مصر أم الدنيا.. حرفياً مصر كعبة الشعوب العربية.. الحصن الذى يطمئن له جميع الدول العربية، تأثير مصر على العالم قائم منذ بداية الخلق إلى وقتنا هذا.. معروفة بالتحمل والصبر وبحماية من حولها، قالت كلمتها فى الحضارات القديمة الفرعونية.. وفى الحضارة المسيحية.. وفى الحضارة الإسلامية، حاربت التتار، وحررت القدس، وانتصرت فى أكتوبر النصر.
ولكى نظهر قوة مصر وتأثيرها على من حولها من الدول العربية والعالم.. كانت فكرة 6 أكتوبر وهى تحكى عن حى فى مدينة 6 أكتوبر يعيش فيه مئات الألوف من الجنسيات العربية المختلفة.
يعيش فى مصر وفى أحيائها وحى 6 أكتوبر العراقى والسورى والسودانى والليبى، واليمنى والخليجى.. وهو جمع لا يستطيع أحد أن يستوعبه غير أم الدنيا، مصر وحدها التى تستطيع أن تتحمل كل هذه الجنسيات التى تختلف طرق حياتها وتفاصيلها التاريخية وأحوالها ومعاناتها.
مصر استوعبت كل هؤلاء الملايين دون تمييز أو عنصرية.. هذا الاستيعاب والحصن الذى يعيش فيه ملايين الناس من الدول العربية تحديداً منذ سنوات، كل عام تزداد أعداد الناس التى جاءت من الدول العربية.. السودانى بجوار الليبى، بجوار العراقى بجوار السورى بجوار اليمنى على نفس المقهى، وداخل العمارات، وفى الشوارع، وداخل الدكاكين، تجد دكان الشاورمة السورى بجوار المندى اليمنى، بجوار الفرن العراقى، وتجد الجامعة تضم السودانى والليبى والسورى والعراقى والخليجى يدرسون فى صف واحد أمام دكتور مصرى يعلمهم، ويعلم المصريين بجوار الطلبة العرب فى صف ودون تمييز.
هذا المزيج العظيم الذى صنعته مصر وحدها هو العامل المشترك الذى يجمع الأمة العربية ثقافياً وعلمياً واجتماعياً.. فها هو حى 6 أكتوبر داخله جمع من الأمة العربية يشاهدون مباريات الدورى الإنجليزى ويشجعون محمد صلاح ويصفقون له، يستمعون إلى الأغنية المصرية ويرددون الأغانى بما فيها الأغانى الشعبية.. يحفظون ويرقصون على نغمات تامر حسنى وعمرو دياب وتامر عاشور بجوار مطربى الراب مروان بابلو، شاهين.. بجوار مطربى المهرجانات.
الفرح فى حى 6 أكتوبر بصوت زغرودة مصرية وألحان وغناء شعبى مصرى. هكذا تصنع الأم بأولادها وإن كانوا مختلفين، ولكى تتحقق هذه الفكرة درامياً كان عمل اختيار قالب درامى إنسانى بعيد عن المباشرة.. وهو ملخص فى: منعم رجل فى الستين من عمره من الطبقة المتوسطة مصاب بالزهايمر يخرج من بيته إلى شوارع مدينة 6 أكتوبر.. يدخل ستة بيوت يسكنها جنسيات عربية مختلفة.. يدخل بيت العراقى والسورى واليمنى والبيت الخليجى والسودانى والبيت الليبى. يدخل بيوتهم فيعيش معهم فاقداً للذاكرة.. فى نفس الوقت نرى تفاصيل الجنسيات العربية التى يعيش معهم فيها بطلنا المصرى «منعم».
يحل لهم دون قصد مشكلاتهم، ويخرج فى لحظات بدون ذاكرة.. إلى بيت عربى آخر. كل بيت نرى فيه ملامح ثقافة البلد العربى والمشترك الذى يجمع بيننا كمجتمع عربى واحد. بالتوازى نتعرف على بيت منعم أثناء بحث الابن «مختار» دكتور فى جامعة 6 أكتوبر عمره 30 سنة.. خاطب ميساء 25 سنة، يصل مختار إلى البيت الذى كان يعيش فيه منعم لكن بعد خروج منعم إلى بيت آخر.
مختار وهند وندا أبناء منعم.. وأمهم راوية مديرة مدرسة تجريبية.. عائلة منعم تبحث عنه عن طريق النت والإعلانات وأقسام الشرطة والمستشفيات. فى نفس الوقت نتعرف على تفاصيل منعم الجديدة فهو يعزف عود مع أصحابه.. وهو مدير عام فى وزارة الثقافة.. وهو خفيف الظل (فرفوش).. أصحابه من سنه، يجمعهم مقهى واحد.نركز فى كل بيت عربى على تفاصيل هذا البلد وعلى مقدار ما يشعرون به من ألم بسبب تدمير بلادهم، ويمتنون إلى مصر وقيادتها لأنهم يعيشون تحت مظلة آمنة.
نجد فى البيت السورى بنت «نورا» جميلة، تنتظر خطيبها أن يأتى من سوريا وبسبب الحرب الأهلية والمشكلات يتأخر وصول الشاب.. يظهر منعم الذى يذهب معهم إلى الجوازات فيعرفه أحد أصحابه فيساعد فى حل مشكلة الشاب كرامة لمنعم.. فيتسبب منعم فى حل مشكلة الفتاة عندما يصل خطيبها إلى مصر. كذلك فى البيت اليمنى رجل البيت مريض بالقلب وهو صاحب دكان «حضرموت» للأكل اليمنى. وفى البيت العراقى صاحب فرن عراقى ابنه فى ألمانيا وابنته فى فرنسا.. يدخل منعم فى حياة العراقى وزوجته.. يعزف على آلة العود التى تخص ابنه الموسيقى الذى يعيش فى ألمانيا.
فى البيت الليبى تعيش أسرة داخل مسكن يتعلم أبناؤهم فى جامعة 6 أكتوبر.. دون قصد يساعد منعم فى إعادة الهدوء إلى هذه الأسرة العربية بسبب رسوب ابنهم فى الكلية أكثر من ثلاث سنوات. وفى البيت السودانى بيت كله محبة وحيوية ومناقشات وحزن وألم على بلادهم التى دمرتها الحروب الأهلية.. يدخل منعم يتفاعل معهم حتى يعرفه أحد أبنائهم عن طريق الفيس بوك.. يذهب الشاب السودانى إلى بيت منعم يعرفهم أن منعم عندهم.. وعندما يصل مختار وهند وندا والأم راوية يكون منعم قد ذهب ويختفى فى بيت خليجى، وفى البيت الخليجى حيث جاء الخليجى مع أسرته لقضاء الصيف، فى نفس هذا الوقت يبحث هذا الخليجى عن مصرى كان معه فى الحج قبل عشرين سنة.
ظهور منعم فى حياة الأسر العربية واختفاؤه يجعل هذه الأسر تبحث عن منعم مع أسرته وأصحابه، ترفض الفتاة السورية الزواج من خطيبها إلا فى وجود منعم. تُقام الأفراح فى حضور منعم، حيث يجمعهم جميعاً السورى والعراقى والليبى والسودانى واليمنى والخليجى. الجميع يحتفى بمنعم ويقدروا له لو ولبلاده هذا الحصن الآمن الذى جمعهم ويعيشون فى أمان رغم أعدادهم التى تتجاوز الملايين. ونكون بهذا قد حققنا هذا المزيج الذى صنعته الشخصية المصرية وصنعته القيادة المصرية العظيمة.