لا عمر تتر المسلسل كان حلية فى عروة الجاكت، ولا يمكن يكون مجرد غنوة وجودها تحصيل حاصل على اعتبار أن محتوى العمل الدرامى أهم.. زمان قالوا فى الأمثال الشعبية «الجواب بيبان من عنوانه»، وعنوان العمل الدرامى هنا هو تتر البداية، إن صلح التتر صلحت بقية العمل، فمن يبذل الجهد فى صناعة دراما جيدة لا يمكن أن يرضى أن يكون عنوان جوابه أقل جودة من محتوى الجواب نفسه.
تترات الأعمال الدرامية ربما تتحمل وحدها نصف مساحة نجاح العمل أو أكثر أحياناً، وفى الماضى شهدنا على كثير من التترات التى ربما حققت من النجاح ما عجز عنه العمل الدرامى نفسه، وهناك من بين التترات ما يتعدى عمرها الخمسين عاماً وما زالت هى الأقوى والأجمل والأمتع عند سماعها من بعض تلك المصنوعة حديثاً.
أقل من 20 يوماً تفصلنا عن موسم رمضان الدرامى بكل ما يحمله من فرص نجاح لنجومه المعتادين عليه أو الوافدين الجدد إليه، موسم الفرصة السعيدة ووش الخير على عشرات من الفنانين على جميع المستويات، التمثيل، التأليف، الإخراج، وحتى الغناء.. ونفسها الـ20 يوماً تقريباً هى الحد الأدنى -جداً- لصناعة تتر «غنائى» لعمل درامى نسلمه للأجيال التالية ليحتل جزءاً من ذكرياتهم كما صنع لنا السابقون.. وتحمل السطور القليلة القادمة روشتة سريعة لصناعة تتر غنائى لعمل درامى يستفيد صناعه من نجاحه بقدر متعة الجمهور بسماعه.
- إياك إياك إياك والاعتقاد أن نجاح التتر يأتى من حجم اسم أو شعبية المطرب، لا ترهق نفسك فى البحث عن اتفاق مع نجم كبير، معتبراً أن مجرد وجود اسمه يعنى نجاح التجربة، الأهم أن يكون الاختيار ملائماً للتتر نفسه.. فلم يكن الفنان حسن فؤاد سوى مطرب جديد عندما راهن عليه الموسيقار عمار الشريعى والشاعر سيد حجاب لغناء تترات مسلسل «أرابيسك»، وكانت النتيجة «تتر» عاش 30 سنة.. كما لم تكن نهال نبيل مطربة محترفة أو مشهورة قبل أن يقدمها حجاب أيضاً للموسيقار ياسر عبدالرحمن لغناء تترات مسلسل «سارة» لحنان ترك.. الخلاصة اختر المطرب المناسب حتى لو أول مرة يغنى.
- العمل الدرامى كتاب لا يمكن فهمه من مجرد قراءة الغلاف، إنما يجب أن تتصفحه لتحكم على مضمونه.. لذا يجب عرض نسخة كاملة من السيناريو على الشاعر «كاتب كلمات التتر» وليس الاكتفاء بإطلاعه فقط على غلاف الكتاب ليذهب فى رحلات مع شخصيات العمل، ويتأثر بهم فيخرج أجمل ما عنده من مفردات لخدمة المحتوى، وقتها فقط أضمن لك تتر يعبر عن المسلسل ويعيش سنين طويلة.
- تصدر أى من صناع الأغنية «مطرب - شاعر - ملحن - موزع» للتريند ليس مبرراً أبداً للاستعانة به فى صناعة تترات ناجحة، لأنه تصدر التريند بسبب عمل فنى معين صدر فى توقيت معين وفى ظروف مختلفة، ولا يعنى ذلك أبداً أن يحقق لك ومعك نفس النجاح فى تتر مسلسل رمضانى.. فقط ابحث عن الكلمة المناسبة لدى أياً من كان، واللحن المتناسق مع أحداث العمل وطبيعته، سواء من مشاهير الكتابة والتلحين أو الموهوبين الجدد، لكن لا تتقيد بأحكام التريند. «إياك تانى» من التتر «التفصيل».. بمعنى أن يتم الاتفاق مع مطرب معين قبل صناعة الأغنية الخاصة بالعمل، ومن ثم يتم «تفصيل» أغنية تناسب المطرب ولا تتناسب مع محتوى العمل الدرامى نفسه.. وللمطرب الحق فى التدخل «فنياً» فى طريقة تقديم أغنية التتر بالاتفاق مع فريق العمل، لكن يبقى اختيار الشاعر والملحن حقاً أصيلاً لمؤلف العمل ومخرجه وجهة إنتاجه، أما طريقة الأداء والعمل الفنى فيخضع لورشة العمل الخاصة بالأغنية.. بمعنى أن صوت المطرب فى أغنية التتر يأتى ضمن توليفة كبيرة من عناصر البحث عن النجاح يعمل المطرب بداخلها فى حالة تناغم، عكس اختياره -نفس المطرب- لإحدى أغنيات ألبوماته الخاصة، هنا يكون هو صاحب الكلمة الوحيدة فى اختياراته.