن بسبب أزمة «كورونا»، وأزمة الحرب الروسية الأوكرانية، فإن مصر أصبحت دولة محورية مركزية على مستوى الإقليم ولها قرار وتأثير على الموقف السياسى الدولى نتيجة قوة اقتصادها وقواتها المسلحة، وتعمل على تفعيل قوتها الشاملة لحماية مصالحها وأبنائها وأمنها القومى.
وكيف ترى تنسيق مصر مع الدول الكبرى؟
- اتضح من التواصل المستمر من وزير خارجية أمريكا ومبعوث الاتحاد الأوروبى وعدد كبير من الدول مع سامح شكرى، وزير الخارجية المصرية، أنهم يثمنون الدور المصرى تجاه أزمة السودان، وأن التدخل المصرى فقط للتهدئة ووقف إطلاق النار وعودة الأطراف المتحاربة لطاولة المفاوضات، ما ترك أثراً طيباً لدى السودانيين تجاه مصر.
إلى أى مدى استعادت مصر هيبتها ودورها الخارجى؟
- «مصر السيسى» عادت إلى دوائر الاهتمام لدى الدول الكبرى مرة أخرى، واستعادت مصر ريادتها الأفريقية والإقليمية والدولية، وتمثل ذلك فى عدد من المواقف التى تمت خلال السنوات الماضية، أولها مؤتمرات الشباب التى يُدعى لها شباب من مختلف دول العالم أشادوا بالدولة المصرية والتطوير الذى حدث بها، والدول الكبرى التى أرادت التعامل مع القارة الأفريقية من خلال مصر، فنجد أن ألمانيا حينما قررت إقامة شراكة مع القارة الأفريقية حرصت على أن يكون أساسها ومعبرها من القاهرة لما لها من أهمية اقتصادية وسياسية.
ثم جاءت القمة الاستراتيجية والشراكة مع الصين وقارة أفريقيا التى تتمثل فى دعم أكثر من 20 مليار دولار للتنمية، على أن يكون خط التنمية ماراً بالقاهرة، وأخيراً ما قامت به روسيا من شراكة استراتيجية مع أفريقيا وأيضاً إعلان أن تكون القاهرة هى المحور الرئيسى للتعاون، وأعلنت اليابان هذا أيضاً.
فالدول الأوروبية والقوى الكبرى التى تريد أن تدخل فى تعاملات على المستوى الاستراتيجى تختار القاهرة المدخل والبوابة الرئيسية للقارة الأفريقية، كما كانت رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى، الذى أبلى فيه الرئيس عبدالفتاح السيسى بلاء حسناً عندما تحدّث مدافعاً عن القارة الأفريقية فى المنابر الدولية كالأمم المتحدة، وطالب الدول بتنمية دول الجنوب لتقليل الهجرة غير الشرعية لأوروبا، بعدها مؤتمر مؤتمر المناخ فى باريس، ثم شرم الشيخ والحضور العالمى من معظم رؤساء العالم، وهنا أشاد الكل بمصر كدولة محورية وبها أعلى مستويات الأمن والأمان.
هناك التفاف من المواطنين حول القيادة السياسية ومصر استعادت الريادة الأفريقية والإقليمية والدولية
مصر تحافظ على أبنائها
هناك رسائل واضحة للعالم، أن مصر تحافظ على أبنائها، وأصبحت دولة فتية لا تقبل أى مساس بأبنائها من أى جهة خارج مصر، كما أصبحت دولة محورية ومركزية قادرة على حماية أبنائها وممتلكاتها وثرواتها. وهناك تحرك على أعلى مستوى، وما تقوم به مصر من علاقات واتصالات على المستوى السياسى الدولى والإقليمى يدفعها للقيام بدور محدد، فعندما حدثت الاشتباكات بين فلسطين وإسرائيل لم تفلح القوى الدولية فى تهدئة الوضع، إلا أن الدور المصرى نجح فى عقد اتفاق وتهدئة بين طرفى الصراع.