ودع ابنه قبل استهدافه بساعات.. أسرة سامر أبو دقة تكشف اللحظات الأخيرة في حياته
![المصور الشهيد سامر أبو دقه](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/20450652771702803458.jpg)
المصور الشهيد سامر أبو دقه
لا يزال استشهاد المصور سامر أبو دقة عالقا في أذهان الكثيرين، إذ سقط أثر استهدافه من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء تأدية عمله داخل محيط إحدى المدارس، وبقى محاصرا لأكثر من 6 ساعات فقد فيها الكثير من الدماء حتى ارتقت روحه إلى مالكها، ورغم قسوة المشهد كشف مستشار التحكيم الدولي هشام أبو دقة، ابن عم الشهيد سامر أبو دقة كواليس اللحظات الأخيرة قبل استشهاد ابن عمه أثناء قيامه بعمله والتصوير داخل مدرسة فرحانة في قطاع غزة.
وقال في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، إن الشهيد سامر أبو دقة كان يعمل مونتيرا في إحدى الفضائيات العربية، وفي نفس الوقت كان يجيد مهارة التصوير بالكاميرا، ونظرًا للأحداث المتلاحقة في مناطق قطاع غزة، استعانوا به ليقوم بتصوير الأحداث هناك، وبالفعل توجه إلى مدرسة فرحانة مع طاقم العمل بعدما حصلوا على تصريح من سلطة الاحتلال الإسرائيلي للعمل والتصوير داخل المدرسة.
وأضاف «أثناء دخول المدرسة للتصوير، تم استهدافهم بقصف من طائرة مسيرة بشكل مباشر ومتعمد، ليسقط سامر أرضًا، وظل ينزف حوالى 6 ساعات، والاحتلال كان يقوم بمحاصرة المدرسة في ذلك التوقيت، ولم يسمح بدخول أي اسعافات للداخل، ولم يكتفوا بهذا الأمر، إذ قاموا باستهدافه مرة أخرى أثناء سقوطه أرضًا وزحفه ليلفظ أنفاسه الأخيرة».
وتابع «نحن أمام جريمة مع سبق الإصرار والترصد، سامر كان يرتدى درع الصحافة وخوذة الصحافة، ورغم ذلك قاموا باستهدافه مرة أخري».
أما عن رسالة الوداع التي تركها المصور سامر أبو دقة قبل رحيله، أوضح أنه نظرًا للأحداث والأوضاع المستمرة والاعتداءات، كانوا يجدون صعوبة في التواصل معه، كما أن أسرته تقيم فى بلجيكا منذ عام 2018، وكان في زيارة لهم منذ شهرين وعاد بعدها إلى عمله في قطاع غزة.
وصية سامر أبو دقة قبل استشهاده
وأكمل حديثه، «يوم الجمعة كلم ابنه الكبير في بلجيكا يزن، وقاله خلى بالك من والدتك وأخواتك، وذلك في صباح اليوم الذي استشهد فيه، وكلم بعض أصدقائه قبل استشهاده بيومين وأوصاهم على أبنائه، وأخبرهم أن الأوضاع أصبحت صعبة في قطاع غزة بشكل عام، والوضع ليس آمنًا، والاستهداف يتم بشكل عشوائي».
أسرة سامر أبو دقة: متمسكون بالملاحقة القانونية لقادة الاحتلال الإسرائيلي
واستطرد «أسرة سامر متمسكة بالملاحقة القانونية لقادة الاحتلال الإسرائيلي أمام المحكمة الجنائية الدولية، وأسرته لن تقبل الاعتذار»، لافتا إلى أن ابن عمه متزوج ولديه أسرة مكونة من 3 أولاد وابنة، جميعهم مقيمون فى بلجيكا منذ 2018، وأنه سبق وذهب لزيارته أسرته في بلجيكا قبل الحرب بشهرين للاطمئنان عليهم وظل معهم لمدة شهر، وعُرض عليه عقد عمل وإقامة فى بلجيكا لكنه تركها، وفضل العمل في قطاع غزة ليتابع عمله ويتابع الأحداث».
واستكمل حديثه قائلًا «لديه ابن أكبر يدعي يزن 22 عامًا، ويدرس فى بلجيكا، وابنة تدعى يارا عمرها 18 سنة، وزين 15 عامًا وهو مغني معروف فى التراث الفلسطيني، ويزيل 12 عاما».