طلاب «هندسة كفر الشيخ» ينظمون ممرا شرفيا لزميلهم: «تعب معانا طول السنة»
الطالب محمد الشافعي يتوسط زملائه
«ممر شرفي وبورتريه وشهادة تقدير».. هكذا احتفل عدد من طلاب الفرقة الثانية قسم «الهندسة المدنية» بكلية الهندسة بجامعة كفر الشيخ، بزميل لهم يُدعي محمد الشافعي، ذو الـ22 عاماً، تكليلاً لمجهوداته العظيمة طوال العام الدراسي في شرح وتبسيط المناهج، وتخفيف الأعباء علي زملائه، حيث كان يلجأ إليه الجميع، ويتعاملون جميعاً معه كأخوته وتعلموا منه حُب الخير، والخُلق الرفيع قبل العلم.
اصطف عدد من زملاء «الشافعي» أمام أبواب كلية الهندسة، وحملوه علي أكتافهم، وطافوا به الحرم الجامعي، وقذفوه في الهواء احتفالاً به، كما أهدوه بروتريه وشهادة تقدير، والتقطوا الصور التذكارية معه، في مشهد رائع وبهيج.
«الشافعي تعب معانا أوي طول السنة، وكان لازم نكرمه ونشكره علي كل اللي بيعملوا معانا، وعلى وقته اللي بيعطينا جزء منه كل يوم عشان يشرح لنا بعض المواد إللي مش عارفين نذاكرها أو المحاضرات إللي فاتتنا في الكلية»، بهذه الكلمات بدأ محمود صابر، أحد طلاب الفرقة الثانية بكلية الهندسة بجامعة كفر الشيخ، حديثه لـ«الوطن».
ويضيف: «حقيقي بيشرح لنا أكبر كمية ممكنة من المنهج، وبيبقي هاين يشرح الكتاب كله والله، وأحيانا بيروح لكل واحد مننا البيت، وساعات مش بينام وبيطبق عشان يشرح لنا احنا كزمايله أو ينام ساعتين في اليوم بالكتير أيام الامتحانات عشان خاطرنا، وبيسهل علينا الدنيا جامد، وحقيقي يستاهل كل خير».
تولى «الشافعي» مساعدة الجميع في كل صغيرة وكبيرة في الدفعة بجانب أنه يتولى شرح المواد لزملائه وأصدقائه، وفقا لـ«محمد كمال الحسانين»: «إحنا بقالنا 3 سنين في الكلية، والشافعي هو إللي بيشرح لنا كل حاجة، ووفر علينا الكورسات لأننا بنفهم منه وأي مادة بتقف قدامنا بيسهلها علينا وبيبسط المعلومة لحد ما تثبت في دماغ كل واحد فينا، وكل ده بدون مقابل، وكان لازم نرد جزء من جمايله علينا، ونكرمه، ونقول له شكراً».
ومن جانبه أعرب محمد الشافعي، صاحب الـ22 عاما، الطالب بالفرقة الثانية قسم «الهندسة المدنية» بكلية الهندسة بجامعة كفر الشيخ، عن بالغ سعادته بهذه اللفتة الطيب التي قام بها زملائه لتكريمه، مشيرا إلى أنه لم يكُن يعلم بهذا التكريم وتفاجأ به بعد انتهائهم من أداء المادة الأخيرة بالامتحان، موضحا أنّ مساعدته لزملائه وسام على صدره.
وتابع: «أنا بذاكر وكنت بجيب فيديوهات وأذاكر منها، وبعدين نتفق كلنا نذاكر مع بعض ونتفق علي ميعاد كلنا نكون فاضين فيه، ووقت الامتحانات بنسي كل حاجة بمعني مبلعبش، ولا بعمل أي حاجة تانية بكون متفرغ للمذاكرة بس عشان أقدر أساعد صحابي ونقدر نذاكر كلنا ونقدر ننجح بإذن الله، ولما بيكون في مسائل مش فاهمها بحاول أجمع كل ده من فيديوهات من زمايل ليا وبحاول أبسط الموضوع ليهم عشان توصل ليهم حاجة بسيطة، وبحاول أوحد الفكرة ليهم، والدكاترة لهم دور كبير طبعاً في المساعدة والشرح بس احنا ممكن ندخل متأخر منفهمش أوي كده يعني العيب ده من عندنا وإللي بفهمه من المحاضرات أو السكاشن بشرحه تاني لزمايلي».
لم يتمالك «الشافعي» نفسه وارتسمت علامات الفرحة على وجهه، في حالة من الذهول غير مصدق ما يحدث حوله من اهتمام وتقدير زملائه وأصدقائه: «الفكرة مش في التكريم الفكرة إللي احنا متجمعين دايماً في الوحشة قبل الحلوة مع بعض، وكلنا اخوات مع بعض، ولازم نساعد بعض وعلي فكرة مساعدتي لهم بتفيدني قبلهم والله، وربنا بيبارك في الامتحانات، وبننجح بتقديرات كمان الحمد لله، وكنت مبسوط جدا عشان أصحابي فاكرني في كل حاجة حتي الوقت إللي مفيش في مذاكرة ولا دراسة بنقعد مع بعض علي طول وربنا يديم المحبة بينا دايماً».