تتعامل مصر مع العدوان الإسرائيلي على غزة والشعب الفلسطيني الأعزل بكل أنواع ضبط النفس.
تقوم مصر بتوفير سبل التفاوض بين الطرفين وتعمل على تقديم الاقتراحات والمبادرات للتوصل إلى اتفاق هدنة يكون بمثابة خطوة أولى في الطريق إلى وجود الوطن والدولة الفلسطينية كاملة التكوين.
لكن إسرائيل المدعومة دعما لا نهائيا من أمريكا تتعامل من منطلق القوة الوحشية التي توفرها لها الترسانة الأمريكية وهي تفاخر بقوتها رغم أن الفلسطينيين لا يملكون طائرات ولا دبابات ولا مدافع لكي تكون هناك مقارنة بين الطرفين.
يقاوم الفلسطينيون بعزيمتهم وقوة إرادتهم في مواجهة جيش غاشم يطلق الرصاص والدانات عن بعد ليقتل أطفالا ونساء وشيوخا، لا مقاتلين وفدائيين يمكنهم مواجهة غطرسته لو كانوا يملكون السلاح والدعم كما يملكه الصهاينة.
قد يتساءل البعض عن أسباب رفض إسرائيل قبول المبادرات المصرية وتسويفها بشأن عقد اتفاق بدون اهتما بمصير الأسرى لدى حماس. إن الداخل الإسرائيلي يرفض سياسة نيتنياهو وحكومته وهو يسوف لكي يخرج بأي نصر يساعده على البقاء في الحكم منعا لمحاكمته على تقصيره , لكن هناك أسبابا جوهرية أخرى لدى الكيان الصهيوني تجعله يسعى حثيثا لكسب كل ما تطوله أسلحته سواء عسكريا أو سياسيا.
إن الحلم الإسرائيلي مازال يملأ خيال الصهاينة , ان تكون إسرائيل كبرى في المنطقة تضم أراضي من العراق إلى مصر وتبتلع بينهما الشام وهي أراضي خضراء غنية بالمياه بحرا ونهرا.
ولن المساحة الموجود عليها الآن الكيان الإسرائيلي صغيرة , فلا يمكن أن تكون عاملا مؤثرا لإنشاء دولة كبرى وهي لذلك لا تخفي طمعها ونهمها في الاستيلاء على ما يجاورها من دول حتى يتحقق الحلم.
بجانب ذلك فإن إسرائيل لم تضم في الأراضي التي استولت عليها من فلسطين كل يهود وصهاينة العالم وبذلك يظل العامل الديموجرافي عامل ضعف وليس قوة ويتفوق الفلسطينيون على اليهود في هذا المضمار ويعوضون شهداءهم بمواليد جديدة يرون أنهم عاملا هاما في البقاء والاستمرار وعدم الفناء.
إن إسرائيل مؤرقة بهذه الأسباب بينما فلسطين على العكس من ذلك فهي رغم فقدانها استقلالها السياسي إلا أنها تحتفظ بقدرتها على الاستمرار في البقاء شعبا وأمة واحدة تقاوم وتعمل على استرداد استقلالها ووطنها.
تخشى إسرائيل أن تتفتت وحدة شعبها المجتمع من الشتات من كل أنحاء العالم كما تخشى استمرار قدرتها على إبقاء شعبها متماسكا, لأن كيانها كدولة تتكون من وحدة سياسية واجتماعية واقتصادية متكاملة أصبح يواجه خطرا خاصة إذا أجبرت بالمقاومة ودوليا على قبول وجود دولة فلسطينية مستقلة.