قمة «الكوميسا» شهادة على نجاح مصر.. السيسي: مصر قادت «التجمع» في فترة شديدة الدقة وركزت على تعزيز التكامل الاقتصادي ومقدرات السلم والأمن
الرئيس السيسي خلال كلمته في الدورة 22 بقمة «الكوميسا»
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن تولى مصر قيادة تجمع «الكوميسا»، على مدار العامين الماضيين، كان شرفاً عظيماً، وجاء فى فترة شديدة الدقة، شهدت تطورات مهمة، على المستويين الدولى والإقليمى، حيث وضعت مصر أمام أعينها أهدافاً محددة خلال رئاستها للتجمع، ترتكز على دفع معدلات التكامل الاقتصادى، من أجل تعزيز مستوى رفاهية شعوبنا، بالإضافة إلى تعزيز مقدرات السلم والأمن بدولنا، غير أنه وبالرغم من النجاحات التى تم تحقيقها، فلا يزال هناك الكثير لتوظيف تكاملنا الإقليمى لمواجهة التحديات الراهنة.
الرئيس يسلم قيادة التجمع إلى «زامبيا».. ويعلن ترشح مصر لعضوية مجلس السلم والأمن الأفريقي للفترة من 2024 إلى 2026 لدعم جهود القارة
جاء ذلك خلال كلمة الرئيس السيسى بأعمال القمة الـ22 للسوق المشتركة للشرق والجنوب الأفريقى «كوميسا» والمنعقدة فى العاصمة الزامبية لوساكا تحت شعار: «تكامل الكوميسا الاقتصادى، يرتكز على الاستثمار الأخضر، والقيمة المضافة والسياحة».
الجهود المصرية أسفرت عن زيادة الصادرات البينية لدول التجمع إلى 13 مليار دولار في 2022 وهو الأعلى منذ إنشاء منطقة التجارة الحرة
وقال الرئيس: «اسمحوا لى أن أستعرض أبرز الإنجازات على مدار العامين الماضيين، وهى: فيما يتعلق بمجال التنمية الاقتصادية؛ أولت مصر اهتماماً كبيراً لتفعيل اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية، وتحقيق التناغم بينها وبين اتفاقية التجارة الحرة الثلاثية، بين تجمعات (الكوميسا، والسادك، وشرق أفريقيا) عبر إجراءات محددة، لحث الدول الأعضاء على تنفيذ الإعفاءات الجمركية، وتيسير حركة التبادل التجارى فيما بينها، حيث أسفرت تلك الجهود عن زيادة الصادرات البينية لدول (الكوميسا) لتصل إلى 13 مليار دولار عام 2022، وهى القيمة الأعلى، منذ إنشاء منطقة التجارة الحرة، فى إطار التجمع عام 2000 بجانب ارتفاع حجم التبادل التجارى بين مصر ودول الكوميسا فى ذات العام، إلى أعلى قيمة لها منذ انضمام مصر للكوميسا، ليصل إلى 4.3 مليار دولار».
وأشار الرئيس إلى أن مصر قدمت مبادرة التكامل الصناعى الإقليمى، فى إطار استراتيجية التصنيع بالكوميسا 2017 - 2026 والتى تهدف إلى تعميق الإنتاج الصناعى، من خلال ربط سلاسل القيمة الإقليمية، وفقاً للميزة التنافسية للدول. وأضاف: «أود فى هذا الصدد، تثمين دور وكالة الاستثمار الإقليمية بالكوميسا، التى تستضيفها مصر، لجذب الاستثمارات إلى دول التجمع مع ضرورة الاستمرار فى الجهود الجارية لتوجيه تلك الاستثمارات إلى القطاع الصناعى».
سد «جوليوس نيريري» العملاق في تنزانيا يتم تنفيذه بأيادٍ مصرية وتنزانية
وتابع «السيسى»: «اتصالاً بما تقدم، ركزت مصر على قطاع البنية التحتية، من خلال تشجيع مشروعات الربط بين الدول الأعضاء، ومن أبرزها، مشروع الربط بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط، حيث أدعو الأمانة العامة لتكثيف الجهود لحشد الموارد المالية اللازمة، لتنفيذ تلك المشروعات، واسمحوا لى فى هذا السياق، أن ألقى الضوء على أحد المشروعات، التى تمثل فخراً لقارتنا، والذى أثبت وجود ثمار حقيقية للتعاون بين دولنا، حال توفر الإرادة السياسية، وهو مشروع سد جوليوس نيريرى العملاق فى دولة تنزانيا الشقيقة الذى يتم تنفيذه بأيادٍ مصرية وتنزانية، وسيولّد طاقة كهربائية تقدر بـ2.5 جيجاوات حيث أثبتت الشركات المصرية المنفذة للمشروع امتلاكها خبرات وقدرات، تمكّنها من تنفيذ مشروعات بمقاييس عالمية وهى الخبرات التى تتطلع مصر لمشاركتها مع دولنا الأفريقية الشقيقة».
وأوضح الرئيس أنه فى مجال التصنيع الدوائى، كان من الضرورى، تسليط الضوء على القطاع الطبى والصحى بالكوميسا، لا سيما فى ظل التحديات، التى فرضتها جائحة «كورونا». وبناءً عليه، قدمت مصر مقترحاً لإنشاء لجنة الصحة بسكرتارية الكوميسا، كما استضافت الدورة الأولى للمؤتمر الطبى الأفريقى، الذى تنعقد نسخته الثانية حالياً فى مصر، لبحث سبل الاستثمار فى هذا المجال الحيوى، فضلاً عن تزايد الاهتمام الذى وجهته مصر للاستثمار فى توطين صناعة الدواء واللقاحات وصولاً للإعلان عن تقديم مصر لـ٣٠ مليون جرعة من لقاحات فيروس «كورونا» إلى الدول الأفريقية، وبما يؤكد دور مصر، كمركز إقليمى لتصنيع اللقاحات الطبية.
وحول مجال السلم والأمن؛ أشار الرئيس السيسى إلى أن حجم وعمق التحديات التى تواجهها بلادنا لاستدامة السلم والأمن ليس خافياً على أحد وبات يفرض علينا الالتزام بعدد من المحددات والمبادئ الرئيسية، وأهمها ضرورة احترام حق جميع شعوب الدول الأفريقية فى الحياة، وتسوية النزاعات والصراعات والقضايا التى تهدد هذا الحق إلى جانب الحفاظ على مؤسساتنا الوطنية، باعتبارها العمود الفقرى، لاستقرار الدول وأمن شعوبها، وضمان مصالحها العليا.
وتابع الرئيس: «يدفعنا ما تقدم، إلى الإشارة إلى التطورات الأخيرة بعدد من دولنا، وعلى رأسها السودان الشقيق، الذى يمر بتحديات، تستوجب تكاتفنا لدعم شعبه، وأؤكد هنا أن مصر تضطلع بمسئولياتها كدولة جوار مباشر، إذ تبذل كل المساعى مع الأطراف الفاعلة والشركاء الدوليين، وعبر الانخراط فى الآليات القائمة، لضمان التنسيق بينها وصولاً لتحقيق هدف السودان الآمن المستقر، واتصالاً بذلك، تستمر مصر فى استضافة أبناء دولة السودان الشقيق، وإننى أدعو كافة الدول لتوفير الدعم اللازم لأشقائنا فى هذه اللحظة التاريخية الدقيقة».
وأكد الرئيس أنه بصفته رائد ملف إعادة الإعمار والتنمية فيما بعد الصراعات على مستوى الاتحاد الأفريقى فإن مصر لن تألو جهداً فى تسخير مركز إعادة الإعمار والتنمية بالقاهرة، لتوفير كل سبل الدعم لدولنا الشقيقة فى مسارها نحو تحقيق التنمية.
وأعلن الرئيس السيسى، خلال كلمته، عن ترشح مصر، لعضوية مجلس السلم والأمن الأفريقى، للفترة 2024 - 2026 إيماناً من مصر بمسئولياتها نحو دعم جهود السلم والأمن فى قارتنا.
واختتم الرئيس كلمته قائلاً: «لقد عاهدتكم، عند تسلم رئاسة التجمع عام 2021 بالعمل بكل جهد وإخلاص، لتعميق التكامل الاقتصادى بين دول الإقليم، والآن وبعد انتهاء فترة رئاسة مصر للكوميسا، فإننى أجدد عهدى لكم، باستمرار العمل بالتنسيق مع كل أشقائنا، نحو تنفيذ أهداف أجندة التنمية الأفريقية 2063 لا سيما مع تولى مصر رئاسة الوكالة الإنمائية للاتحاد الأفريقى (نيباد)، على مدى العامين القادمين.
وتابع الرئيس: «اسمحوا لى أن أعلن انتهاء فترة رئاسة مصر للكوميسا، وإنه لمن دواعى سرورى أن أقوم بتسليم مسئولية رئاسة التجمع إلى أخى الرئيس هيتشيليما، رئيس جمهورية زامبيا، وإننى لعلى ثقة تامة بأنه سيبذل كل ما فى وسعه للبناء على منجزات الرئاسة المصرية، متمنياً له ولحكومته السداد والتوفيق، كما أود الإعلان عن هيئة المكتب الجديدة لقمة الكوميسا؛ والتى تتشكل من جمهورية زامبيا رئيساً، وجمهورية بوروندى كنائب للرئيس، وجمهورية مصر العربية كمُقرر».