متحدث «الكاثوليكية»: حصدنا مكتسبات بعد الثورة منها قانونا بناء الكنائس والأحوال الشخصية
2013 عام فاصل بتاريخ مصر.. ونحن الآن في طريق إصلاح حقيقي
الأنبا باخوم
الأنبا باخوم: الكنيسة دفعت ثمناً باهظاً قبل «الثورة».. لكنها أعلنت بوضوح أن الوطن أولاً وقبل الجميع
قال الأنبا باخوم، النائب البطريركى لشئون الإيبارشية البطريركية للكنيسة الكاثوليكية والمتحدث الرسمى باسم الكنيسة، إن 30 يونيو هى ثورة الشعب المصرى نحو المستقبل، للحفاظ على وحدة أبناء الوطن الواحد، حيث خرجوا ليدافعوا عن هويتهم، مؤكداً فى حواره مع «الوطن» أن الكنيسة دفعت الكثير خلال تلك الفترة، من أجل التمسك بهذا الوطن، ودفاعاً عن خطر طمس الهوية، وانغلاق الحرية، وتغيير النسيج الوطنى، إذ إن الكنيسة جزء لا يتجزأ من المجتمع المصرى، وقد حصدت نتائج ومكتسبات كثيرة بعد الثورة.. وإلى نص الحوار:
بمناسبة ذكرى مرور 10 سنوات على ثورة 30 يونيو كيف تقيّم هذا الحدث تاريخياً؟
- عام 2013 كان عاماً فاصلاً فى تاريخ مصر، التى مرت بالكثير من الأحداث المؤسفة، لذلك يمكننا القول بكل ثقة إن 30 يونيو ليست مجرد ذكرى يحتفل بها المصريون تتشابه مع المناسبات والاحتفالات المتعددة التى تتكرر على مدار العام، وإنما هى بالنسبة لهم خطوة فى مسيرة شعب نحو مستقبل أفضل، شعب يعرف جيداً قيمة نفسه، ومواطن القوة، وكيفية إيجاد مصادر الأمل، ودفع ثمن الحرية ورفعة الإنسان، فخلال تلك المظاهرات خرج المصريون، ليس للحرب، فهم لم يحملوا سلاحاً فى أيديهم، بل كان سلاحهم وحدتهم وإرادتهم، وثقتهم فى خالقهم عز وجل ثم فى جيشهم من أبنائهم ذوى البشرة السمراء، فالمواطنون يعتبرون جيشهم أولادهم وعزتهم وكرامتهم.
الثورة خطوة فى مسيرة شعب نحو مستقبل أفضل.. ووحدة المصريين وإرادتهم كانت سلاحهم
خرج المصريون للدفاع عن استقرار علاقة المحبة والأخوة بين أبناء الوطن الواحد، ليدافعوا عن أمنهم وأمن أبنائهم وبناتهم، والحق فى التعليم، والصحة، وقوت يومهم ومصادر رزقهم، والحفاظ على أموالهم من السرقة والنهب. المصريون خرجوا ليدافعوا عن هويتهم، آدابهم وفنونهم، وليدافعوا عن حرية الكلمة المتمثلة فى الإعلام والصحافة. والذى تابع تلك التظاهرات فى ذلك الوقت، سيجد أن عدداً كبيراً منهم كانوا من البسطاء، ولكنهم يعرفون جيداً معنى «الحريات العامة»، ونزاهة قضاة بلادهم، كان خروجهم ليس فقط من أجل أنفسهم بل من أجل مصر، ومن أجل حرية الشعوب المجاورة واستقلال أراضيها، وببساطة، وكما يقول أيضاً كاتبنا جمال حمدان: «مصر غير قابلة للقسمة على اثنين أو أكثر مهما كانت قوة الضغط والحرارة، مصر هى (قدس أقداس) السياسة العالمية والجغرافيا السياسية».
ماذا عن أهم التطورات التى شهدتها الكنيسة الكاثوليكية خلال العشر سنوات الماضية؟
- تطورات عديدة، وعلى كل الأصعدة، من نمو فى عدد الإيبارشيات، التى وصلت حالياً إلى 9 إيبارشيات، إضافة إلى نمو فى عدد المطارنة والكهنة، ونمو فى بلاد المهجر.
ما مكتسبات الكنيسة الكاثوليكية من الثورة؟
- الكنيسة الكاثوليكية جزء لا يتجزأ من المجتمع المصرى، وقد حصدت مكتسبات، منها حرية التعبير عن معتقداتها، الاستفادة من إقرار قوانين بناء الكنائس، والآن نسعى إلى إقرار قانون الأحوال الشخصية.
وكيف ترى الوضع الحالى لمصر؟
- يلفت نظرى وضوح وصراحة القيادة السياسية المصرية فى قراراتها ومصارحتها بكل شفافية عن وضع البلاد على كل المستويات ومن ثم التأثيرات الحاصلة، ونحن فى طريق إصلاح حقيقى بدأته الجمهورية الجديدة، التى حشدت لهذا الهدف كل مقدَّرات الوطن وموارده، وشارك الجميع ممن لهم نوايا حسنة فى هذا الإصلاح، رغم أننا لا ننكر معاناة الكثيرين من غلاء الأسعار وارتفاع تكلفة المعيشة فى أبسط متطلباتها.
وبعد كل احتفال بهذا الحدث العظيم «30 يونيو»، يبقى لنا أن نواجه التحديات معاً، بشجاعة وبدون خوف، بلا أنانية وبلا رياء، مفضلين الخير العام عن خيرنا الشخصى؛ ناظرين إلى واقعنا بأعين جديدة. نرضى ونحلم، نعمل ونجتهد لبناء وطننا، بناء الإنسان، لاسترجاع هويته وكينونته وانتمائه، وسيبقى بسطاء الناس هؤلاء الأحرار، كل مصرى يحب هذا البلد، قوة هذا البلد، درعه وحمايته.
فترة حكم الإخوان
الكنيسة، كباقى أطراف المجتمع، عانت فى تلك الفترة، ودفعت الكثير من أجل التمسك بهذا الوطن، ودفاعاً عن خطر طمس الهوية، وانغلاق الحرية، وتغيير النسيج الوطنى، فالكل أعلن بوضوح أن الوطن فوق الجميع، هو الأهم فى هذه الفترة، وهو لنا جميعاً، ولن يتقدم إلا بنا أيضاً.