«أحلامه أنقذته من الموت».. استشهاد والدة «أمجد» يدفعه لتحقيق أحلامه
![أمجد يونس](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/6416243511719258521.jpg)
أمجد يونس
الأحلام لا تُهدم بالصواريخ، ولا تؤثر فيها قذائف الدبابات والرصاص، الذي أصبح أمرا معتادا عليه في غزة، أمجد يونس، صاحب الـ23 عاما، أحد مواطني غزة البواسل، الذي لم تقهره ويلات الحرب رغم تمسكه بالبقاء في أرضه، لكن حلمه وشغفه نحو عمله أنقذ حياته بعد مغادرته وطنه.
«أنا بحب التصميم والرسم» أحلام وردية كانت تلاحق «أمجد» في خياله، يعمل على تحقيقها خطوة خطوة، يلتحق بجامعة فلسطين ليحصل على دبلوم المالتيميديا، ويجد نفسه يعمل من أول فصل دراسي في الجامعة، يحصد الأموال من هوايته التي أصبحت مهنته، يعمل مع شركات في وطنه وخارج حدود وطنه، «مش مصدق نفسي إني بشتغل مع شركات كبيرة».
تحقيق الأحلام ليس سهلا، سنوات من العمل والمعافرة، إلى أن بدأت الحرب، وبدأت معها أحلام «أمجد» تغيب عن عقله، لا يشغل باله سوى كيف يحضر الطعام والشراب لوالدته المريضة بالسرطان، ومع انقطاع الخدمات داخل القطاع، يفقد التواصل مع عملائه في فلسطين وخارجها «مجهود 4 سنين راح في كام شهر».
يحاول «أمجد» أن يعمل على حلمه وتصميماته الخاصة، يذهب لأماكن تتوفر لديها طاقة شمسية، لكي يستطيع مواصلة عمله، إلا أن والدته لاحظت المعاناة التي يمر بها، وطلبت منه الرحيل إلى مصر، وبعد محاولات عديدة لإقناعه يوافق من أجل حلمه، «مكنتش عايز أسيبها بس كان لازم أشتغل على مشروعي».
إعداد برامج في التصميم تحمل اسمه ويتوفر لديها تقنيات عديدة، يستطيع أن ينافس بها في الأسواق العالمية، كان حلم «أمجد» الذي يعمل عليه ويحتاج لوقت ومجهود كبير، وبعد أن استقرت حالته النفسية يرى مشهدا يهدم أحلامه «بفتح النت لقيت بيتنا اتقصف بـ4 صواريخ وأمي استشهدت».
لحظات صعبة تمر عليه وهو بعيد عن أهله، ولولا وقوف بعض المصريين معه لكن الوضع أصبح أكثر صعوبة «مصريين كتير ساعدوني عشان أخرج من اكتئابي»، وجد فيهم أهله الذي ابتعد عنهم بسبب وصية والدته له «كانت بتقولي لازم تبقى حاجة كبيرة عشان خاطري».
أيام طويلة من الاكتئاب والحزن يملأ قلبه، ورغم قلة الأموال التي يحتاجها، لكن الدعم المعنوي من المصريين جعله يقاوم من أجل حلمه، لكي يحقق أمنيتها في الدنيا قبل وفاتها «كان نفسها تشوفني وأنا ناجح وهعمل كده».