باحثون: الازدواجية والفتاوى الشاذة سبب سقوط «السلفى»
باحثون: الازدواجية والفتاوى الشاذة سبب سقوط «السلفى»
حملة لا للحزاب الدينية
كشف تراجع حزب النور فى المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية عن مفاجأة من العيار الثقيل، حيث لم يستطع الحزب أن يحقق النتائج المتوقعة حتى فى معقله الرئيسى بالإسكندرية وغرب الدلتا، على مستوى القوائم، علاوة على فشل مرشحيه فى الفردى بالصعيد والمحافظات، باستثناء مرسى مطروح، التى استطاع أن يحصد فيها بعض المقاعد، وبقاء معظم مرشحيه للإعادة.
وأكد باحثون فى شئون الحركات الإسلامية، أن هزيمة الحزب السلفى متوقعة بسبب ازدواجية خطاب قياداته، الذين يعلنون أمام وسائل الإعلام خطاباً سياسياً مختلفاً عما يلقنونه لقواعدهم، ما أدى إلى غضب العديد من تلك القواعد وامتناعهم عن مشاركة الحزب فى العملية السياسية.
وقال أحمد بان، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية: «توقعت خسارة النور وأنه لن يحصل على أكثر من 7% من مقاعد البرلمان، لأنه يدفع ثمن مواقفه فى 30 يونيو، ووقوفه بجانب الدولة، وتغيره فى كثير من مبادئه التى أفقدته قواعده والتى تمثلها جموع التيار السلفى العام»، موضحاً أن تلك الجموع أعطت ظهرها للعمل السياسى، وكان معظمها مشاركاً فى اعتصامى رابعة والنهضة، وأن الحزب فشل فى جذب قواعد جديدة لصفوفه.
«بان»: يدفع ثمن مواقفه فى «30 يونيو» و«عيد»: عليه أن يعيد البناء إذا أراد الاستمرار
وأكد «بان» أن «النور» كان فى مأزق كبير فى الجولة الأولى من الانتخابات، وأن نتائجها الأولية ستؤثر عليه فى الجولة الثانية، مشيراً إلى أن هذه أزمة الكيانات التى يلتبس نشاطها بين الدعوى والسياسى، دون فصل بين المبادئ والرؤى السياسية، وأوضح أن الحزب عليه أن يتخلى عن الدعوة السلفية، والفتاوى الشاذة لقياداته والتى أضرت بوجوده، فى الشارع.
وقال سامح عيد، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن خطاب حزب النور المزدوج، سبب رئيسى، فى خسارته للمرحلة الأولى من الانتخابات، خصوصاً فى دوائر الصعيد والإسكندرية، وحتى فى قائمة غرب الدلتا التى كان من المتوقع أن يستحوذ عليها، بالإضافة إلى أن فرص مرشحيه فى الفردى كانت مخزية، وأكدت أن الحزب لم يعد يملك شعبية فى الشارع ولا يعبر عن التيار السلفى ككل ولكنه يعبر عن أقل من 10% منهم.
وأشار «عيد» إلى أن الحزب عليه أن يعيد النظر فى بنائه، وأن يحسم أمره: هل سيستمر فى العمل السياسى بنفس الطريقة المزدوجة، أم أنه سيراجع موقفه، وعليه أن يتعاطى مع الموقف السياسى بواقعية، مشيراً إلى أن فتاوى برهامى وعبدالمنعم الشحات وبعض القيادات التى بدأت بمغازلة قواعدهم قد جاءت بنتائج عكسية، وأدت إلى نفور التيار المدنى منهم، وتراجع ترتيب الحزب بين الأحزاب المنافسة إلى المرتبة الرابعة.
وقال محمد عطية، منسق الحملة الشعبية «لا للأحزاب الدينية»، إن أهداف الحملة تحققت بهزيمة النور الساحقة، خاصة فى الإسكندرية، مشيراً إلى أن الحملة استطاعت أن تحذر المواطنين من خطر الأحزاب الدينية، وأكد لـ«الوطن» أن مؤشرات النتائج للقوائم والفردى تدل على أن الناخبين وعوا الدرس وأسقطوا النور وتيار الإسلام السياسى كله.