امام كل المشاهد التي نقلتها الفضائيات عن عملية إقرار الهدنة وتبادل الاسرى المحتجزين من قبل المقاومة الفلسطينية مقابل اطلاق سراح معتقلين في السجون الإسرائيلية.. مشاهد تعجز عن وصفها الكلمات تعكس بشفافية قوة وتأثير الدور المصري في حدوث هذه الانفراجة التي قوبلت بمشاعر الارتياح بين سكان قطاع غزة.. لقطات اخرست كل دعاوى المزايدة والمتاجرة.
بارقة ضوء حتى ولو لمدة أيام على امل الوصول الى اتفاق وقف اطلاق نار بفضل المساعي الدؤوبة التي بذلتها مصر سواء على نطاق ارفع مستوى نتيجة ما حققته اللقاءات والاتصالات المستمرة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي مع قادة وكبار مسؤولي أمريكا ودول الغرب, بالإضافة الى حراك دبلوماسي لم ينقطع بقيادة وزير الخارجية سامح شكري مع نظرائه من مختلف دول العالم.
الدور المصري في احتواء وتهدئة أزمات القضية الفلسطينية كان وسيظل دائما معني بقيمة الإنجاز على واقع الأرض.. جهود تحقق مردود فعلي يصب في النهاية لصالح القضية والشعب الفلسطيني. منذ اللحظة الأولى لانطلاق عملية "طوفان الأقصى", لم تنقطع المبادرات والجهود المصرية في مسارات متعددة.. إقامة مستشفيات ميدانية لاستقبال جرحى من قطاع غزة, تدفقت قوافل الإغاثة والمساعدات الإنسانية التي تجاوزت مجموع ما ارسلته كل دول العالم, وصولا الى قيادة مفاوضات طويلة ومرهقة مع كل التعنت من الجانب الإسرائيلي لتعطيل كل هذه المسارات.
لكن بفضل التزام مصر كما ذكر الرئيس عبد الفتاح السيسي بقوة الحكمة وحكمة القوة, نجحت مصر - رغم كل الاستفزاز الإسرائيلي – في الوصول الى نقطة بداية تحمل بارقة امل في إيقاف الاعتداء الوحشي الصهيوني على المدنيين من سكان قطاع غزة على مدى 50 يوم.
بعد كل الخطوات التي قادتها مصر واسفرت عن بداية تحول في التوجه الرسمي لدول الغرب نحو رؤية متكاملة ومتعقلة بعد موجة من اندفاع قادتها خلف نظرة قاصرة تبنت الأكاذيب التي سارع قادة إسرائيل الى تسريبها للعالم دون تقديم حتى أي دليل.
بعد نجاح المبادرة المصرية , يبقى ان يتنبه العالم الى صوت القيادة السياسية في مصر مطالبا العالم الاضطلاع الجاد والحاسم بمسؤولياته لفرض الحل الوحيد الضامن للاستقرار العربي والإقليمي.. إقامة دولة فلسطينية مستقلة تضمن لشعبها الاستقرار على ارضه