من "أهلك دولة العثمانلي" إلى "يسقط حكم المرشد"..الهتافات سلاح المصريين
تعتبر الهتافات والشعارات هي سلاح المصريين السلمي في الثورات ضد الأنظمة المستبدة، فقد عانى الشعب المصري كثيرا على مر تاريخه من عهد المماليك والعثمانيين مرورا بالاحتلال الإنجليزى حتي ثورة يوليو، التي تغير معها نظام الحكم حتى قيام ثورات الربيع العربي التي تعد ثورة 25 يناير واحدة منها.
ففي العصر العثماني حينما أرهق قادة المماليك الشعب المصري بالضرائب الباهظة ثار الشعب عليهم، وهتفوا ضد قائدهم في ذلك الوقت، وكان اسمه عثمان البرديسي، "يا برديسي يا برديسي إيش راح تاخد من تفليسي".
وفي العصر العثماني أيضا ثار المصريون ضد بطش السلطان الذي سخرهم كالعبيد، واجتمع الثائرون على ضرورة إسقاط الوالى العثمانى أحمد خورشيد باشا للفظائع التى ارتكبها بحق الشعب، وطاردوه بالحجارة والسباب، وتعالت هتافات الكبار "يا رب يا متجلى أهلك دولة العثمانلى"، فكان ذلك هتاف المصريين لإسقاط الدولة العثمانية بعد نشر الفتن الطائفية والدخول فى حروب كثيرة أهدرت طاقة الشعب المصرى.
ومرورا بحكم أسرة محمد علي، ظهر عدو آخر للمصريين، وهو الاحتلال الإنجليزي، الذي استمر في مصر ما يزيد عن سبعين عاما، ومن أجل الكرامة الوطنية غضب الضباط الوطنيون فى العام 1881م بعد تعاظم التدخل الأجنبى فى شؤوون مصر، بعد صدور قانون تصفية الديون المصرية عام 1880 م، فغضب الضباط واختاروا كلاً من أحمد عرابى وعبدالعال حلمى وعلى فهمى للتعبير عن مطالبهم وعندما لم يتقبل الخديو هذه المطالب وبدأ فى التخطيط للقبض على عرابى وزملائه، تنبه عرابى وقاد المواجهة الشهيرة مع الخديو توفيق يوم 9 سبتمبر 1881م.
تُعد هذه الحركة أول ثورة وطنية فى تاريخ مصر الحديث، وانطلقت من عرابى مقولته الشهيرة في وجه الخديو "لقد خلقنا الله أحرارًا، ولم يخلقنا تراثاً أو عقارًا؛ فوالله الذى لا إله إلا هو، لا نورث ولانستعبد بعد اليوم".
ومن أبرز هتافات الشعب المصري ضد الإنجليز "يا عزيز يا عزيز كُبة تاخد الإنجليز".
من أجل الحرية والاستقلال، ثار المصريون فى عام 1919م، في أول ثورة شعبية خرج فيها النساء مع الرجال ضد المستعمر الإنجليزي، وكان أشهر هتاف شعبي انطلق في هذه الثورة "يحيا الهلال مع الصليب"، و"سعد سعد يحيا سعد".
بسبب فساد القصرالملكي، واستمرار الاحتلال البريطاني، وهزيمة 1948م، وفضيحة الأسلحة الفاسدة، ومشكلة انتخابات نادى الضباط، قامت حركة 23 يوليو 1952م، ومثلت هتافات الشعب ضد الملك وتأييدا للجيش شعارات ترسخت في يقين المصريين مثل "الجيش للشعب والشعب للجيش"، وحينما حدثت هزيمة 5 يونيو 1967 هتف الملايين "بالروح بالدم هنكمل المشوار"، وتحولت العبارات القوية التى رفعها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر فى خطاباته الحماسية إلى مبادئ سياسية مثل "ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة".
وعندما قامت ثورة 25 يناير 2011 كان الهتاف الأشهر هو "الشعب يريد إسقاط النظام" و"الجيش والشعب إيد واحدة" و"عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية".
وبعد أن تولي الجيش حكم البلاد في الفترة الانتقالية عقب ثورة يناير، نال هو الآخر نصيبا من الهتافات، كان أشهرها "يسقط يسقط حكم العسكر"، وعلى إيقاع نفس الشعار كان الهتاف الأوحد في ثورة يونيو التي خرجت لإخراج نظام الإخوان هو "يسقط يقسط حكم المرشد".