جرائم الإبادة مستمرة: 100 ألف فلسطيني يبدأون رحلة محفوفة بالمخاطر للنزوح قسراً شرق رفح الفلسطينية
تهجير قسري للأسر الفلسطينية في غزة
آليات الاحتلال تتوغل فى رفح تحت غطاء غارات جوية كثيفة وتسيطر على معبر رفح من الجانب الفلسطينى.. و«حماس»: تصعيد خطير ضد منشأة مدنية محمية بالقانون الدولى
واصل جيش الاحتلال الإسرائيلى ارتكاب المزيد من الجرائم فى قطاع غزة، خلال الساعات الماضية، حيث توغلت دبابات وآليات الاحتلال بأعداد كبيرة فى مدينة رفح الفلسطينية، فى أقصى جنوب القطاع الفلسطينى، الذى يشهد حرب إبادة جماعية منذ السابع من أكتوبر الماضى، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية فى منطقة رفح، الملاذ الأخير لأكثر من 1.4 مليون نازح فلسطينى، وسيطر جيش الاحتلال على معبر رفح من الجانب الفلسطينى، ما أدى إلى إغلاق المعبر بشكل كامل أمام قوافل المساعدات الإنسانية من الجانب المصرى.
ومع دخول العدوان الإسرائيلى المتواصل على الفلسطينيين فى قطاع غزة اليوم 214، بدأ الآلاف رحلة محفوفة بالمخاطر للنزوح قسراً من المناطق التى يقيمون فيها شرق مدينة رفح، إلى مخيم «المواصى»، بالقرب من خان يونس، بعد مطالبة جيش الاحتلال لهم بإخلاء المناطق الشرقية من رفح، تمهيداً لاجتياح المدينة، رغم العديد من التحذيرات والنداءات الدولية لحكومة الاحتلال بالامتناع عن هذه الخطوة، التى من شأنها أن تؤدى إلى تهديد الأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، وفى العالم بأسره.
ونقل موقع «أكسيوس» الإخبارى الأمريكى عن مصادر مطلعة، أن قوات الاحتلال الإسرائيلى على وشك السيطرة على الجانب الفلسطينى من معبر رفح، الذى يُعد نقطة دخول رئيسية للمساعدات الإنسانية إلى غزة، وسط مزاعم إسرائيلية بأن الجزء الشرقى من مدينة رفح من المواقع الاستراتيجية لقيادات حركة «حماس»، وهو ما دعا جيش الاحتلال إلى الطلب من قرابة 100 ألف فلسطينى يعيشون فى شرق رفح، إلى إخلاء مناطقهم فوراً، والانتقال إلى «المواصى»، رغم أن جماعات الإغاثة تقول إن المنطقة غير مناسبة للسكن.
وأكدت «القاهرة الإخبارية» أن هناك العديد من بيانات جيش الاحتلال الإسرائيلى التى تؤكد بدء العملية العسكرية شرق رفح، وسيطرة قوات الاحتلال على الجانب الفلسطينى من معبر رفح، وأوردت بياناً لجيش الاحتلال يشير إلى حجم القوات العاملة فى المنطقة، ومنها قوة تابعة للفرقة 162 قامت بتنفيذ مهام برية، وهناك لواء تابع للفرقة 215، وهى الفرقة التابعة لسلاح الجو الإسرائيلى، التى نفذت غارات جوية على رفح، كما زعم جيش الاحتلال أنه تم قتل 20 مسلحاً فلسطينياً قرب معبر رفح.
ووصفت حركة حماس فى بيان لها اقتحام جيش الاحتلال لمعبر رفح الحدودى مع مصر بأنه تصعيد خطير ضد منشأة مدنية محمية بالقانون الدولى، ويهدف إلى مفاقمة الوضع الإنسانى فى القطاع، عبر إغلاقه ومنع تدفق المساعدات الإغاثية الطارئة عبره لشعبنا المحاصر الذى يتعرض لحرب إبادة وتجويع ممنهج من قبل الاحتلال النازى.
وأضافت: هذه الجريمة -التى تأتى مباشرة بعد إعلان موافقتها على مقترح الوسطاء- تؤكّد نية الاحتلال تعطيل جهود الوساطة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى، لمصالح شخصية لنتنياهو وحكومته المتطرفة، وتنفيذاً لمخطط الإبادة والتهجير الذى ينفذه اليمين الصهيونى المتطرف بقيادة مجرم الحرب «نتنياهو».
وتابعت: ندعو الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولى إلى الضغط على الاحتلال لوقف هذا التصعيد الذى يهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين النازحين فى رفح وعموم قطاع غزة.
وفى غضون ذلك، أكدت مصادر طبية ارتفاع حصيلة الضحايا فى غزة، إلى 34789 شهيداً، والإصابات إلى 78204 جرحى، غالبيتهم من الأطفال والنساء، فيما ارتكبت قوات الاحتلال 6 مجازر ضد العائلات فى قطاع غزة، خلال الـ24 ساعة الماضية، أسفرت عن استشهاد 54 فلسطينياً، وإصابة 96 آخرين.
وفى الضفة الغربية، اعتقلت قوات الاحتلال صباح أمس، 22 فلسطينياً على الأقل، بينهم طفل جريح، يبلغ من العمر 8 سنوات، وطالبة فى جامعة «بيرزيت»، تُدعى يارا أبوحشيش، إضافة إلى معتقلين سابقين، وأوضح نادى الأسير وهيئة شئون الأسرى والمحررين، فى بيان مشترك، أن الاعتقالات تركزت فى محافظة «طولكرم»، وطالت 10 مواطنين على الأقل، بعد اقتحام استمر لساعات، فيما توزعت بقية الاعتقالات على محافظات «رام الله، وبيت لحم، ونابلس، وأريحا، وطوباس»، وأشار البيان إلى أن قوات الاحتلال تواصل تنفيذ عمليات اقتحام وتنكيل واسعة، واعتداءات بالضرب المبرّح، وتهديدات بحق المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات التخريب والتدمير الواسعة فى منازل المواطنين، ومصادرة الأموال والمركبات.
وأضاف البيان أن حصيلة الاعتقالات، بعد السابع من أكتوبر الماضى، بلغت 8610 معتقلين، وتشمل مَن جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومَن اضطروا إلى تسليم أنفسهم تحت الضغط، ومَن احتجزوا كرهائن، واختتم البيان بالقول إن حملات الاعتقال تتصاعد بشكل غير مسبوق، فى إطار العدوان الشامل على الفلسطينيين، والإبادة المستمرة بحق أبناء الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة.