تتعد الأدلة القوية على ارتكاب إسرائيل جريمة الإبادة الجماعية في غزة، و من بينها رد منظمة الأمم المتحدة، على التقارير الإسرائيلية اليائسة التي شككت فيما اعلنته وزارة الصحة الفلسطينية، عن أعداد الضحايا الفلسطينيين، بسبب عدوانها الهمجي على القطاع.
أكدت المنظمة الأممية إنّ عدد الضحايا، الذين تمّ التعرف إليهم، يقارب (25 ألف) ضحية، بخلاف (10 آلاف) آخرين لم يتم توثيق هوياتهم بعد، و قال " فرحان حق " نائب الناطق الرسمي باسم الأمم المتحدة، إنّ عدد الشهداء الفلسطينيين تجاوز ( 35 ألفًا ) منذ بداية العدوان الإسرائيلي في السابع أكتوبر الماضي.
وأوضح " حق " تفصيل عدد الشهداء ممن تمّ توثيق هوياتهم حتى الأن، وينقسمون إلى ( 7,796 ) من الأطفال، و(4,459 ) من النساء، و(1,924) من الشيوخ، و(10,006) من الرجال.
ومن بين الأدلة المهمة أيضًا، قرار محكمة العدل الدولية الصادر في ( 26 ) يناير الماضي، الذي أكد أن جيش العدو الإسرائيلي شن حرب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة، وصف ما يحدث في القطاع بأنه حرب إبادة جماعية.
وألزمت " العدل الدولية " في قرارها إسرائيل بوقف تلك الجريمة، واتخاذ جميع التدابير لمنع جميع الأعمال التي تتضمنها المادة الثانية من اتفاقية منع الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، ويشمل ذلك كافة الأعمال المتعلقة بقتل أعضاء من جماعة ، أو إلحاق أذى جسدي أو نفسي خطير بهم ، أو إخضاع الجماعة - عمدًا - لظروف معيشية يراد بها تدميرها كليًا أو جزئيًا.
وطالبت المحكمة في قرارها بضمان عدم قيام الجيش الإسرائيلي بأي أعمال إبادة، ومنع - ومعاقبة - أي تصريحات أو تعليقات عامة يمكن أن تحرض على ارتكاب الإبادة الجماعية في غزة، وعدم التخلص من أي دليل يمكن أن يستخدم في القضية المرفوعة ضدها من دولة جنوب أفريقيا (التي انضمت إليها مصر لاحقًا).
وألزمت المحكمة إسرائيل بتقديم تقرير خلال شهر بمدى تطبيقها لهذه التدابير والأحكام، وهو ما لم تفعله حكومة "تل أبيب" حتى الأن رغم مرور أكثر من ثلاثة شهور على صدور القرار.
أضافت القاضية " جون دوناهيو " رئيسة محكمة العدل الدولية إلى القرار ، الذي يعد في حد ذاته دليلًا على ارتكاب إسرائيل جريمة الإبادة الجماعية في ، أدلة أخرى عبر الإشارة خلال الجلسة التي قرأت فيها قرا المحكمة، إلى المعلومات و الصريحات الصادرة من الأمم المتحدة ومسؤوليها حول ما يحدث في غزة .
و قالت رئيسة " العدل الدولية " إن "مارتن جريفيثس " وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة ذكر في تقرير له أن غزة أصبحت مكانا للموت و اليأس ، و أن الأسر تنام في الخلاء فيما تنخفض درجات الحرارة.
بالإضافة إلى إن الأماكن التي تُوجه بشأنها أوامر للمدنيين الفلسطينيين بالانتقال إليها تم قصفها ، كما تتعرض المنشآت الطبية للقصف المستمر .
و أشارت " دوناهيو " إلى ما قالته الأمم المتحدة آخر العام الماضي ( 2023 ) على خلفية إيفاد وفد أممي إلى شمال غزة لتفقد الأوضاع ، عن معاناة ( 93 % ) من السكان من الجوع بسبب عدم توفر الغذاء الكافي ، بالإضافة لارتفاع معدلات سوء التغذية.
و قالت رئيسة المحكمة أن ( 25 % ) من الأسر في غزة تواجه ظروفًا كارثية، مما أدى إلى اضطرارهم لبيع مقتنياتهم، و اللجوء إلى تدابير قاسية ليتمكنوا من تحمل تكلفة وجبة بسيطة .و يبقى الدليل الأقوى والأهم على جريمة الإبادة الجماعية في غزة، وهو دليل قدمته إسرائيل بنفسها قبل سبع سنوات، ويؤكد سبق الإصرار و الترصد لارتكاب جريمتها، وللحديث بقية.