صيام العشر من ذي الحجة.. هل يعتبر سنة مؤكدة؟
![صيام العشر من ذي الحجة](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/14814488111712836903.jpg)
صيام العشر من ذي الحجة
صيام العشر من ذي الحجة من العبادات المستحبة التي تحظى بمكانة كبيرة في الإسلام، وتتضمن هذه الأيام الفاضلة العشرة الأولى من شهر ذي الحجة، وتنتهي بيوم وقفة عرفات، ويُعتبر صيام هذه الأيام من الأعمال الصالحة التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى.
صيام العشر من ذي الحجة
وأشارت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي إلى أن فضل صيام العشر من ذي الحجة جاء في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، منها قوله: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام» يعني أيام العشر، قالوا: «يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟» قال: «ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء» (رواه البخاري).
سنة صيام العشر من ذي الحجة
وأضافت أنه قد ثبت صيامُ العشر من ذي الحجة بنصوص الشريعة -العام منها والخاص-، وهو مروي عن مجاهد، وعطاء، ومحمد بن سيرين، وغيرهم، واتفقت كلمة الفقهاء على استحبابه، فعَنْ هُنَيْدَةَ بْنِ خَالِدٍ رضي الله عنه، عَنِ امْرَأَتِهِ، عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَآلِهِ يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ، وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ».
فضل صيام العشر من ذي الحجة
وأضافت الإفتاء، أن فضل صيام العشر من ذي الحجة جاء أيضا في حديث فعَنْ أُمِّ المُؤْمِنِينَ حَفْصَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: "أَرْبَعٌ لَمْ يَكُنْ يَدَعُهُنَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: صِيَامَ عَاشُورَاءَ، وَالْعَشْرَ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْغَدَاةِ، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ أَيَّامٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ أَنْ يُتَعَبَّدَ لَهُ فِيهَا مِنْ أَيَّامِ الْعَشْرِ؛ يَعْدِلُ صِيَامَ كُلَّ يَوْمٍ مِنْهَا بِصِيَامِ سَنَةٍ، وَقِيَامَ كُلَّ لَيْلَةٍ بِقِيَامِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ».
وصيام صيام العشر من ذي الحجة يعتبر من الأعمال التي تضاعف الأجر والثواب. فهو ليس فقط عبادة فردية، بل هو فرصة لتعزيز الروحانية والتقرب إلى الله تعالى، وزيادة الحسنات ومحو السيئات. كما أن صيام يوم عرفة، وهو اليوم التاسع من ذي الحجة، له فضل خاص، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده» (رواه مسلم).
كما أن صيام العشر من ذي الحجة يمثل استعدادًا روحيًا ونفسيًا لاستقبال عيد الأضحى، حيث يشارك المسلمون في مناسك الحج أو يحتفلون بالعيد بالتقرب إلى الله بذبح الأضاحي وتوزيع اللحوم على الفقراء والمحتاجين، مما يعزز معاني التضحية والتكافل الاجتماعي في المجتمع الإسلامي.