البطولة أساسية وقانون درامى حتمى.. ابحث عن البطل.. هناك جدران أربعة للبطولة كجدار البيت.. «الشخصية البطل»، «المكان البطل»، «الزمان البطل»، «الحدث البطل»، إذا ظهرت البطولة فى الشخصية فابحث عن جذوته كبطل.. ابحث عن معدنه.. ذهب أم فضة أم فالصو.. إذا كان البطل من ذهب.. بطل حقيقى فهى قدرات البطل.. هدفه نبيل.. يأتى البحث عن نوع هذا البطل.. هل هو بطل شعبى؟ ظهور هذا البطل بصفاته واختلافه واستطاعته أن يجعلك تتوحد معه وتذهب خلفه وتساعده، فقد حصلت على جدار قوى فى البناء له، أتى البحث عن الجدار الثانى هو المكان.. الكثير من الأماكن على الأرض لا تصلح أن تكون بطلة تراجيدية.. من هذه الأماكن: «الكعبة المشرفة»، «المدينة المنورة»، «القدس»، «مصر»، «الشام»، «اليمن»، «غزة بفلسطين»، غزة بطلة درامية تراجيدية.. غزة تحمل تجليات البطولة الحقيقية..
خلق من المكان البطل.. الوقت البطل.. والحدث البطل.. والشخص التراجيدى البطل.. وهو الطفل الفلسطينى. هذا هو المستخلص مما حدث.. ظهور بطل شعبى تراجيدى من عمق حدث مأساوى. البطل هنا هو الطفل الفلسطينى شاهد عيان يعى سقوط القواعد الوهمية الأممية.. حفظ حروف الدرس.. شاهد على وهم النظام العالمى والأممى.. يرى بعينه أصوات السقوط.. ليس هدم البيوت وحده ما يؤلمه.. لكن هدم وسقوط الأقنعة التى تختفى خلف وجوه حمراء ووجوه بيضاء ووجوه ترسم ملامح التحضر الكاذب. الطفل الفلسطينى هو بطل الدنيا هو البطل الشعبى المعنى الذى يملك إنقاذ الإنسانية.. هو الآن صاحب فضل وصاحب قلب وصاحب تجلٍّ، هو الحب والنور وهو القادم لا محالة.
لا يستطيع أحد أن يوقف تقدمه.. هو المستقبل وهو محل نظرة الأولياء، وهو الجدار القوى الذى يبنى على عاتقه الفيلم القادم. وبطل الفيلم القادم تاريخه بدأ وتحليل شخصيته تجلت من رحم المأساة. فيلم البطولة فيلم محكم السيناريو، محكم الحبكة الدرامية.. قوته ظاهرة. يتوحد معه كل من ينظر إلى صورته الأولى. من أول مشهد والفيلم أسطورى تاريخى تراجيدى نهايته سعيدة.. يرفع يديه منتصراً ثابتاً يردد خلف الإمام ابن عبدالله:
الله أكبر الله أكبر... الله أكبر الله أكبر