محمود جمال: الرجوع للمسرح شىء عظيم والخوف أن يكون «موضة شباب»
محمود جمال: الرجوع للمسرح شىء عظيم والخوف أن يكون «موضة شباب»
مشهد من مسرحية «1980 وأنت طالع»
تجلس أمام الستائر الحمراء منتظراً بدء العرض الذى لا تعلم عنه شيئاً سوى اسمه، تنبعث ألحان وكلمات أغانى الثمانينات من مكبرات الصوت، لتملأ الدقائق المتبقية قبل بدء العرض، وتأخذك لذكريات وأحلام ومواقف عشتها مرتبطة بتلك الأغنية القديمة، وتؤهلك لما ستشاهده من عرض مسرحى يلخص مشوار وأحلام وطموحات وصراعات وثورة جيل كامل، جيل الثمانينات، ربما قليل من مواليد 1980 «وانت طالع» هم من لم يتابعوا مسرحية محمود جمال التى لخصت حياتهم ومعاناتهم، يرى أن الشباب بدأ يحصل على حقه فى الظهور بعيداً عن النجوم المكررين فى كل الأعمال، وله رأى خاص فى أفلام السبكى يرويه فى الحوار التالى:
تحويل «1980 وأنت طالع» إلى رواية بعد نجاحها كمسرحية
■ لماذا غيرت بعض اسكتشات «1980 وانت طالع» فى العروض الأخيرة؟
- الاسكتشات السياسية، لأن السياسة طول الوقت بتتغير، فيه مشهد «التصوير» كان عبارة عن ملخص للثورة، مشهد المجمع العلمى، وعن الإخوان كل ده اتغير دلوقتى بتحديث للمسرحية لعام 2015.
■ لماذا كل أعضاء المسرحية من كلية واحدة مع اختلاف الأجيال؟
- الفريق اسمه «استديو البروفا» وده لأننا كنا بنعمل البروفات فى استديو مخرج المسرحية محمد جبر، وكلنا أصدقاء من فريق تمثيل كلية تجارة جامعة عين شمس، لكن دفعات مختلفة.
■ هل أهداف المسرحية كانت ذكريات ثم تحولت للسياسة؟
- بشكل أساسى استهدفنا الشباب ورغم كده بيجيلنا ناس كبيرة فى السن وفيه منهم اللى قالنا إنه فهم حاجات عننا وهيغير وجهة نظره فى الجيل، أما عن السياسة فيكفينى أن مرة واحد قالى «أنا كنت فلول وبعد المسرحية بطلت».
■ ما تصنيفك للمسرحية؟
- المسرحية فى المقام الأول هى نقل تجربة جيل كامل بشكل درامى، بنتكلم عن جيل الثمانينات، فيه بعض المشاهدين بيصنفوها سياسية لكنى مش بشوفها كده.
■ هل مُنعت المسرحية بسبب سياسى؟
- لأ الحمد لله، مفيش مشاكل مع الدولة ولا الرقابة.
■ لماذا تُعرض على مسرح خاص؟
- المسرح الخاص أفضل لأسباب معينة وهى أن المسرحية مش هتكون ملك الدولة وهنقدر نعرضها فى أى وقت، ورغم إنه عُرض علينا عقد مع مسرح الدولة إلا أننا فضلنا العرض على مسرح خاص حتى لا يموت العرض؛ لأنه أكيد هيتوقف بعد موسم أو اتنين لعرض مسرحيات أخرى تابعة للدولة.
■ هل دعمتك الدولة؟
- الدولة لا تملك أن تدعمنى ومش لازم آجى عليها، المفروض أكون واقعى لأن اللى عنده حلم مش هيستنى الدولة تحققه له.
■ لماذا اشتهرت المسرحية هذا العام رغم أن العرض بدأ منذ 4 سنوات؟
- أولاً لأننا طول الوقت بننتقد كل المراحل اللى بنمر بيها، فالشباب بييجوا علشان أفكارنا متقاربة، ثانياً الناس عرفتنا أكتر بعد ما الكاتبة الساخرة «رحاب هانى» دعت متابعيها لمشاهدة المسرحية بالتزامن مع استضافة المذيع خيرى رمضان لينا، وتخصيص مساحة لعرض ما نشاء، فكان نافذة محترمة.
■ ما أهم الجوائز التى حصلت عليها المسرحية؟
- جائزة من المغرب، وأفضل عرض بمهرجان المسرح فى السودان، وأفضل عرض وأفضل مؤلف فى مهرجان القومى للمسرح، وأفضل عرض ومؤلف فى مهرجان «ملتقى المسرح» التابع لجريدة «مسرحنا» الصادرة عن جريدة الأهرام.
■ ما أبرز أعمالك؟
- مسرحية «هنكتب دستور جديد»، ومسرحية «الغريب»، و«إبليس»، و«البروفا»، و«ساحر الحياة»، و«اليوم الأخير» وتم تحويلها إلى رواية.
■ هل المسرحية حققت ما تتمنونه؟
- لسه كتير أوى عشان تحقق اللى نتمناه.
■ متى سيبدأ الموسم الجديد؟
- الموسم خلص فى القاهرة لكن هنعرض أسبوعين فى الإسكندرية، وبعد شهر هنرجع بتحديث جديد.
■ ما أعمالك الحالية؟
- شغال على كتاب «1980 وانت طالع»، وكتابة مسلسل هيعرض بعد رمضان الجاى.
■ هل تتابع أفلام السينما الحالية؟
- سمعت عن مصطلح «سينما السبكى» وهو وهمى تماماً، لأن السينما طول عمرها فيها الردىء والكويس، فيه فن حقيقى وفيه أفلام مقاولات لكن مش عايز ألصق السينما باسم أو شخص، إحنا اللى حياتنا اتغيرت وتأثرت السينما بأيديولوجية العصر، وبعد فترة مش طويلة هتندثر الأفلام الهابطة وهتفضل الأعمال القوية فقط.
■ وما رأيك فى المسرحيات الحالية ورجوع المسرح على شاشات التليفزيون مثل مسرح وتياترو مصر؟
- رجوع المسرح شىء عظيم، لكن الخوف إنه يكون موضة الشباب ينجرف وراها لفترة محدودة رغم إنه موجود من سنوات عديدة، وبعد الثورة حصل انتعاشة للمسرح بعد غياب المسرح العام والخاص لأكثر من 15 سنة، وفى اعتقادى أن المسرح المقدم فى التليفزيون هو بديل باسم يوسف.
■ ماذا تعنى بأنه بديل باسم يوسف؟
- قال لى صديق مرة إن باسم يوسف كان عامل حالة بهجة عند الشعب المصرى، خليط بين السخرية والفلسفة والسياسة والنقد والكوميديا، وصناع المسرحيات الحالية فكروا بنفس الطريقة، فأصبح باسم يوسف منقسماً لأبلة فاهيتا ومحمد صبحى ومسرح مصر.