في 2016.. "الخاطبة" جروب على "فيس بوك".. وشباب: "قلة المعارف خلتنا نجرب"
![صورة أرشيفية](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/19598802131440338876.jpg)
صورة أرشيفية
"ارتفاع الأسعار" و"ضيق ذات اليد" و"الظروف الاقتصادية"، ساهموا في ارتفاع نسبة العنوسة في المجتمع المصري، ونظرا لاختلاف ظروف الشباب، واضطرار بعضهم للسفر خارج مصر للعمل، أو البحث عن عمل آخر كي يتمكن من الزواج، لم يعد هناك وقت للبحث عن شريك العمر.
"الإنترنت"، كان فكرة عبقرية،، لجأ إليها بعض الشباب للبحث عن نصفهم الآخر، وهي فكرة استحدثتها صفحات متخصصة على "فيس بوك"، وانتشرت مؤخرا بشكل كبير، لمساعدة الشباب في الحصول على فرصة مناسبة للزواج، لتحل هذه الجروبات والصفحات محل "الخاطبة" قديما.
"الوطن" حاورت أحد المسؤولين عن الصفحات والجروبات المتخصصة في البحث عن شريك العمر، وبعض من خاضوا التجارب، الذين تحدثوا عن الضمانات اللازمة والأصول المتبعة في رحلة البحث عن شريك العمر إلكترونيا.
تقول "فاطمة مختار"، إنها استوحت فكرة إنشاء جروب خاص للبحث عن شريك العمر، من "بوست" نشره أحد الشباب في جروب على "فيس بوك"، يطلب فيه عروسة، فطلبت منه إحدى العضوات إنشاء جروب لهذا الهدف، فسارعت هي بإنشائه تحت اسم "النص التاني".
"النص التاني مش زي أي جروب موجود على فيس بوك، وفيه قواعد معينة لدخوله، وممنوع دخول أي عضو أو عائلة مش ساكنة في التجمع الخامس". قالت فاطمة، مضيفة أن أي عضو يطالب بدخول شخص غريب للجروب، يكون دخوله على مسؤوليته الخاصة.
تؤكد فاطمة أن الجروب له قواعد لا يمكن مخالفتها، ومنها أن الزواج يكون عن طريق الأهل فقط، كما يمنع منعا باتا تداول الصور بين المتقدمين، إضافة إلى منع التواصل المباشر بين طالبي الزواج، كما يشترط أن يقدم راغب الزواج بياناته كاملة، مضيفة أنه في حال معرفة بيانات العروس والموافقة على تداول أرقام أولياء الأمور لتنظيم مقابلة في وجود "محرم".
قواعد حازمة، وضعتها "فاطمة" لضمان نزاهة الجروب وعدم استغلاله بشكل سيء من قبل راغبي المتعة والتسلية، تقول عنها إنها ثبتت قائمة كبيرة أعلى الجروب، تضم البنود التي يجب على الأعضاء الالتزام بها، ومنها ألا يلتزموا بدعم زواج الرجل على زوجته للمرة الثانية، وأن يكون المتقدم قادر ماديا على تحمل تكاليف الزواج، ويكون قادرا على الإنفاق على أسرة، إضافة إلى زيادة عمر الشاب عن 24 عاما، وعمر الفتاة عن 21 عاما، أي بعد انتهاء فترة الدراسة للجنسين والتجنيد للرجال.
"الحفاظ على الفتيات" أكثر ما يشغل بال مؤسسة الجروب، لذا وضعت الضمانات اللازمة لحمايتهن، بدءًا من حُسن اختيار الأعضاء الموجودين في الصفحة، ومرورا بالالتزام بالسرية التامة للبيانات الشخصية وأرقام الهواتف، حيث لا يُسمح إلا بتداول المعلومات العامة، التي لا تكشف عن هويتهم، مضيفة أن الاحتياطات لا تمنع غير الجادين عن اختراق الجروب، الذين يتم طردهم فور اكتشافهم.
وعن مدى جدية وفاعلية الجروب، أكدت فاطمة أن الجروب نجح في التوفيق بين الكثير من الأعضاء، تقول عن النسب: "124 حالة خطوبة، وحوالي 53 كتب كتاب، و17 حالة زواج، وكتير قروا الفاتحة، كمان لسه فيه 2 من بناتي واضعين مواليد الشهر ده، وبكده يبقوا 6 مواليد"، مؤكدة أنها تعتبر كل من وفقت بينهم في الجروب أبنائها وبناتها.
الجروب مخصص فقط لأهالي التجمع الخامس، وبدأنا التوسع الآن في المحافظات، تقول فاطمة: "لما بدأنا كنا كلنا من التجمع، الأدمنز والأعضاء، لكن دلوقتي اتوسعنا، وضمينا القاهرة الجديدة ومدينة نصر ومصر الجديدة، وحاليا بنعمل جروب جديد على مستوى المحافظات، واسمه (زواج صالونات)".
"الغربة".. كانت عاملا أساسيا وراء لجوء "حسام عطية" مهندس ميكانيكا باور، لطلب الزواج عبر جروب "النص التاني" على "فيس بوك"، يقول إنه يسافر بشكل مستمر بسبب عمله، وعلاقاته محدودة للغاية، كما أنه لم يجد بين فتيات أسرته من تناسبه، مؤكدا أن عرض الفتيات أنفسهن للزواج من خلال صفحات الإنترنت، لا يقلل من احترامهن، وإنما يؤكد قلة علاقاتهن.
"رغم انفتاح المجتمع المصري، إلا أن ظروف الحياة وضغوطها، لم تعط الشباب فرصة للتعارف والاحتكاك بالآخرين، فوجدوا أنفسهم في وسط محدود للغاية، إضافة إلى عدم وجود فتيات بالمواصفات التي يفكر فيها الشاب في محيط الأسر". قال عطية، موضحا أنه سمع عن نجاح تجارب عدة في الزواج عبر الإنترنت، فقرر خوض التجربة بنفسه.
رغم خوض "عطية" التجربة، لكنه يرى أن نسبة نجاحها تصل إلى 30% فقط بسبب حداثتها، مؤكدا أنها ستصبح فيما بعد أمرا عاديا ومنتشرا، ناصحا الفتيات بعدم تضييع الوقت والتأكيد على الاتصال بوالدها فور الاتفاق بينها وبين الطرف الآخر، منعًا للوقوع في بئر التسلية.
دائرة المعارف الصغيرة أجبرت "شيماء صلاح"، على التقديم لأختيها للزواج عبر الإنترنت، بعد تقدمهن في العمر، وبقائهن دون زواج رغم جمالهن، وذلك نظرًا لقلة معارفهن، وانحصار علاقتهن بالفتيات من صديقاتهن، مؤكدة أنها وأختيها يتمتعن بقدر عال من الجمال، ويشهد لهن الجميع بحسن الأخلاق، لكن قلة المعارف حالت دون ارتباط أي منهن.
تقول "شيماء"، إن نجاح تجارب بعض معارفها، وإعجاب أخيها بإحدى الفتيات عبر الإنترنت، شجعها على التقديم للزواج عبر الإنترنت، مُشيرة إلى أن هناك نماذج عدة لفتيات انجذبن لأزواجهن من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، مثل "فيس بوك" و"إنستجرام"، مؤكدة أنها لن تتردد في الارتباط من خلال الإنترنت فور العثور على الشخص المناسب.
وعن مدى توقعها لنجاح تجارب زواج الإنترنت، تقول "شيماء": "مفيش حاجة مضمونة، بس هو يشبه زواج الصالونات في حصول الطرفين على صور، ثم لقائهما بالأهل، ونسبة نجاحه قد تصل إلى 50%"، مُشيرة إلى أن تقدم عمر الفتيات وقلة معارفهن، دفعهن إلى التجربة، وهو الأمر الذي فتح الباب على مصراعيه أمام "السوشيال" لإعادة "الخاطبة"، لكن بشكل جديد.