قلنا ونؤكد : مصر تكاد تكون - أو ربما تكون بالفعل - البلد الوحيد الذي يتدخل في الازمات والمشكلات للدول العربية الشقيقة لمصلحة ابنائها وبرغبة منهم ومن غيرهم من الأشقاء والاصدقاء لمكانتها ولتاريخها ولحجمها دون - ونكرر دون أي هدف او مأرب او مطمع او مغنم وربما كان العكس حيث تتحمل راضية مرضية فوق طاقتها ! فلا تطمع في ارض اضافية او في حقل بترول او غاز قريب من حدودها ولا حتي في السيطرة او الهيمنة علي فصائل هنا او جماعات هناك ! لا شئ من ذلك كله !!
ولذلك. لا يمكن أعتبار التدخل المصري في الوساطة الاخيرة التي انتهت بالهدنة بين العدو الإسرائيلي وبين الاشقاء الفلسطينيين الا سعياً منها لإنقاذ الأشقاء ووقف نزيف الدم المتدفق في كل مكان في غزة ..إلي انقاذ الجرحي والمصابين والمرضي والجوعي والمشردين بلا مأوي المرتعشين تحت السماء بلا أغطية في برد يتصاعد كل يوم !
لم تكن الحسبة المصرية كما يعتقد العالم بطريقة : كم واحد من هنا وكم واحد من هناك..فنقطة دم واحدة من طفلة بريئة تساوي الاف الأسري.. لكنه الشعب المحاصر إلا من دانات المدافع وانفجارات القنابل ومنصات الصواريخ .. يريد الرئيس السيسي لهذا الشعب الحياة وسبق وان قدم له قبل عامين مبادرة " إعادة أعمار غزة " ويريد له الحياة وقوافل الدعم والإغاثةلا تتوقف تقف علي ابواب رفح تنتظر الإتفاق علي دخولها فكانت اضعاف ما قدمته ثلاثين دولة مجتمعة !!
ما أرادت مصر إلا وقف العدوان ليلتقط الأشقاء أنفاسهم وينامون أيام بلا طلعات جوية لا ولم تتوقف يحصل طياروها علي استراحات ويقوم غيرهم بدورهم دون توقف طوال الليل والنهار وهو تعذيب لأهلنا في ذاته!!
اليوم يدخل الطعام والدواء والماء والغاز والبنزين ..ويسبقهم القدرة علي وداع الاحباب وزيارتهم في مستشفيات غزة ورفع الركام عن الشهداء وانقاذ الاحياء وتكريم الشهداء!
أمام العالم حظيت مصر باحترام كبير.. ربما بلغ ذروته عصر الجمعة واثنين من اكبر رؤساء حكومات اوروبا في مصر .بالقاهرة وعند معبر رفح ..يتحدثان للعالم وبلا مبالغة إن قلنا علي أرضية مصرية
بلغت حد إعلان الإعتراف الوشيك بالدولة الفلسطينية !!.. مصر جأمام ضميرها أرتاحت وأراحت..وأمام شعبها شرفته وعملت بتفويضه لها في التعامل مع العدوان ..وأمام الله ستنول الرضا فهو علي كل شئ شهيد.