تعرف على أهداف رحلة الإسراء والمعراج
تحمل رحلة الإسراء والمعراج العديد من الدروس والعبر وأهدافًا نتعلم منها كل يوم وإنها لمعجزة ثابتة حتى تقوم الساعة ويعجز أي مخلوق على تكذيبها.
يضع الدكتور عصمت رضوان، أستاذ اللغة العربية بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر بسوهاج، عدة أهداف لرحلة الإسراء والمعراج، وهما كالتالي:
أوّلاً: إن حادث الإسراء والمعراج معجزة كبرى خالدة، وسوف يبقى البشر إلى الأبد عاجزين عن مجاراتها وإدراك أسرارها، ولعلَّ إعجازها هذا أصبح أكثر وضوحًا في هذا القرن، بعد أن تعرَّف هذا الإنسان على بعض أسرار الكون وعجائبه.
ثانياً: يُلاحظ من قصة الإسراء والمعراج هو أن يشاهد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) بعض آثار عظمة الله تعالى في عملية تربوية رائعة، وتعميق وترسيخ للطاقة الإيمانية فيه، وليعدَّه لمواجهة التحديات الكبرى التي تنتظره، وتحمل المشاق والمصاعب والأذى التي لم يواجهها أحد قبله ولا بعده.
ثالثًا: لقد كان الإنسان ولا سيّما العربي آنذاك يعيش في نطاق ضيق، وذهنية محدودة، ولا يستطيع أن يتصوَّر أكثر من الأمور الحسِّية، أو القريبة من الحس التي كانت تحيط به، أو يلتمس آثارها عن قرب.
فكان والحالة هذه لا بد من فتح عيني هذا الإنسان على الكون الرحب، الذي استخلفه الله فيه؛ ليطرح على نفسه الكثير من التساؤلات عنه، ويبعث الطموح فيه للتعرف عليه، واستكشاف أسراره، وبعد ذلك إحياء الأمل وبث روح جديدة فيه، ليبذل المحاولة للخروج من هذا الجو الضيِّق الذي يرى نفسه فيه، ومن ذلك الواقع المزري الذي يُعاني منه، وهذا بالطبع ينسحب على كل أمة وكل جيل وإلى الأبد.
رابعًا: أن يلمس هذا الإنسان عظمة الله سبحانه، ويدرك بديع صنعه وعظيم قدرته، من أجل أن يثق بنفسه ودينه ويطمئن إلى أنَّه بإيمانه بالله، إنِّما يكون قد التجأ إلى ركن وثيق لا يختار له إلا الأصلح، ولا يريد له إلا الخير، قادر على كل شيء، ومحيط بكل الموجودات.
خامسًا: إنه يريد أن يتحدى الأجيال الآتية، ويخبر عما سيؤول إليه البحث العلمي من التغلب على المصاعب الكونية، وغزو الفضاء، فكان هذا الغزو بما له من طابع إعجازي خالد هو الأسبق والأكثر غرابة وإبداعًا، وليطمئن المؤمنون وليربط الله على قلوبهم ويزيدهم إيمانًا.
إنّ الروايات المروية عن أئمّة أهل البيت بشأن تعدد المعراج تُصرّح بوقوع المعراج مرّتين، وهو المستفاد من آيات سورة النجم، حيث قال سبحانه: وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى.