«الصلح خير».. خبراء محكمة الأسرة يصلحون بين زوجين من أجل طفليهما
محكمة الأسرة
بجانب غرفة محكمة الأسرة بالجيزة، وقفت سيدة في منتصف الثلاثينيات من عمرها، تتشابك يداها بطفلين في عمر 8 و10 سنوات، وتواسي نفسها على حالها، ووسط الزحام ترك الطفلان يديها، وهما يتنافسان على من يصل أولًا لوالدهما، وعندما وصلا أمام باب الغرفة طلبا من والديهما الصلح، ليعودا لحياتهما الطبيعية، ومنزلهما سويا بدلا من العيش في منزل جدهما، وفقًا لحديثها مع «الوطن».
20 دقيقة داخل غرفة التسوية
خرج الحاجب ينادي على الدعوى التي أقامتها السيدة، ليدخلا لخبراء التسوية للنظر في احتمالية الصلح أو غرضها على القاضي لينطق بحكمه فيها، جلست «هناء» وهي تتلاشى النظر لزوجها وتطلب من الخبراء إحالة الدعوى للمحكمة للتخلص من الزيجة التي جعلتها تكره العيش، لكن بتدخل الخبير الاجتماعي حكت الزوجة عما جعلها لا ترغب في العيش برفقته يوما آخر.
وبنظرات حائرة غمرتها الدموع، قالت «هناء»: إنها تزوجت منه قبل 12 عاما، وكانت تحارب عائلتها من أجل تخفيف تجهيزات الزواج من على عاتقه، وضحت من أجله، ولكنها حتى الآن تدفع ثمن ذلك، لكنه يرد لها الجميل بأسوأ طريقة يتخيلها الإنسان، وبعد أن حملت في طفلها الأول، بدأت تتأكد أنه شخص غير سوي في تصرفاته معها، فتارة يصرخ في وجهها ويضربها، وتارة يطلب منها إجهاض الطفل، وتارة أخري يتودد لها ويقبل يدها ويغني لها، وكانت تعيش بجواره وأهله في كابوس، حتى وضعت طفليهما، وعاشت معه 12 عاما، في هذا الجحيم.
12 سنة زواج
صمتت «هناء» عدة دقائق حتى تمالك دموعها، وقالت: «أنا صبرت عليه 12 سنة، وإديته كل حاجة كان ممكن يحلم بيها، وخلفت ولدين، وهو مش شايل هم تربيتهم، وكنت برفض أي حد يتدخل بينا، وبعد فترة بدأت أحس أنه بيتعاطى بسبب تقلبات مزاجه المستمرة، أو مش مستقر عقليا وبقيت حياته من شغل لشغل، لحد ما بدأت أحس بضيق الحال، وهو مش في دماغه، بعد خناقات كتيرة، خدت ولادي ورحت أعيش في بيت أهلي».
عادت من أجل الصغيرين
وأختتمت «هناء» حديثها بأنها طلبت الطلاق لكنه رفض، وقررت أن تلجأ لمحكمة الأسرة وأقامت ضده دعوى خلع حملت رقم 21957، لكن خلال جلسة التسوية تمكن الخبراء من سؤال الأطفال، طلبا أن يعودا لحياتهما الطبيعية، وعودة والديهما للعيش في منزل واحد بدل العيش في منزل جدهما، وقررت أن تتصالح معه من أجل طفليهما ليتربيا معه وتحت عينيه.