تعد إذاعة صوت العرب من أهم وأقوى الإذاعات على المستوى العربي.
تحتفل الإذاعة بمرور 71 عاما على تأسيسها عام 1953.
تحمس الرئيس جمال عبد الناصر لفكرة إنشاء الإذاعة التي صارت تشعل حماس الثوار على كل الأراضي العربية فتحررت بلدان الوطن العربي.
اتخذ ناصر قرار تأسيس الإذاعة فسارع المكلفين بالتأسيس بإنجازها في فترة قصيرة للغاية لتصبح أيقونة الإذاعات ومشعلة الثورات.
كانت تصل إلى كل مكان عربي من الخليج إلى المحيط، تخترق الحواجز في الجبال والوديان والصحارى والغابات.
واكب تأسيسها انتشار جهاز الترانزستور الذي يشبه في تأثيره جهاز التليفون المحمول حاليا حيث كان يحمله الناس في جيوبهم ويسمعون كل الأخبار خاصة بعدما تولى مسئولية الإذاعة أحمد سعيد.
استطاع سعيد أن ينقل الإذاعة إلى مستوى يضاهي الإذاعات العالمية في التأثير على المستوى العربي والإقليمي وأن يستمر إرسالها على مدار اليوم – 24 ساعة – وسخر ثقافته وبراعته الإعلامية لإنجاح الإذاعة التي استثمرت أفضل استثمار، الراديو الترانزستور وكان العرب في كل مكان خاصة في الصحارى والمناطق البدوية يشترون الترنزستور قائلين : أبغي شراء صندوق أحمد سعيد.
تنوعت برامج إذاعة صوت العرب لكنها توجهت جميعها إلى إثارة الحماس العربي حيث كان 100 مليون عربي في ذلك الوقت على قلب رجل واحد، وقت انتشار المد العروبي والمد القومي والمد الثوري.
كان تأثير صوت العرب عابرا للجغرافيا والمساحات والحدود وكانت خير داعم للثورة الجزائرية في بلاد تغلب عليها الطبيعة الجبلية، وقد أرقت صوت العرب قوى الاستعمار الفرنسي فحاولت فرنسا مقاومتها من خلال توزيع أجهزة راديو مجانا لا تلتقط إذاعة صوت العرب.
ودعمت الإذاعة عودة الملك محمد الخامس لبلاده بعدما نفته فرنسا إلى خارجها وحشد أحمد سعيد الرأي العام العربي حتى عاد الملك.
كما ساندت الإذاعة الوحدة العربية الأولى في الزمن المعاصر وحدة مصر وسوريا وواجهت حلف بغداد حتى سقط.
كانت إذاعة صوت العرب سابقة عصرها ليس من حيث الإمكانيات الفنية ولكم بسبب إمكانيات كوادرها الإعلامية والعقلية وعلى رأسهم أحمد سعيد ذلك الشاب الذي صار أسطورة الإعلام المصري.
دام صوت العرب ودامت إذاعتهم وكل ما يذكرنا بأمجاد ووحدة.