بين "المذبوح" و"المسعور".. الكلب "جاني" و"مجني عليه"
جمعته بالإنسان صداقة متينة منذ قديم الأزل، وارتبط كلاهما بالآخر، لما عرف عنه من وفاء وحب للإنسان، لكن أحدًا لم يتوقع يومًا، أن تتوتر العلاقة بينهما، وتصل إلى أن يتسبب كل منهما للآخر بالرعب، حيث شهد 2015، جدلًا واسعًا في الشارع المصري، كان عنوانه الرئيسي "قضايا الكلاب"، وبين الجاني والمجني عليه، تباينت أدوار ومواقع الكلاب في القضايا.
وترصد "الوطن" أشهر قضايا "الكلاب" التي أثارت جدلًا واسعًا في الشارع المصري.
* الكلاب ضحايا:
شهدت مدينة الإسكندرية، مذبحة مروعة يوم 10 مايو 2015، لـ6 كلاب رضيعة، بشارع رشدي في كليوباترا، بجوار فندق الحرم بالإسكندرية، بعد أن قتل أحد الأشخاص الكلاب الرضيعة، مستخدمًا "خشبة مملؤة بمسامير"، أمام والدتهم.
يوم 6 مايو 2015 عثر على 3 كلاب مذبوحين في فناء مدرسة السيدة خديجة الإعدادية بالسويس، حيث دخل الطلاب إلى المدرسة لأداء امتحانات الفصل الدراسي الثاني في الصباح، وما إن خرجوا من اللجنة حتى فوجئوا بالكلاب أمامهم مذبوحة وغارقة في دمائها.
أما الواقعة الأشهر، كانت تعذيب وقتل "ماكس" كلب شارع الأهرام بشبرا الخيمة، والتي نالت النصيب الأكبر من الجدل والصدى الإعلامي، حيث تجرد 3 شباب من إنسانيتهم، وتعدوا على الكلب بالسنج والسكاكين، بعد ربطه في أحد أعمدة الإنارة، أمام أعين المارة، وسقط الكلب بعدها أرضًا، ففصل أحد المتهمين رأسه عن جسده بالسكين.
* ضحايا الكلاب:
- تعرض الطفل محمد مصطفى (6 أعوام)، لهجوم من كلب شرس منذ 12 يوماً، ما أصابه بجروح غائرة في وجهه، ولأن الكلب مملوك لأحد أصحاب النفوذ والسطوة في المنطقة التي يسكنها الطفل، اضطرت والدته للتنازل عن حق ابنها، بخاصة بعد أن قال لها صاحبه "مش هيفيد بحاجة، ابنكم مش أغلى من كلبي، ده بـ100 ألف جنيه"، كما أدى تأخر علاج الطفل لمدة 12 يومًا، لإصابته بـ"السعار"، وأكد الطبيب لأهله أنه قد يموت خلال أيام.
لم تكن واقعة "كلب الباشا" الأولى من نوعها، حيث أصبح البعض يستخدم الكلاب كأداة لـ"الترهيب" و"التعذيب" ضد الإنسان، بعد أن كانت الصديق الوفي له، ففي 28 مايو 2015 أمرت نيابة الزاوية الحمراء برئاسة المستشار تامر الدمرداش، بحبس 3 أشقاء 4 أيام على ذمة التحقيق، لاتهامهم بقتل عامل بسبب خلافات الجيرة وإطلاق كلب عليهم، ما أسفر عن عض اثنين منهم، ما دفعهم إلى التعدي عليه بالأسلحة البيضاء حتى الموت.
وفي يوم 17 مايو 2015، عمت مدينة جرجا بمحافظة سوهاج، حالة من الرعب والفزع، عقب هجوم كلب مسعور على المواطنين في الشارع بطريقة عشوائية، ما أسفر عن إصابة 20 شخصا في أماكن مختلفة بالجسم، بينهم 15 حالة دخلوا مستشفى جرجا العام، وتم منحهم المصل الخاص بعقر الكلب.
وفي 15 مايو 2015، عقر كلب مسعور "طفل" وهاجم آخرين في شوارع قرية الشقر، التابعة لمركز الفشن جنوب بني سويف، كما هاجم أهالي القرية الذين طاردوه وأجبروه على مغادرة القرية، ونقل الطفل المصاب إلى المستشفى لتلقي مصل مرض الكلب، وحجزه تحت الملاحظة، للتأكد من عدم حدوث مضاعفات.
وشهدت محافظة الشرقية، يوم 6 مايو 2015، واقعة أخرى، بعد عقر كلب ضال لـ9 من سكان قريتي "الهجارسة" و"ابن العاص"، ما تسبب في إصابات متفرقة بأجساد أهالي القريتين، ونقلوا إلى مستشفى كفرصقر المركزي.
كما أمرت الدكتورة ناهد محمد أحمد، وكيل وزارة الصحة بالأقصر، بتشكيل لجنة تحت إشراف الدكتورة سوزيت ميلاد، مدير الطب البيطري بالمحافظة، للبحث عن كلب مسعور عقر 7 أشخاص، يوم 22 أبريل 2015.
بينما سادت حالة من الرعب والفزع، مدينة السنبلاوين بالدقهلية، يوم 22 مارس 2015، بعد أن عقر كلب ضال 11 شخصا بمنطقة عزبة صقر ومنشية السادات والشيخ عمر، ونقلوا إلى المستشفى العام، وتم صرف المصل المضاد لهم.