رئيس «برلمانية الوفد بمجلس الشيوخ»: إعلان 21 نوفمبر كان شرارة أشعلت ثورة إنقاذ مصر من الفوضى
عام 2012 شهد أحداثا متلاحقة لعبت دورا في رسم ملامح الحياة السياسية
![ياسر الهضيبى](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/11604018221718991049.jpg)
ياسر الهضيبى
أكد النائب ياسر الهضيبى، سكرتير عام حزب الوفد، ورئيس الهيئة البرلمانية للحزب فى مجلس الشيوخ، وأستاذ القانون الدستورى، أن الإعلان الدستورى، الذى أصدره محمد مرسى فى 2012، كان بمثابة الشرارة التى أشعلت ثورة 30 يونيو.. وإلى نص الحوار:
فى 2012 كنت نائباً لرئيس حزب الوفد.. ما تقييمك بشكل عام لحكم جماعة الإخوان الإرهابية؟
ياسر الهضيبي: الإعلام أدى واجبه في كشف الوجه القبيح لـ«الإخوان الإرهابية»
- لا شك أن عام 2012 شهد أحداثاً متلاحقة، لعبت دوراً كبيراً فى رسم ملامح وشكل الحياة السياسية المصرية، وتحديد مصير هذه الأمة، حيث جاءت هذه الأحداث وسط إعلان حالة الطوارئ فى البلاد، بالتزامن مع إجراء أول انتخابات رئاسية فى ظل تولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شئون البلاد، بعد أحداث يناير 2011، وكانت محاكمة مبارك فى يونيو، التى عُرفت إعلامياً بـ«محاكمة القرن»، ثم انتخاب محمد مرسى، رئيساً للبلاد، وما أعقبه من قرارات مفاجئة يوم 12 أغسطس، بإحالة المشير حسين طنطاوى، والفريق سامى عنان للتقاعد، وإقالة رئيس المخابرات المصرية، اللواء مراد موافى، ثم كان الإعلان الدستورى فى 21 نوفمبر 2012، الذى يمكن أن نعتبره الزلزال الذى هز عرش حكمهم للبلاد، وكان بمثابة الشرارة الأولى التى أشعلت ثورة 30 يونيو 2013، خاصة أن أغراضه واضحة، وكشف عن النوايا الخبيثة لجماعة الإخوان، التى أرادت تحصين حكمها وتعزيز صلاحيات الرئيس، وتوسيع سلطاته، وتحصين قراراته من القضاء، حيث كانت جماعة الإخوان الإرهابية تريد صناعة «ديكتاتور مُحصن» حتى من القانون، وتحاول تكوين دولة موازية منذ وصولها إلى سُدة الحكم، كل هذا أشعل الثورة فى نفوس المصريين، وبدأ الجميع يفكر فى الإطاحة بمرسى وجماعته.
ما التحولات التى شهدتها مصر بعد الأحداث الهامة فى 2012؟
- بعد إعلان كافة القوى الشعبية والسياسية رفض الإعلان الدستورى، الذى أصدره مرسى، ومن خلفه جماعة الإخوان، ووسط ظن الجماعة بأنها سيطرت على مقاليد الحكم فى مؤسسات الدولة ومؤسسات الرئاسة والبرلمان، كانت هناك تحركات احتجاجية قد بدأت، فتكونت جبهة الإنقاذ الوطنى، التى اتخذت من حزب الوفد مقراً لها، وبدأت تكثيف جهودها نحو الحشد لمواجهة أكبر فصيل منظم فى البلاد، بعد أن باتت معه السلطة أيضاً، وتصاعدت الأحداث فى جميع أنحاء البلاد، حيث الحرائق والحوادث والاغتيالات، حتى بدأ الإعداد إلى ثورة 30 يونيو، بمشاركة شعبية واسعة وغير مسبوقة على الإطلاق.
ما دور الشباب والمجتمع المدنى فى دعم عملية الانتقال الديمقراطى خلال تلك الفترة؟
- بدأ أول تحرك حقيقى على أرض الواقع من الشباب، وهم من أعتبرهم دائماً العمود الفقرى والدرع الحامية لهذا الوطن، هم جنود الجيش، ورجال الشرطة، هم المثقفون والسياسيون، هم المخترعون والمعلمون والعاملون والصناع والحرفيون والفلاحون، هم إن شئت أن تقول المجتمع ماضيه وحاضره ومستقبله، هم من انطلقوا فى 26 أبريل 2013 لتكوين حملة «تمرد»، للتوقيع على وثيقة سحب الثقة من «مرسى» وجماعته بكل شجاعة ووطنية، والدعوة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، فجمعوا فى نهاية الأسبوع الأول أكثر من 200 ألف توقيع على الوثيقة، وبدأ الرأى العام ينتبه، لتصبح استمارات حملة تمرد هى طوق نجاة الشعب ضد حكم جماعة الإخوان، وحكومة هشام قنديل، وفى ظل أجواء مشحونة، أحرز شباب حملة تمرد تقدماً ملحوظاً، وفى النهاية انتصرت إرادتهم بظهير ومشاركة من كافة القوى السياسية والحزبية والمدنية.
من وجهة نظرك، لماذا أصرت جماعة الإخوان على الإعلان الدستورى؟
- إصرار جماعة الإخوان وتوابعها فى السلطة على الإعلان الدستورى، هو استهداف واضح وصريح لدولة القانون فى مصر، حيث إن تحصين أى قرار يصدر عن رئيس الجمهورية من الطعن عليه أمام أى محكمة، معناه صراحةً عدم وجود دولة القانون، بالإضافة إلى أن مشهد حصار المحكمة الدستورية كان هو الآخر دليلاً على نوايا الجماعة الخبيثة تجاه السلطة القضائية والقانون فى مصر، التى لم تشهد مثل هذا التعدى الصارخ على الشرعية الدستورية والقانونية طوال تاريخها.
كيف ترى مستقبل مصر إذا لم تنجح ثورة 30 يونيو؟
- ثورة 30 يونيو كانت بمثابة رفض شعبى واسع للديكتاتورية الطاغية، ورفض تقويض الدولة الحديثة لصالح القبيلة والعشيرة، وأهل الثقة والعبيد والجوارى، الذين يُساقون فى قطعان، فالثورة أنقذت مصر من نفق مظلم كان مقدراً لها السقوط فيه، حيث فقدان مفهوم الدولة، وضياع الأمن والاستقرار، وطغيان الانقسامات بين نسيج المجتمع الواحد، وضياع الديمقراطية والتعددية، لتحولت مصر لأرض قاتمة بلا مستقبل وبلا تنمية وبلا علاقات دولية وبلا سياسة فى الداخل والخارج، لضاعت الهوية المصرية التى سعت الجماعة لطمسها وضياعها بشكل كامل.
كيف ترى دور الإعلام فى كشف الوجه الحقيقى لجماعة الإخوان؟
- لعب الإعلام دوراً بارزاً فى إزاحة الستار عن الكثير من الأفعال الإرهابية لتلك الجماعة، وإلا ما تعرض للتهديدات والاضطهادات من قبل الجماعات المتطرفة، بالإضافة إلى أن الإعلام حاول بشتى ألوانه المختلفة ورموزه التصدى لأبواق الإخوان الكاذبة، وكشف تزييفهم للحقائق، والرد على ادعاءات هذه القنوات غير المهنية والالتزام بالمعايير، وتوضيح الحقائق، والرد على كل الفبركة والأكاذيب من الإعلام الإخوانى.
تشكيل جبهة الإنقاذ
جبهة الإنقاذ الوطنى كانت من أهم قوى المعارضة فى البلاد، كرد فعل للإعلان الدستورى الصادر فى نوفمبر 2012، وضمت فى تشكيلها وتكوينها قوى حزبية وسياسية ومدنية وشعبية واسعة من كافة التوجهات الليبرالية واليسارية، علاوة على شخصيات عامة تتخذ من التوجهات ذاتها مرجعية لها، وكان هدفها الرئيسى هو مواجهة غطرسة الإخوان، والسعى نحو تحقيق أهداف ومتطلبات الشعب المصرى، ودعم الحشد الثورى فى ميادين مصر ودعمت الاعتصام السلمى، الذى شاركت فيه جماهير الشعب وشباب الثورة ودعم القضاة ورجال القانون فى موقفهم الحاسم بالدفاع عن السلطة القضائية، التى ألغاها الإعلان الدستورى غير الشرعى.