شباب يتحدون من "الفضاء الإلكترونى": "احنا اللى جايين"
«رد انت يا حسين» بهذه الكلمة التى أعقبتها قهقهة عالية دوت فى القاعة، رد «مبارك الصغير» على سؤال مفاجئ وجهه إليه الصحفى مصطفى النجار فى مؤتمر الحزب الوطنى الأخير، عن تجاهل النظام الحوار مع شباب «الفيس بوك»، مرت شهور قليلة واندلعت ثورة 25 يناير التى انطلقت من دعوة للتظاهر على «الفيس بوك».[SecondImage]
يقول طاهر أبوزيد «23 سنة» موظف بشركة «أربيا للنظم والمعلومات» إن مواقع التواصل الاجتماعى ساعدت على تصيد الأخطاء للمسئولين والرئيس، وإنها فى السابق تسببت فى سقوط نظام «مبارك» وأشعلت ثورة «يناير»، وإن تأثيرها زاد مع زيادة مستخدميها وتعدد الصفحات والجروبات، وليس من المستبعد أن تتسبب فى إشعال ثورة جديدة ضد الرئيس.
ويشير إلى أنه يقضى ساعات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعى، خصوصاً «الفيس بوك»، وأصبحت صفحات المواقع الإخبارية هى مصدره الأول للأخبار، وأنه يلاحظ الكثير من الانتقادات التى توجه إلى المسئولين والوزراء وأيضاً الرئيس السيسى فى التعليقات على الأخبار أو الأحداث، وأنه يقوم من حين لآخر بكتابة كومنتات ساخرة أو لاذعة على أخبار لم تعجبه.[FirstQuote]
ويرى «طاهر» أن هيبة رئيس الدولة اختفت لدى الشباب بعد ثورة 25 يناير، وأنه لا هيبة لأى رئيس فى نفوس الشباب، وزاد من هذه النزعة لدى الشباب مواقع التواصل الاجتماعى.
ويقول هيثم أسامة «24 سنة» دكتور صيدلى إنه يستخدم «الفيس بوك» بشكل دائم، وإنه أصبح جزءاً من حياته، وإنه فى أوقات كثيرة يدخل على الصفحات الرسمية للهيئات والمؤسسات، ويعلق على الأخبار والبوستات التى تنشرها وأحياناً كثيرة ينتقد.
ويضيف أنه لا يتصور حياته من غير «الفيس بوك» حيث صار يحتل جزءاً كبيراً من حياته واهتماماته، ويسهم بشكل كبير فى تشكيل اتجاهاته نحو الأحداث السياسية، وأنه يستخدم كثيراً «الفيس بوك» من تليفونه المحمول ما يجعله يرصد لحظة بلحظة آخر التطورات.[ThirdImage]
وترى بسمة محمد «22 سنة» أن مواقع التواصل الاجتماعى تهدم أشياء كثيرة وليست هيبة الرئيس فقط، وأن الكثير من العادات السيئة تظهر فى تعليقات المشتركين أو من حواراتهم ومعاركهم الكلامية التى يدخلون فيها وتعليقاتهم الساخرة، ولكنها على الرغم من ذلك أصبحت صوت «الغلابة» حيث تنشر صورهم وقصصهم على «الفيس بوك» ويتوصل إليهم من يريد أن يساعدهم عن طريق «الفيس بوك».[SecondQuote]
وتقول إن أغلب الصفحات التى تنتقد الرئيس وتحاول أن تهدم هيبته معروفة بانتمائها الخبيث إلى الإخوان، وبالتالى لم يعد يوثق فى انتقادها. وتضيف أن مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك وتويتر» كانت سابقاً مقتصرة على فئة معينة فقط، ولكن بعد ثورة يناير ومع التوسع فى استخدام إنترنت التليفون أصبح الجميع يستخدمه، ولكن إمكانية أن تنجح مواقع التواصل الاجتماعى فى حشد الشباب مرة أخرى للقيام بثورة ليست صحيحة، لأن الشعب مل من تغيير الأنظمة وأصبح يميل أكثر إلى الاستقرار.