الإعلام يُعانى.
البحث عن أدوات لاستعادته ليست مهمة سهلة، لكنها ليست مستحيلة.
الصحافة الورقية تتراجع، والمشاهدات التليفزيونية تقل.
الورقى يتآكل لصالح الإلكترونى والسوشيال ميديا، وغرف الأخبار لم تعد مهيأة للاستمرار.
الكل يعرف ولا أحد يوّد أن يصدق.
منتدى إعلام مصر كان الخطوة الأولى، أو على الأقل البادرة الأولى للتفكير فى خطوة إعادة الإعلام.
من هنا بدأت الحكاية، قبل عام أو يزيد بأيام، حصلت على ترشيح من النادى الإعلامى للمعهد الدنماركى، للمشاركة فى منتدى «إكسبو برلين» للصحافة والإعلام بألمانيا، كانت تعقده واحدة من مؤسسات المجتمع المدنى الشهيرة «وان إيفرا»، أبهرنى المنتدى بجلساته ومتحدثيه من خبراء الإعلام من جميع دول العالم، وأثناء الجلسات كان يتردّد فى ذهنى سؤال واحد: متى سيكون فى مصر منتدى مثل هذا؟، متى تتوافر لنا الإمكانات المادية والبشرية لنستطيع أن نطلق مثله؟
أيام قليلة، وفجاءتنى الزميلة نهى النحاس مدير النادى الإعلامى للمعهد الدنماركى، بفكرة «منتدى إعلام مصر»، وأنها ترشّحنا فى جريدة «الوطن» لنكون شركاء استراتيجيين وإعلاميين للمنتدى، وبترحيب شديد، أقبلنا على الشراكة بحماسة وفاعلية.
عام من العمل الشاق على «الحلم» المنتدى، كما تلقبه «النحلة» نهى النحاس، سفر هنا وهناك واجتماعات ولقاءات لتحضير متحدثين وجلسات عمل وورش ومحاضرات تميّزت بالتنوّع والاختلاف والمهنية، فلأول مرة فى مصر منذ وقت طويل مؤتمر إعلامى يجمع متحدثين بهذا الكم من مؤسسات صحفية عربية وأجنبية كبرى مثل «BBC» و«فرانس 24» و«نيويورك تايمز» و«إنفو تايمز» و«الغد» الأردنية وغيرها.
حتى جاء اليوم الأول لانطلاق المنتدى وكلل التعب والمجهود الشاق بفرحة بطعم النجاح، وشاهدنا الطوابير الطويلة التى امتدت من مكتب التسجيل إلى نهاية ممر بهو فندق الماريوت العريق، المئات من الصحفيين الشباب والفتيات حرصوا على الحضور للاستفادة، فضلاً عن طلبة كليات الإعلام، فى العاصمة والأقاليم، طاقة إيجابية تغمرك فى أى قاعة تجلس فيها فى الجلسات أو ورش العمل، الجميع يسعى لمعرفة تطورات صناعة الإعلام فى العالم، وأحدث طرق إنتاج المحتوى وعرضه فى وسائل الإعلام.
التداعيات الكبيرة التى تحيط بمهنة الصحافة والإعلام باتت تتطلب أكثر من أى وقت مضى العمل على إيجاد منظومة إعلامية تدريبية منفتحة بفكر مبدع، دون النظر إذا كانت هذه بأيدٍ حكومية أم فكرة مجتمع مدنى، المهم هو تعظيم الاستفادة لدى جميع فئات الصحفيين والإعلاميين من جميع المؤسسات الصحفية المختلفة.
أحلم أن يكون منتدى مصر للإعلام الأول ليس الأخير، وأتمنى أن يتطور فى السنوات القادمة، يصبح ملتقى دولياً يضاهى منتديات إعلامية كبرى ذاع صيتها فى كل ساحات الإعلام الدولية.